محتويات
الغدد الليمفاويّة
الغدد الليمفاويّة هي عبارة عن سلاسل من العقد الصغيرة تربطها ببعضها قنوات ليمفاويّة صغيرة تشبه الشعيرات الدمويّة، وهي تحتوي بشكل أساسي على خلايا مناعية من نوع ت و ب، ويعتبر الجهاز الليمفي جزءاً أساسياً ومهماً من جهاز المناعة في جسم الإنسان، حيث تعمل الغدد الليمفاويّة كفلاتر لتنقية الليمف من الأجسام الغريبة والخلايا السرطانيّة، كما أنّها تتحكّم بسميّة المواد التي تدخل إلى الجسم وتحدّ منها لتمنع الأضرار الناتجة عنها.
تنتشر الغدد الليمفاويّة في مختلف مناطق الجسم، خاصةً في المعدة ومنطقة تحت الإبطين. ويعتبر التهابها أو تورّمها في بعض الأحيان مؤشّراً على وجود خلايا سرطانيّة غير طبيعيّة ممّا يستدعي العلاج المباشر.
توّرم الغدد الليمفاويّة تحت الإبطين
على الرغم من وجود علاقة مباشرة بين سرطان الثدي وتوّرم الغدد الليمفاويّة أسفل الإبطين إلّا أنّه ليس السبب الوحيد بالضرورة للتوّرم، حيث يرتبط السرطان بأعراض أخرى عامة تصيب الجسم كلّه وجهاز المناعة، كما أنّ انتقال الخلايا السرطانية للعقد أسفل الإبطين قد لا يحدث إلّا في مرحلة متقدمة من المرض.
هنالك أسباب أخرى للالتهابات أسفل الإبطين التي قد تكون مجرد التهابات جلديّة ناتجة عن كثرة التعرّق وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة لاستخدام مواد الحلاقة الكيماويّة ومزيلات العرق المختلفة، وتعتبر قلة النظافة وعدم استخدام الماء بكثر سبباً أساسياً لنمو الفطريات المسبّبة للالتهابات الجلدية والتقرّحات والخراجات أحياناً، وهذه كلها أسباب سطحيّة لا تدلّ على وجود أيّة اورام خبيثة في هذه المنطقة.
كيف أتأكد من عدم وجود أورام خبيثة
من المهم على أية حال التأكد من كون مسبب الالتهاب ليس ورماً خبيثاً، خاصةً لدى النساء المعرّضات للإصابة بسرطان الثدي بنسبة عالية، حيث يعتبر سرطان الثدي المسبب الثاني للوفاة بعد سرطان الرئة عالمياً، ويمكن التأكد من خلال عمل الفحص الذاتي شهرياً والذي يتم بملاحظة ملمس الثدي ومراقبة عدم وجود كتل أسفله أو تكيّس بالإضافة لعدم وجود خراجات غير مألوفة، كما من المهم أيضاً مراقبة شكل الحلمة وعدم وجود تغيرات فيها، كما أنه يمكن مراقبة وجود أعراض أخرى عامة في حال التشكّك بكون المسبب ورماً خبيثاً، كالضعف العام ونقصان الوزن بالإضافة للصداع أو الغثيان. أما إذا كان الالتهاب موضعياً ولا يحفّز أية أعراض أخرى فلا داعي للقلق.
علاج أورام الغدد الليمفاويّة
يتحدد نوع العلاج بتحديد المسبّب للالتهاب، فالأورام الفيروسية مثلاً لا تدعو للقلق مطلقاً إذ تشفى بعد مدة قصيرة من تلقاء نفسها في أغلب الأحيان ويمكن علاجها بالمطهّرات الموضعية، أما الإلتهابات البكتيرية فهي تستوجب النظافة الشخصية بشكل أساسي كما قد ينصح الطبيب باستخدام المضادات الحيوية حسب نوع البكتيريا وقد تطول فترة علاجها أكثر من الفيروسية، أما بالنسبة للالتهابات الفطرية فيمكن علاجها بالمراهم التي يصفها الطبيب بالإضافة للتهوية المستمرة لمنطقة تحت الإبطين لمنع امتداد نمو الفطريات وتوسّع منطقة الالتهاب، أما في حال تم اكتشاف وجود ورم خبيث فهذا يستدعي تدخلاً طبياً طارئاً، ويعالج الورم بالإشعاع أو بالمواد الكيماوية أو الاستئصال تبعاً لتقدّم الحالة.