لقد بعث الله الأنبياء عليهم السّلام لهداية النّاس إلى طريق الحقّ، وإخراجهم من الظلمات إلى النّور، حيث كانت البشريّة في ضلالٍ كبير، بعيدةً عن طريق الحقّ والصّواب، ولذلك أمرنا الله عزّ وجلَ بالابتعاد عن طريق الشرّ، والتوجّه إلى طريق الخير.
ومن هؤلاء الأنبياء الذين بعثهم الله عزّ وجلّ إلى البشرية لنبي الله موسى عليه السّلام، حيث بعثه الله إلى فرعون وبني إسرائيل، كي يخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، وقد كان لنبيّ الله موسى عليه السّلام مكانة كبيرة عن باقي الأنبياء الآخرين، إذ أنّه كلم الله عزّ وجلّ، وسمّي لذلك كليم الله تعالى، وهذا الأمر لم يكن لنبي سواه.
محتويات
ما هي معجزات سيدنا موسى
سأل سيدنا موسى عليه السّلام الله عزّ وجلّ أن يمنحه برهاناً على صدقه لمّا طلب منه أن يدعو فرعون إلى عبادة الله، فقال له الربّ عزّ وجل ما هذه التي في يدك؟ فقال: عصاي، قال ألقها إلى الأرض، " فألقاها فإذا هي حيّة تسعى "، طه/20، ثمّ أمره الربّ عزّ وجلّ أن يبسط يده ويأخذها من ذنبها، فلما استمكن منها ارتدّت عصا في يده مرّةً أخرى.
ثمّ أمره تعالى أن يدخل يده في جيبه، ثمّ أمره أن ينزعها، فإذا هي تتلألأ كالقمر بياضاً من غير سوء، أي من غير برص ولا بهاق. ولهذا قال تعالى:" اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ "، القصص/32، وقيل: معناه إذا خفت فضع يدك على فؤادك يسكن جأشك.
وقال تعالى في سورة النّمل:" وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ۖ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ "، النمل/12، أي هاتان الآيتان - وهما العصا واليد - هما البرهانان المشار إليهما في قوله تعالى:" فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ " القصص/32.
ومنحه الله عزّ وجلّ كذلك سبع آيات أخر، فأصبح لديه تسع آيات بيّنات، وهي المعجزات المذكورة في قوله تعالى:" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا "، الإسراء/101.
وهي المذكورة تفصيلاً في سورة الأعراف في قوله تعالى:" وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آَيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) "، سورة الأعراف. (1)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ:" القول في تأويل قوله تعالى:" فأرسلنا عليهم الطّوفان والجراد والقمّل والضّفادع والدّم آياتٍ مّفصّلاتٍ فاستكبروا "، اختلف أهل التّأويل في معنى الطّوفان، فقال بعضهم: هو الماء. وأمّا القمّل، فإنّ أهل التّأويل اختلفوا في معناه، فقال بعضهم: هو السّوس الذي يخرج من الحنطة.
وقد حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، قال:" لَمَّا أَتَى مُوسَى فِرْعَوْنَ، قَالَ لَهُ : أَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ، وَهُوَ الْمَطَرُ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ مِنْهُ شَيْئًا، فَخَافُوا أَنْ يَكُونَ عَذَابًا، فَقَالُوا لِمُوسَى : ادْعُ لَنَا رَبَّكَ، يكَشَفْ عَنَّا الْمَطَرَ فَنُؤْمِنَ لَكَ، وَنُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَدَعَا رَبَّهُ، فَلَمْ يُؤْمِنُوا، وَلَمْ يُرْسِلُوا مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَنْبَتَ لَهُمْ فِي تِلْكَ السَّنَةِ شَيْئًا لَمْ يُنْبِتْه قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ الزَّرْعِ وَالثَّمَرِ وَالْكَلإِ، فَقَالُوا : هَذَا مَا كُنَّا نَتَمَنَّى، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَرَادَ، فَسَلَّطَهُ عَلَى الْكَلإِ، فَلَمَّا رَأَوْا أَثَرَهُ فِي الْكَلإِ عَرَفُوا أَنَّهُ لا يُبْقي الزَّرْعَ، فَقَالُوا : يَا مُوسَى , ادْعُ لَنَا رَبَّكَ فَيَكْشِفَ عَنَّا الْجَرَادَ، فَنُؤْمِنَ لَكَ، وَنُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَدَعَا رَبَّهُ، فَكَشَفَ عَنْهُمُ الْجَرَادَ، فَلَمْ يُؤْمِنُوا، وَلَمْ يُرْسِلُوا مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَدَاسُوا وَأَحْرَزُوا فِي الْبُيُوتِ، فَقَالُوا : قَدْ أَحْرَزْنَا، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقُمَّلَ، وَهُوَ السُّوسُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ، فَكَانَ الرَّجُلُ يُخْرِجُ عَشَرَةَ أَجْرِبَةٍ إِلَى الرَّحَى، فَلا يَرِدُ مِنْهَا ثَلاثَةُ أَقْفِزَةٍ، فَقَالُوا : يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يَكْشِفُ عَنَّا الْقُمَّلَ، فَنُؤْمِنَ لَكَ، وَنُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَدَعَا رَبَّهُ، فَكَشَفَ عَنْهُمْ، فَأَبَوْا أَنْ يُرْسِلُوا مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَمِعَ نَقِيقَ ضِفْدَعٍ، فَقَالَ لِفِرْعَوْنَ : مَا تَلْقَى أَنْتَ وَقَوْمُكَ مِنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ كيدها فَمَا أَمْسَوْا حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ إِلَى ذَقْنِهِ فِي الضَّفَادِعِ، وَيَهِمُّ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَيَثِبُ الضِّفْدَعُ فِي فِيهِ، فَقَالُوا لِمُوسَى : ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يَكْشِفُ عَنَّا هَذِهِ الضَّفَادِعَ، فَنُؤْمِنَ لَكَ، وَنُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الدَّمَ، فَكَانَ مَا اسْتَقَوْا مِنَ الأَنْهَارِ وَالآبَارِ، أَوْ مَا كَانَ فِي أَوْعِيَتِهِمْ وَجَدُوهُ دَمًا عَبِيطًا، فَشَكَوْا إِلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالُوا : إِنَّا قَدِ ابْتُلِينَا بِالدَّمِ، وَلَيْسَ لَنَا شَرَابٌ، فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ سَحَرَكُمْ، فَقَالُوا : مِنْ أَيْنَ سَحَرَنَا وَنَحْنُ لا نَجْدُ فِي أَوْعِيَتِنَا شَيْئًا مِنَ الْمَاءِ إِلا وَجَدْنَاهُ دَمًا عَبِيطًا، فَأَتَوْهُ، فَقَالُوا : يَا مُوسَى، ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يَكْشِفُ عَنَّا هَذَا الدَّمَ، فَنُؤْمِنَ لَكَ، وَنُرْسِلَ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَدَعَا رَبَّهُ، فَكُشِفَ عَنْهُمْ، فَلَمْ يُؤْمِنُوا، وَلَمْ يُرْسِلُوا مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ". (2)
حياة موسى عليه السلام
كان موسى عليه السّلام واحداً من بني إسرائيل، حيث ينتهي نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام، وقد بعثه الله سبحانه وتعالى إلى فرعون وقومه، لكي يدعوهم إلى عبادة الله عزّ وجلّ وحده، ولينقذ بني إسرائيل من ظلم فرعون وملئه، حيث كانوا يذبحون أبناء بني إسرائيل، ويستحيون نساءهم. وكانت نتيجة إصرار فرعون وقومه على الكفر، وجحودهم، وعنادهم، أن أغرقهم الله عزّ وجلّ جميعاً.
وقد وردت في سورة القصص أكثر من أربعين آية، وكلها تتحدّث عن ظروف ولادة سيّدنا موسى عليه السّلام، وما فعلته أمّه بعد ولادته، وعن حاله بعد أن أصبح راشداً، ثمّ هجرته إلى أرض مدين، وعن تشريفه بالنبوّة وهو في طريق عودته من أرض مدين إلى مصر، ثمّ دعوته فرعون وقومه إلى عبادة الله عزّ وجلّ وحده، وإخلاص العبادة لله الواحد القهار. (3)
خروج موسى عليه السلام
عندما جاء الأمر الإلهي لموسى عليه السّلام بالخروج من أرض مصر، سار عليه السّلام مع قومه ناحية بلاد الشّام، وعندما علم فرعون بخروج موسى ومن معه جمع كلّ جنده، وخرج في طلب موسى عليه السّلام ومن معه، ثمّ فلق الله عزّ وجلّ البحر لموسى ومن معه من بني إسرائيل، وتمهّد الطريق أمامهم لكي يعبروا البحر، فاتبعهم فرعون وجنوده للنيل منهم، لكن قدرة الله العظيمة شاءت أن يطبق البحر عليهم، فغرق الجند أجمعون، ثمّ لمّا أدرك الغرق فرعون أقرّ بوجود الله عزّ وجلّ، ولكن جاءه الرّد الإلهي السّريع والمباشر بأنّ وقت الإيمان قد فات، ثمّ جعله الله سبحانه وتعالى عبرةً للنّاس والأمم من بعده. وبعدها سار موسى عليه السّلام بقومه إلى أرض المقدس. (3)
فضائل موسى عليه السلام
ذكر الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السّلام، وفضائله وشمائله، في مواضع عديدة، كما ورد ذكره في الأحاديث الصّحيحة، ومنها:
- قوله تعالى:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا "، مريم/51-52.
- قوله تَعَالَى:" قَقَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ "، الأعراف/144.
- تَقَدَّمَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:" لا تخيِّروني من بينِ الأنبياءِ، فإنَّ الناسَ يُصعقون يومَ القيامةِ، فأكون أولَ من يُفيق، فإذا أنا بموسى آخذٌ بقائمةٍ من قوائمِ العرشِ، فلا أدري أفاق قبلي، أم جُوزيَ بصعقةِ الطورِ "، رواه البخاري.
- قوله تعالى:" إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَق وَيَعْقُوب والاسباط " إِلَى أَن قَالَ: " رسلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ، وَرُسُلًا لَمْ نقصصهم عَلَيْك، وكلم الله مُوسَى تكليما "، النساء/163-164.
- قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا، وَكَانَ عِنْد الله وجيها "، الأحزاب/69.
وقد ذكر الله تعالى سيّدنا موسى عليه السّلام في القرآن الكريم ذكراً كثيراً، وكرّرها مطوّلاً وبجميع تفاصيلها، وأثنى عليه ثناءً بليغاً. وورد ذكره كثيراً مقروناً بنبي الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وبذكر كتابه مقروناً بالقرآن الكريم، قَالَ تَعَالَى:" الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالله عَزِيز ذُو انتقام "، آل عمران 1-3. (1)
وفاة موسى عليه السلام
روى البخاري في صحيحه قصّة وفاة سيدنا موسى عليه السّلام فقال:" حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْن مُوسَى، حَدثنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكه، فَرجع إِلَى ربّه عزّ وجلّ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ. قَالَ: أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ فَالْآنَ. قَالَ: فَسَأَلَ الله عزوجل أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ ".
وَقَالَ الامام أَحْمد: حَدثنَا الْحسن، حَدثنَا لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ يَعْنِي سُلَيْمَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:" جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ أَجِبْ رَبَّكَ، فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا، فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، قَالَ: وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي. قَالَ فَرَدَّ اللَّهُ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ لَهُ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا وَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرِهِ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ. قَالَ فَالْآنَ يَا رَبِّ مِنْ قَرِيبٍ ". (1)
المراجع
(1) بتصرّف عن كتاب قصص الأنبياء/ ابن كثير/ الجزء الثاني.
(2) رقم الحديث 13832/ حديث مقطوع/ موسوعة الأحاديث/ موقع إسلام ويب/ library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=338&pid=166465&hid=13832
(3) بتصرّف عن مقال قصة موسى عليه السلام في القرآن/ آخر تحديث 25/11/2012/ موقع المقالات/ إسلام ويب/ islamweb.net