حق المظلوم في الدنيا
إذا وقع ظلم على إنسانٍ في حياته، فقد شرع له الإسلام واحداً من ثلاثة أفعال تجاه من ظلمه؛ أوّل ذلك بأن يأخذ حقّه بالدعاء على الظالم دون مبالغةٍ في الدعاء، وقد شرّع الإسلام عملاً له منزلة وفضلاً أعظم من الاقتصاص، وذلك بالصبر على الظلم طلباً للأجر من الله تعالى، فمن صبر محتسباً ذلك على الله كان له عظيم الأجر، وهناك درجةٌ أرفع من الصبر وانتظار الأجر من الله، وهي العفو التامّ عن الظالم، وأورد الله -تعالى- ذلك في آياتٍ مُحكماتٍ، منها قوله: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).[١][٢]
دعوة المظلوم
وعد الله -تعالى- على لسان نبيه محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ للمظلوم في حياته دعوةً لا يردّها حتى وإن كانت من فاجرٍ مظلومٍ فإنّ الله ينصره على من ظلمه، وفي ذلك تنبيهاً وتحذيراً للظالمين أن يتقوا دعوة المظلوم، فالدعاء من المظلومين جائزٌ، وممّا يدل على ذلك دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- على الذين غرّروا بأصحابه عند بئر معونة، ودعائه أيضاً على قبيلة مُضر.[٣]
التحذير من الظلم
حذّر الإسلام من الظلم أشد تحذيرٍ، ورتّب عقوبات في الدنيا والآخرة على الظالمين، منها:[٤]
- العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وذلك وعدٌ وعده الله -تعالى- في القرآن الكريم، وذكره النبي -عليه السلام- في أحاديثٍ صحيحةٍ أنّ الله يملي للظالم ليزداد إثماً ثمّ يأخذه إليه فيعذّبه عذاباً شديداً.
- ضَرْب الله -تعالى- الظالمين بالظالمين، فإنّه سبحانه يسلّط الظالمين على بعضهم البعض، فيهلكهم ببعضهم، وينتقم منهم.
- تعجيل العقوبة للظالم في الدنيا وابتلائه؛ نصرةً وتأييداً للمظلوم إذ وعده الله بأخذ حقّه ولو بعد حينٍ.
المراجع
- ↑ سورة الشورى، آية: 40.
- ↑ "نصيحة للمظلوم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.
- ↑ "أنيس المظلومين 2"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-16. بتصرّف.
- ↑ "الغيظ المكتوم بين الظالم والمظلوم [1- للشيخ: (محمد المنجد)"]، www.audio.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-15. بتصرّف.