فضل العلم
قال أحمد شوقي:
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها
- والجهل يهدم بيت العزِّ والكرمِ
العلم هو أساس تقدم المجتمعات، وسر تطور الحياة، وهو المقياس الذي يُقاس به نموّ الشعوب، ولأهمية العلم وضرورته قال تعالى في محكم كتابه: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق: 1-5)، لما يحمله في طيّاته من خير للفرد والمجتمع.
للعلم أفضالٌ كثيرة، فهو أساس القضاء على الأمراض ومنع انتشار الأوبئة، والحد من الوفيات، وبالعلم تمّ اختراع المواصلات التي سهّلت على الإنسان الوصول إلى أية بقعةٍ في الأرض، وبالعلم اختُرعت الآلات، وشُيّدت المصانع على اختلاف ما تنتجه من أدوات هدفها تسهيل الحياة، كما أنّ ما نراه من مبانٍ شاهقة وشوارع معبّدة لم تكن لتوجد لولا العلم وأفضال العلماء، أمّا ما نسمعه ونراه من أخبار، وما نرسله من رسائل نصيّة وصوتيّة تصل قبل رمشة العين بفبضل العلم أيضاً.
كان العلم سبيل الإنسان للخروج خارج هذا الكوكب واكتشاف ما حوله من مجرّات وظواهر كونية، للاستفادة مما يمكن الاستفادة منه أيضاً، وبالعلم تعرفنا على طبيعة الكون الذي نعيش فيه، واستطعنا التنبؤ بأمور الطقس وأحواله، والاحتراز من الزلازل والبراكين والأعاصير، وإنقاذ آلاف النباتات لتصبح أكثر صحةً، وأطول عمراً، ولأجل هذا جعل الله لطالب العلم طريقاً ميسراً وسالكاً ليسمو بنفسه ومجتمعه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن سلَك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل الله به طريقًا إلى الجنَّة) (رواه مسلم)
للعلم فضلٌ كبيرٌ في إعلاء درجات الإنسان عند الله، وفي سمو قدره وارتفاع قيمته، بالإضافة إلى ما يحققه المتعلّم من نفع لمجتمعه ووطنه، فلنحرص جميعاً على اكتساب العلوم ونشرها بإخلاص، وتقدير العلماء وإجلالهم.