النوم
يُعدّ النوم جزءاً مهمّاً من الروتين اليومي للإنسان، حيث إنّ النوم الصحي أمراً أساسيّاً لا يقل أهمية عن الحاجة لتناول الطعام وشرب الماء؛ إذ إنّه يلعب دوراً مهمّاً في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، فهو يُساعد على إزالة السموم التي تتراكم خلال النهار من الدماغ، كما أنّه يؤثر في جميع أنسجة الجسم تقريباً بما فيها الدماغ، والقلب، والرئتين، بالإضافة لدوره في عملية التمثيل الغذائي، وتحسين المزاج، ودعم الجهاز المناعي، ومقاومة الأمراض، والعديد من الأدوار الأخرى التي سيتمّ ذكرها لاحقاً في هذا المقال. وفي المُقابل يترتّب على نقص وقلة النوم العديد من الآثار السلبية التي تؤثر في جودة الحياة اليومية وتزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والاكتئاب، والسمنة. وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد ساعات النوم المُناسبة تختلف من شخص لآخر، وذلك بالاعتماد على عوامل عدّة، أهمها العمر؛ فعلى سبيل المثال يحتاج المواليد الجُدد لحوالي 16-18 ساعة من النوم يومياً، وذلك لحاجتهم للنمو والتطور، بينما يحتاج الأطفال والمراهقون في سنّ الدراسة في المتوسط إلى 9 ساعات ونصف في الليلة الواحدة، ويحتاج البالغون في المتوسط إلى 7-9 ساعات من النوم ليلاً.[١]
أهمية النوم
هناك العديد من الأسباب التي تدفع نحو الحصول على ما يكفي من النوم؛ وذلك لما للنوم من فوائد عديدة على جميع النواحي الصحية والنفسية والسلوكية، وفيما يأتي نذكر بعضاً من فوائد النوم الصحيّة:[٢][٣]
- يُساعد على إنقاص الوزن: يرتبط نقص النوم ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن والإصابة بالسُمنة، فالأشخاص الذين لا ينامون لمدة كافية يميلون لاكتساب الوزن بشكل ملحوظ أكثر من أولئك الذين يحصلون على النوم الكافي، لذلك قد يُؤثر النقص في فترات النوم في الهرمونات التي تُنظّم الشهية، حيث أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم لديهم مستويات أقل من هرمون الليبتين (بالإنجليزية: Leptin Hormone) المعروف بهرمون الشبع، ومستويات أعلى من هرمون الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin Hormone) الذي يُعرف أيضاً بهرمون الجوع.
- يزيد من مهارات حل المشاكل ويُعزز الذاكرة: يُؤثر النوم لمدة غير كافية سلباً في بعض جوانب وظائف الدماغ؛ وبذلك فهو يؤثر في الإنتاجية، والإدراك، والتركيز، والأداء.
- يُقلل من خطر التعرض لأمراض القلب والسكتة الدماغية: فقد وُجِد أنّ الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية مقارنة بأولئك الذين ينامون 7-8 ساعات في الليلة، كما يؤدّي النوم بشكل غير كافٍ إلى ارتفاع ضغط الدم وبعض التغيرات الهرمونية.
- يُحسن جهاز المناعة: إنّ الحصول على ما لا يقل عن ثماني ساعات من النوم يُمكن أن يُحسّن من وظائف المناعة ومقاومة نزلات البرد.
- يُعزز من قدرات التفاعل الاجتماعي: قد يدعم النوم لمدة كافية المهارات الاجتماعية لدى الشخص، وقدرته على التعرّف على التعبيرات العاطفية للأشخاص من حوله.
- يحمي من الإصابة بالاكتئاب: فقد وُجِد أنّ احتمالية تعرّض الأشخاص الذين يُعانون من الأرق لخطر الاكتئاب تقارب العشرة أضعاف مقارنة باحتمالية تعرّض الذين يتمتعون بالنوم الصحي.
- يُقلل من خطر مرض السكري: يؤدي عدم حصول الشخص على كفايته من النوم لحدوث تغيرات هرمونية تجعله أكثر عرضة لتطوّر حالة ما قبل السكري والإصابة بمرض السكري.
- يُحسّن البشرة: تحدث أثناء النوم العديد من العمليات التي تعمل على إصلاح الأضرار التي تُصيب البشرة، كالأضرار الناجمة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية والإجهاد.
- يحمي من الإصابة ببعض أنواع السرطان: حيث كشفت بعض الدراسات أنّ الأشخاص الذين يبلغ متوسط نومهم أقل من ستّ ساعات كل ليلة، كانوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، بنسبة 50٪ تقريباً مقارنة مع الذين ينامون سبع ساعات في الليلة الواحدة.
عادات النوم الصحية
في حال كان الشخص يُعاني من صعوبة في النوم، ويرغب في تحسين نوعيته، فعليه أن يتّبع بعضاً من الإجراءات التي تُساعد على الاسترخاء والنوم بشكل جيد، وفيما يأتي نجمل بعضاً منها:[٤][٥]
- جعل موعد النوم مبكراً بما يكفي للحصول على ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم.
- عدم الذهاب إلى السرير إلا عند الشعور بالنعاس.
- إنشاء روتين وقت النوم، وجعل وقت النوم والاستيقاظ في نفس الأوقات تقريبًا كل يوم.
- وجود تصميم مُناسب لغرفة النوم، يتمثّل بأن تكون هادئة، ومريحة، ومظلمة، ودرجة حرارتها مناسبة.
- عدم التعرض للضوء الساطع في المساء.
- إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية قبل 30 دقيقة على الأقل من موعد النوم، وعدم وضع الحاسوب والتلفاز في غرفة النوم.
- تناول وجبة خفيفة صحية في حالة الشعور في الجوع، وعدم تناول وجبات كبيرة وغير صحية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- تجنب استهلاك الكافيين قبل النوم بما لا يقل عن 6 ساعات.
- طلب الاستشارة والنصيحة الطبية في حال المعاناة من مشكلات في النوم.
اضطرابات النوم
فيما يأتي ذكر لبعض من أنواع اضطرابات النوم:[٦]
- الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم: (بالإنجليزية: Snoring and Sleep Apnea) يُعرّف اضطراب توقف التنفس أثناء النوم على أنّه حالة طبية يتوقف فيها الشخص المُصاب عن التنفس في فترة النوم بشكل متكرر، وتنتج هذه الحالة عن عدة أسباب مثل: انسداد مجرى الهواء العلوي، وفشل الدماغ في بدء التنفس، وتستغرق هذه الانقطاعات 10 ثوانٍ أو أكثر، وتُؤدّي إلى انخفاض في مستويات الأكسجين في الدم والاستيقاظ المُتكرر من النوم، ويُمكن أن ينتج عن هذا الاضطراب العديد من المشاكل الصحية، مثل: الإصابة بارتفاع في ضغط الدم، وفشل القلب، ومرض السكري.
- الأرق: يتمثل الأرق بعدم القدرة على الحصول على كمية كافية من النوم العميق، ويُعدّ الأرق أكثر اضطرابات النوم شيوعاً، حيث يُؤثر في حوالي 10٪ من البالغين.
- شلل النوم: ويتمثل بعدم القدرة المؤقتة على تحريك العضلات ونطق أيّ صوت أثناء الانتقال من حالة النوم إلى حالة اليقظة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشخص في هذا الاضطراب يكون مستيقظًا لكنّه غير قادر على الحركة، وفي بعض الأحيان قد يشعر الشخص بشيء ما يضغط بشكل غير مريح ومؤلم على صدره ويحاول خنقه.[٧]
- متلازمة تململ الساقين: وهي أحد اضطرابات النوم التي تُسبّب الإحساس بألم، ووخز، وحرق في الساقين، والشعور برغبة كبيرة بتحريك الساقين خلال النوم وخلال فترات الراحة، ويُمكن أن يُصاب بهذا الاضطراب الأشخاص من مختلف الأعمار بما في ذلك الأطفال، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المتلازمة تؤثر في النساء أكثر من الرجال وبالأخصّ النساء الحوامل بعد مرور 20 أسبوعاً من حملهنّ. وفي الحقيقة قد يكون السبب وراء هذا الإصابة بهذا الاضطراب سبباً وراثياً، وقد يكون نتيجة لتناول بعض أنواع الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamine)، بالإضافة للإصابة ببعض المشكلات الصحية، مثل: نقص مستوى الحديد، ومرض باركنسون، وأمراض الكلى، والسكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي.[٨]
المراجع
- ↑ "Brain Basics: Understanding Sleep", www.ninds.nih.gov, Retrieved 16-2-2019. Edited.
- ↑ " 10 Reasons Why Good Sleep Is Important", www.healthline.com. Edited.
- ↑ "14 Seriously Amazing Reasons to Snag a Good Night's Sleep", www.everydayhealth.com, Retrieved 16-2-2019. Edited.
- ↑ "Healthy Sleep Habits", sleepeducation.org, Retrieved 16-2-2019. Edited.
- ↑ " Why Can’t I Get Good Sleep? 13 Tips That Help", www.webmd.com, Retrieved 16-2-2019. Edited.
- ↑ "Most Common Types of Sleep Disorders", www.verywellhealth.com, Retrieved 16-2-2019. Edited.
- ↑ "A waking nightmare: The enigma of sleep paralysis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16-2-2019. Edited.
- ↑ "Restless Legs Syndrome", my.clevelandclinic.org, Retrieved 16-2-2019. Edited.