الصلاة
للصلاة أهميّة كبيرة وأثرها الواضح في حياة الإنسان، إذ تجعل منه إنساناً سويّاً، يأمر بالمعروفِ وينهى عن المنكرِ، إذ يقول الله عزّ وجلّ في كتابهِ العزيز في سورة العنكبوت، الآية رقم 45، (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)، ومن الوفاء بحق الصلاة و كمالها الظاهر هو إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام والمواظبة عليها وهي عنوان لحفظ المرء لصلاته وتوقيره لها.
تكبيرة الإحرام
تكبيرة الإحرام هي الركن الثاني من أركان الصلاة، إذ يستحضر المصلّي عظمة من تهيأ لخدمتهِ والوقوف بين يديه فيخشع قلبه ولا يعبث، وسميت هذه التكبيرة بتكبيرة الإحرام؛ لأنّها الحدُ الفاصل التي يحرم بها على المصلي ماكان حلالاً له قبلها من مفسدات الصلاة، مثل الأكل والشرب والكلام وغير ذلك، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (مفتاحُ الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم).
تكبيرة ُالإحرام واجبةً بل هي فرض من فروض الصلاة، وأحد أركانها ولا تصح الصلاة إلّا بها، ولو تركها المصلي عمداً أو سهواً، فلم تنعقد صلاته والدليل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم أقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثمّ اركع حتّى تطمئن راكعاً، ثمّ ارفع حتّى تعتدل قائماً، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً، ثمّ ارفع حتّى تطمئنّ جالساً، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً، ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها).
شروط صحة تكبيرة الإحرام
- أن تكون باللغةِ العربية.
- أن تكون بلفظ أكبر وتقديم لفظ الجلالة عليه.
- أن لا نمدّ في باء أكبر ولا نشددها.
- أن لا نمدّ همزة الجلالة، ولا نلفظ واو قبل لفظ الجلالة.
تأتي تكبيرة الإحرام على شكل أن يرفع العبد يديه عندها، ويمد أصابعه ويجعل يديه حذو منكبيه، ويعتبر الرفع سنة مؤكدة، والمحافظة على تكبيرة الإحرام ليس بالأمر الهين، فهي صعبة وتحتاج إلى جهد نفسي ولكنها بتوفيق من الله سهلة على المؤمنين، والبشرى العظيمة لمن صدق مع الله وعاش مواظباً على تكبيرةِ الإحرامِ ومات عليها، فتكتب له براءتان، براءة من النار وبراءة من النفاق، وذلك كما جاء في الحديث الشريف: عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (من صلّى أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، وكتبت له براءة من النار وبراءة من النفاق)، ولا تفوت أحدا تكبيرة الإحرام إلا بذنبٍ اصابه، فالتوبة من الذنوب والغفلات والإكثار من ذكر الله والنوافل والطاعات تجعل صاحبها يحافظ على فرض الصلاة مدركا التكبيرة الأولى دون فوات.