أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم عندالرضع

كتابة - آخر تحديث: ٦:٥٠ ، ١٤ أغسطس ٢٠٢٠
أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم عندالرضع

ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضع

إنَّ ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضَّع أو الحُمَّى (بالإنجليزية: Fever) لا يعني بالضرورة أنَّ الطفل مصاب بمرض خطير ما دام سلوكه وحركته طبيعيَّين، كما أنَّ مدى شدَّة ارتفاع الحرارة لا يمكن ربطها دائماً بمدى شدَّة المرض لدى الطفل، ومن الطبيعي أن تكون درجة حرارة أجسام الأطفال أعلى من درجة حرارة أجسام البالغين، ويُعزى ذلك إلى أنَّ عمليَّات الأيض لديهم تكون أكثر نشاطاً، وبالتالي تنتج أجسامهم الحرارة بشكلٍ أعلى، ولكن تنبغي مراجعة الطبيب في حال ارتفعت درجة حرارة الرضيع الذي يقلُّ عمره عن ثلاثة أشهر إلى ما هو أعلى من 38 درجة مئويَّة في حال تم قياسها باستخدام ميزان الحرارة الشرجي، وفي الحقيقة يعتمد تحديد إذا كان الرضيع مصاباً بالحُمَّى على طريقة قياس درجة الحرارة، ويمكن بيان ذلك كما يأتي:[١]

  • استخدام ميزان الحرارة الشرجي: تعتبر درجة الحرارة مرتفعة إذا كانت تفوق 38 درجة مئويَّة.
  • استخدام ميزان الحرارة في موضع تحت الإبط: تعتبر درجة الحرارة مرتفعة إذا كانت تتجاوز 37.22 درجة مئويَّة.
  • استخدام ميزان الحرارة الفموي: تعتبر درجة الحرارة مرتفعة إذا كانت أعلى من 37.78 درجة مئويَّة، وتُعدُّ هذه الطريقة غير دقيقة عند استخدامها لدى الرضَّع.


أسباب وعوامل خطر ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضع

إنَّ الإصابة بالحُمَّى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم تعني عادةً أنَّ الجهاز المناعي يؤدِّي وظيفته، وأنَّ الجسم يُحارب أحد الأمراض، لذلك لا تُعدُّ الحُمَّى مرضاً بحدِّ ذاتها وإنَّما عرضاً لأحد الأمراض،[٢] وبالرغم من ذلك فإنَّ ارتفاع درجة الحرارة لدى الرضيع تسبِّب شعوره بالانزعاج وعدم الراحة، فهي تزيد من معدَّل ضربات القلب والتنفُّس لديه، كما تزيد من حاجته إلى السوائل،[٣] وتتضمَّن الأسباب الشائعة لارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضَّع ما يأتي:


الإصابة بالعدوى

تُعدُّ الإصابة بالعدوى من أكثر الأسباب شيوعاً لارتفاع درجة حرارة أجسام الرضَّع، إذ يحفِّز ارتفاع درجة الحرارة آليَّات الدفاع الطبيعيَّة لدى الجسم، وبالتالي تساعد الحُمَّى على محاربة العدوى،[٤] إذ يُعدُّ حديثوا الولادة والرضَّع هم الأكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع العدوى الخطيرة، وذلك لعدم تطوُّر جهازهم المناعي بشكلٍ كامل،[٥] وفي الحقيقة إنَّ عدد الجراثيم المسبِّبة للعدوى يصل إلى المئات، إذ تتسبَّب الفيروسات في الإصابة بالعدوى أكثر مقارنة بما تسبِّبه البكتيريا، إذ تعتبر العدوى الفيروسية، مثل: نزلات البرد، والإنفلونزا، وغيرها، أكثر مسبِّبات العدوى شيوعاً، وتكون الحُمَّى هي العرض الوحيد الذي يظهر خلال 24 ساعة الأولى من التعرُّض للفيروس، وتظهر الأعراض الأخرى، مثل: سيلان الأنف، والسعال، ورخاوة البراز في وقتٍ متأخِّر، فمثلاً عند الإصابة بالطفح الوردي (بالإنجليزية: Roseola) يكون ارتفاع درجة الحرارة هو العرض الوحيد الظاهر خلال يومين أو ثلاثة أيام من الإصابة بالعدوى، ثم يظهر الطفح الجلدي.[٦]


ويمكن القول أنَّ جميع حالات ارتفاع درجة الحرارة تقريباً ناجمة عن الإصابة بعدوى جديدة،[٦] وقد يتم اكتساب هذه العدوى أثناء الولادة أو قبلها،[٥] إذ إنَّ الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بعدوى البكتيريا العقديَّة من المجموعة ب أكثر عرضة للمعاناة من الحُمَّى الناجمة عن عدوى بكتيريَّة خطيرة، وكذلك الحال لدى الأطفال الذين يولدون ولادة مبكِّرة، أو المصابين بأمراض مزمنة، مثل: أمراض القلب،[٧] وينبغي التنبيه إلى أنَّ إصابة حديثي الولادة أي من هم دون 3 أشهر بالحُمَّى يُعدُّ أمراً خطيراً، إذ قد تكون الحُمَّى ناجمة عن الإصابة بتعفُّن الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، وهي عدوى بكتيريَّة خطيرة تصيب مجرى الدم، إذ تتطوَّر العدوى البكتيريَّة وتصبح أكثر سوءاً في هذا العمر بشكلٍ سريع، لذلك تجب على الطبيب رؤية جميع هؤلاء الأطفال وعلاجهم بشكلٍ سريع.[٦]


وفي هذا السياق يجدر العلم أنَّه تُعدُّ الإصابة بعدوى الجهاز التنفُّسي، مثل: الفيروس التنفُّسي المخلوي (بالإنجليزية: Respiratory syncytial virus)، والخانوق (بالإنجليزية: Croup)، وعدوى الحلق الفيروسيَّة من الأسباب الشائعة لإصابة الرضَّع بالحُمَّى،[١] كما تعتبر الإصابة بالتهاب الحلق العقدي أيضاً من الأسباب الشائعة للمعاناة من الحُمَّى غير المبرَّرة،[٦] وبالرغم من أنَّ حدوث بعض أنواع العدوى يكون أقلَّ شيوعاً لدى الرضَّع، إلا أنَّها يمكن أن تسبِّب الحمَّى، مثل: الالتهاب الرئوي، وعدوى الجهاز البولي، وعدوى الأذن، وبعض أنواع العدوى الخطيرة كعدوى الدم البكتيريَّة، والتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)؛[٢] وهي عدوى بكتيريَّة خطيرة جدّاً تصيب الغشاء الذي يغلِّف النخاع الشوكي والدماغ، ومن أبرز أعراضه: الصداع، وتيبُّس الرقبة، والارتباك.[٦]


المبالغة في اللبس والطقس الحار

قد يصاب الرضَّع وخاصَّة الأطفال حديثي الولادة بالحُمَّى وارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة ارتدائهم الكثير من الملابس بشكل مبالغ فيه أو وجودهم في بيئة حارَّة، وذلك لعدم قدرتهم على تنظيم درجة حرارة أجسامهم كما هو الحال لدى الأطفال الأكبر سنّاً، وبالرغم من ذلك تجب مراجعة الطبيب في حال معاناة الرضيع وخاصَّة حديثي الولادة من الحُمَّى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، وذلك لأنَّها قد تدلُّ على الإصابة بعدوى خطيرة،[٤] وفي سياق الحديث يجدر التنبيه إلى أنَّ أجسام الرضَّع تعتبر أقلَّ فعاليَّة وكفاءة في التحكُّم في درجة الحرارة مقارنة بالبالغين، لذلك هم أكثر عرضة للطقس شديد الحرارة،[١] فقد ترتفع درجة حرارة أجسامهم داخل المنزل إن تواجدوا بالقرب من السخانات أو فتحات الحرارة أو غيرها من مصادر الحرارة في المنزل، أو قد ترتفع داخل السيارة،[٨] بحيث يكون وجه الطفل مُحمرّاً وساخنًا وقد يشعر بالإعياء،[٩] وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم ترك الطفل وحده في سيارة مغلقة أبداً ولو لدقيقة واحدة، إذ يمكن أن ترتفع درجة الحرارة بشكلٍ سريع مسبِّبة ضربة الشمس أو الوفاة.[٨]


إعطاء المطاعيم

قد ترتفع درجة حرارة الرضَّع في بعض الأحيان بشكلٍ بسيط بعد تلقِّيهم المطاعيم أو اللقاحات،[٤] ويعتبر ذلك طبيعيّاً وغير مؤذٍ ولا ضارٍّ، بل يدلُّ على أنَّ المطعوم يؤدِّي وظيفته،[٦] وعادة ما يستمرُّ ارتفاع درجة الحرارة لبضع ساعات إلى يوم،[٥] إذ تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع مع معظم المطاعيم خلال 12 ساعة من أخذ المطعوم، وتستمرُّ لمدَّة يومين إلى ثلاثة أيام،[٦] ويمكن أن تسبِّب بعض المطاعيم ارتفاع درجة الحرارة لمدَّة أسبوع أو أسبوعين بعد أخذ المطعوم، كما هو الحال عند تلقِّي مطعوم الحصبة (بالإنجليزية: Measles)، وينبغي التنبيه إلى أنَّه يمكن للأطفال الذين يتلقُّون المطاعيم حسب جدول معيَّن وينجم عن ذلك إصابتهم بالحُمَّى الاستمرار في أخذ المطاعيم ما دام الارتفاع في درجة الحرارة بسيطاً ولا يعانون من أيَّة أمراض خطيرة.[٥]


نقص السوائل أو الجفاف

من الممكن أن لا يحصل بعض الأطفال على كميَّات كافية من السوائل، الأمر الذي يتسبَّب في ارتفاع درجة حرارة أجسامهم،[٨] كما أنَّ عدم حصول حديثي الولادة على كميَّات كافية من حليب الثدي أو الحليب الصناعي يتسبَّب في زيادة درجة حرارة أجسامهم،[١٠] وبالتالي يعاني الطفل من الجفاف أو الخسارة الشديدة في ماء الجسم إذا لم يتم تعويض هذه السوائل، وهذا يؤدِّي إلى حدوث مضاعفات خطيرة، وقد يحتاج الطفل حينها إلى إعطائه السوائل عبر الوريد لمعالجة الجفاف.[٨]


أسباب أخرى

يمكن أن يصاب الأطفال بالحُمَّى بعد تعرُّضهم لجرح في الجلد وهذا ما يدلُّ على حدوث العدوى غالباً، ويمكن القول أنَّه من النادر أن تسبِّب الأمراض المرتبطة بالحرارة الحُمَّى لدى الأطفال،[١] ومن الأسباب الأخرى لارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضَّع يمكن ذكر ما يأتي:[١١]

  • تناول بعض الأدوية، مثل: المضادَّات الحيوية، ومضادَّات الصرع، وأدوية علاج ضغط الدم.
  • المعاناة من أمراض المناعة الذاتيَّة، وهي التي تحدث عند مهاجمة الجسم أنسجته السليمة عن طريق الخطأ.


الأمور التي لا تسبب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع

إنَّ العديد من الأطفال في عمر التسنين أو ما حوله تبدأ أجسامهم أيضاً في تكوين أنظمتها المناعيَّة، لذلك قد يعانون من الحُمَّى في هذا العمر، ولا يُعزى ذلك إلى التسنين، لأنَّ التسنين لا يتسبَّب في ارتفاع درجة الحرارة، وإنَّما تحاول أجسامهم محاربة أمور أخرى،[١٢] وبالرغم من صعوبة نفي هذه الفكرة بشكلٍ تام، فإنَّه لا يمكن أبداً نسب ارتفاع درجة الحرارة إلى ما يفوق 38.9 درجة مئويَّة إلى التسنين، بل يجب البحث دائماً عن الأسباب الأخرى للإصابة بالحُمَّى.[١٣]


الوقاية من ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضع

يمكن الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة من خلال تجنُّب الأمور المسبِّبة للعدوى والأمراض إذا كان الارتفاع ناجماً عن الإصابة بالعدوى أو المرض، وفي حال كان سبب ارتفاع درجة الحرارة هو تلقِّي المطاعيم فيمكن إعطاء الطفل دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، وهو أحد الأدوية المتاحة دون وصفة طبيَّة، إذ يتم استخدامه في هذه الحالة قبل أخذ المطعوم أو بعد أخذه مباشرة، كما تنبغي استشارة الطبيب قبل إعطاء الأطفال ما دون الشهرين من العمر أيَّ دواء،[١١] ويمكن الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة لدى الرضَّع من خلال اتباع ما يأتي:[١٠]

  • المحافظة على درجة حرارة المنزل ما بين 22-24 درجة مئويَّة.
  • إبعاد الطفل عن أيِّ مصدر للحرارة، مثل: المدفأة، وموقد النار، وأشعَّة الشمس المباشرة.
  • ارتداء الطفل ملابس مريحة ومناسبة للطقس، إذ لا يحتاج الطفل إلى ملابس أكثر من البالغين، وفي حال الرغبة بركوب السيارة فيلزم إلباس الطفل ملابس مناسبة للسيارة، إذ إنَّ السيارات يمكن أن تصبح حارَّة أو ساخنة جدّاً.[١٠][١]
  • إبقاء الأطفال في المنزل في الأجواء الحارَّة جدّاً وبعيداً عن أشعَّة الشمس الحارَّة، إذ يساعد ذلك على تنظيم درجة حرارة أجسامهم.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "What to know about fever in babies", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Fever in Babies", www.webmd.com, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  3. "Fever and Your Baby", www.healthychildren.org, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Fevers", kidshealth.org, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Fever in Infants and Children", www.msdmanuals.com, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Fever", www.seattlechildrens.org, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  7. "Fevers in Infants Under 3 Months", www.yalemedicine.org, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "When Your Newborn Has a Fever", www.nationwidechildrens.org, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  9. "Fever in a Newborn Symptoms & Causes", www.childrenshospital.org, Retrieved 14-7-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Fever in a Newborn", www.stanfordchildrens.org, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  11. ^ أ ب "Fever in Infants and Children", familydoctor.org, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  12. "MYTHS AND FACTS ABOUT FEVERS IN CHILDREN AND INFANTS", healthcare.utah.edu, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  13. "Patient education: Fever in children (Beyond the Basics)", www.uptodate.com, Retrieved 13-7-2020. Edited.
848 مشاهدة