ما أعظم الإسلام وما أعظم التشريعات التي وضعها والحكم التي ممكن أن تُستنبطُ منها، فالقرآن كلام الله وليس كلام البشر بعيد كلّ البعد عن الخطأ، ففي كلّ آين ممكن أن تستخرج منها حكمة وعظة، ولو درسنا القرآن لسنين طويلة لما عرفناهُ حقّ قدرهِ لعلمهِ الغزير والتي فيها من الأحكام والتشريعات التي وضعها الله تعالى للناس ليمشوا على الطريق السليم، ومن أحد هذه الحكم هي عدّة المرأة بعد أن يتوفّى زوجها وتصبحُ أرملة، نحنُ نعيش في مجتمع مترابط لهُ أسسهُ ولا أتكلّم عن الأسس القبليّة التي وضعها أجدادنا، بل أتكلّم عن الأسس الإسلاميّة فمن الممكن أن نجد إمرأة أرملة فما المطلوبُ منها بعد أن يتوفّى زوجها !!! .
حكم العدّة في الإسلام
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) البقرة/234، فيجب على المرأة أن تلتزمُ بيتها أربعةِ أشهر وعشرة أيّام ولا تخرجُ من بيتها، فما الحكمة من ذلك !!! .
الحكمة من عدّة المرأة الأرملة
لو نظرنا في الحكم سنجدُ أمور عظيمة وراء تلكَ العدّة وسنعرف ونذكر بعضها وهي :
- براءة الرحم : قد يموت الزوج ويترك زوجتهُ ولا نعرف إذا كانت المرأة حامل أو لا، فعن طريق هذه العدّة وعدم الخروج المرأة من بيتها أو أن تتزوّج بغيرهِ يمكن معرفة إذا كانت المرأة حامل من زوجها المتوفّي أو لا، لأنّ المرأة ممكن أن تتزوّج بعد وفاةِ زوجها فحتّى لا تختلطُ الأنساب يجب التأكّد من غير حامل ولا يوجد جنين خلال 3 أشهر الأولى والعشر الأيّام التي تليها للتأكيد .
- فيها إحترام للرجل المتوفّي : عندما تلتزمُ المرأة المنزل ولا تتزوّج من غيرهِ خلال فترة العدّة فيهِ إحترام للرجل المتوفّي وعدم تطلّع المرأة للزواج من غيرهِ إلاّ بعد مرور فترة العدّة يحقّ لها الزواج .
- حماية المرأة وصيانتها : قد تقعُ المرأة في مشكلة أنّها فقدت إنسان عزيز على قلبها والذي يعيلها وفي خلال فترةِ العدّة فيها إحترام للمراة من ناحية نظرةِ المجتمع لها، فعندما لا تخرج من المنزل في تصونُ نفسها عن كلام الناس وتطبّق أحكام الله تعالى خوفاً عليها وعلى عرضها من أن يهان من الناس والآخرين، فكلّ إنسان لهُ أعداء ينتظرون أيّ حدث حتّى يتشمّتونَ ويهينونَ فيكَ وبالذات المرأة نظراً لمجتمع محافظ، وعندما لا تخرج المرأة من منزلها في تصونُ نفسها وعرضها من كلام الناس .
- فترةِ تعوّد للمرأة : المرأة بطبيعتها حنونة وقلبها ينجرح من أيّ كلام فما بالك عندما تخسر رجلها !!، فهي صعبةُُ عليها وتحتاج الى وقت لكي تتعوّد على فراق زوجها وتحاول أن تستوعبَ فكرة أنّها أصبحت وحيدة ولا يوجد من يعيلها، ففي هذهِ هي فرصة للمرأة كي تفكّر بما سوفَ يحصلُ لها وتستطيعُ أن تتّخذ القرارات التي تعتبر مصيريّة إذا كان لديها أولاد أو أن تريدُ أن تتزوّج من رجل آخر وتحاول أن تجمعَ قواها حتّى تستطيع العيش .