النشاطات البركانية
تحدث النشاطات البركانية بكثرةٍ تحت أسطح البحار والمحيطات، وهناك مناطق تتكرر فيها النشاطات كثيراً فينتج عنها جزر في المنطقة المحيطة بالبركان؛ وسبب تكوّن هذه الجزر هو تماسك الموادّ المقذوفة من فوهة البركان مع بعضها، فتنشأ مساحةٌ صغيرةٌ من اليابسة بعدها، ومن ثم تتسع رقعة الجزيرة كلما ثار البركان وقذف موادً أكثر وهذا ما يحدث كثيراً في اليابان؛ حيث تكوّنت العديد من الجزر بفعل النشاطاتٌ البركانيةٌ الكثيرةٌ، وهذه الجزر منها ما بقى ومنها ما تآكل واختفى، ومن الجزر التي تشكّلت بهذه الطريقة جزيرة اليابان الجديدة، وهي التي سنتتكلم عنها في هذا المقال.
تمتد النشاطات البركانية في اليابان لآلاف الأمتار على طول منطقة إيزو-اوجاساوارا-خندق ماريانا، وكلّما زاد عدد الجزر المتكوّنة من أثر البراكين ازدادت مطالب اليابان في نزاعها الإقليمي على عدّة مناطق مع دولة الصين المجاورة لها، وبعد ثوران البركان الأخير وظهور جزيرة جديدة جنوب العاصمة اليابانية، ازدادت قوّة اليابان في مطالبها، حيث زاد عدد الجزر التابعة لها في تلك المنطقة.
الجزيرة البركانية الجديدة في اليابان
لقد اكتشف خبراء الزلازل والبراكين حدوث العديد من الثورانات البركانية في الجنوب الأقصى للعاصمة اليابانية طوكيو، ولاحظوا تشكل الجزر مثل جزيرة البحار التي كانت آثار الانفجار البركاني واضحةً جداً فيها، وأيضاً جزيرة اليابان الجديدة، التي تشكلت بفعل الرماد والصخور المتطايرة والمنفجرة من فوهة البركان، وقال العلماء أن الجزيرة تشكلت بقطر 200 متر تقريباً مقابل سواحل Nishinoshima، وأصبحت جزءاً من سلسلة أوجاساوارا المعروفة باسم جزر بونين أيضاً، وتبعد حوالي الألف كيلومترٍ تقريباً عن جنوب عاصمة اليابان طوكيو، وتعتبر جزءاً من أرخبيل اليابان (وهو عددٌ من الآلاف من الجزر)؛ ويعتبر أرخبيل اليابان جزءاً من المحيط الهادئ المعروف بالنشاط الزلزاليّ وهو ما يسمّى بحزام النار.
حسب أقوال خبراء الزلازل والبراكين، فإنّ هذه الجزيرة الجديدة لن تتلاشى وتختفي، وستبقى موجودةً على عكس الكثير من الجزر التي ظهرت في أرخبيل اليابان ثمّ اختفت بفعل التآكل، وأضاف الخبراء أنّ المنطقة التي ظهرت فيها الجزيرة تعرّضت لثوران بركانيٍ في أول عام 1970، ومرةً أخرى بعد عشر سنواتٍ في منتصف عام 1980م، وقد نشأ عن هذا الثوران الكثير من الجزر التي سرعان ما تآكلت واختفت، وبعد فترةٍ من تشكل الجزيرة الجديدة لاحظ الخبراء أنها تتسع وتكبر، ورجحوا أن سبب هذا الاتساع هو النشاطات البركانية التي لم تتوقف منذ تشكل الجزيرة، وبالتالي ستستمر عمليّة قذف الصخور التي تزيد من مساحة الجزرة؛ باتحادها مع سابقاتها من الصخور المتفجّرة.