السيدة زينب
السيدة زينب هي ابنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة بنت خويلد، فأمّها هي زوجة نبينا الكريم الأولى، وهي أمّ أولاده صلى الله عليه وسلم باستثناء إبراهيم فهو من زوجته مارية القبطيّة رضي الله عنها وأرضاها.
تزوّجت السيدة زينب رضي الله عنها قبل البعثة المحمديّة من رجلٍ من قريش يكنى بأبي العاص بن ربيع، وآمنت برسالة والدها وبقي زوجها على كفره في البداية ومع ذلك استمرّ في إكرامها على الرغم من طلب زعماء قريش تطليقها ورفض ذلك، وقد تميّزت رضي الله عنها وأرضاها بصفاتٍ كثيرةٍ تدلّ على عمق إيمانها وصدق أخلاقها.
صفات السيدة زينب
الصبر وتحمّلها الأذى
استمرّت حياة زينب رضي الله عنها مع زوجها وهي مؤمنةٌ وكانت تتعرّض للكثير من الأذى النفسي بسبب إسلامها وترك دين زوجها إلا أنّها كانت تكتم ذلك وتتحمّله، كما أنّها رضي الله عنها تعرّضت للأذى المباشر أثناء هجرتها لتلحق بأهلها وباقي الصحابة في المدينة المنورة، وأثناء سفرها ضرب أحد الكفار الناقة التي تحملها رضي الله عنها برمحٍ فوقعت رضي الله عنها على الأرض وارتطم بطنها بحجر وتأذت كثيراً.
الإخلاص لزوجها
لقد كانت صفة إخلاصها رضي الله عنها لزوجها من أبرز صفاتها، وهذا ظهر في حادثة القلادة ففي معركة بدرٍ وقع أبو العاص مع عددٍ من الأسرى بيد المسلمين وعندما أرسلت قريش إلى النبي ما يفدون به أسراهم بعثت السيدة زينب قلادةً لها لتفتدي بها زوجها كانت من السيدة خديجة فقال النبي لأصحابه إن شئتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا عليها مالها فقالو نعم يا رسول الله؛ لأنهم يعلمون مكانة أمّ المؤمنين خديجة عنده صلى الله عليه وسلّم، كما حدث موقفٌ آخر معها رضي الله عنها يدلّ على وفائها لزوجها فبعد أن هاجرت إلى المدينة المنورة ولحقت بباقي المسلمين حدث أن وقعت قافلة تعود لزوجها بيد المسلمين وفي جنح الليل دخل أبي العاص إلى خيمة زينب مستجيراً بها وفي الصباح أعلنت أمام المسلمين أنّها أجارت بن أبي العاص، فوافق النبي على إجارتها لأبي العاص وطلب من أصحابه إعادة أموال أبي العاص إليه، فأخذ أموال تجارته وعاد بها إلى قومة في مكة وبعد أن أعاد الأموال إلى أصحابها قال: "يا قريش هل بقي لأحدٍ شيء في ذمتي؟ فقالوا: لا فقال: أشهد أنّ لا إله إلا الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله" وعاد رضي الله عنه إلى المدينة حيث ردّ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم زينب إليه فعاشت معه بقيّة حياتها رضي الله عنها.