التهاب اللثة

كتابة - آخر تحديث: ٤:١٠ ، ٢٤ أغسطس ٢٠٢٠
التهاب اللثة

التهاب اللثَّة

يُعرف التهاب اللثّة (بالإنجليزيّة: Gingivitis) على أنّه احمرار وتورّم يصيب اللثّة، وهي الجزء الذي يُحيط بجذور الأسنان، وفي الحقيقة يُعد التهاب اللثّة أحد أمراض اللثّة ودواعم الأسنان (بالإنجليزيّة: Periodontal disease) الخفيفة والشائعة،[١][٢] وقد أشارت إحدى الدراسات الوبائية السابقة، والتي نشرتها المجلة الطبيّة السعودية (بالإنجليزيّة: Saudi Medical Journal)، عام 2014م، أنّ معدل انتشار التهاب اللثة عند البالغين فقط يتراوح تقريباً بين 50-100% بالنسبة لمرضى الأسنان، ويجب التنويه أنّ هذه الدراسات تستثني التهاب اللثة الذي يحدث في مرحلة المُراهقة (بالإنجليزيّة: Adulthood)، وعادةً ما يَصعُب تقدير انتشار التهاب اللثة في تلك المرحلة العُمرية،[٣] ومن ناحية أُخرى يُعد مُعدّل انتشار وشدّة التهاب اللثّة بين الذكور أعلى مُقارنة بالإناث، وبالرغم من ذلك يجدر بيان أنّ هُناك العديد من النساء غالباً ما يُعانين من التهاب لثّة أكثر حدة في فترة الحمل، وذلك وفقاً لإحدى الدراسات التي نشرتها مجلة علم أمراض اللّثة السّريريّة (بالإنجليزيّة: Journal of Clinical Periodontology)، عام 1986م.[٤]


أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب اللثّة

يُعد تشكّل اللويحة السنيّة أو ما تُعرف أيضاً بالبلاك (بالإنجليزيّة: Plaque)، بين الأسنان وحولها، أحد الأسباب الرئيسيّة التي ينتج عنها التهاب اللثّة،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ اللويحة السنية هي عبارة عن مادة لزجة تتكوّن بشكلٍ أساسيّ من البكتيريا، وبقايا الطعام، والمُخاط،[٦] وفي حال عدم إزالة هذه الطبقة يُمكن أن يُؤدي ذلك إلى تكوّن رواسب صلبة ذو لون أصفر تُعرف بجير الأسنان (بالإنجليزيّة: Calculus)، أو طبقة القلح (بالإنجليزية: Tartar)، تتواجد غالباً عند قاعدة الأسنان، بالقرب من اللثة،[٥] الأمر الذي قد يترتّب عليه تهيّج اللثة والتهابها، بالإضافة إلى توّرم في اللثّة وسهولة نزفها، ويُعزى ذلك للبكتيريا والسموم التي تنتجها اللويحة السنيّة،[٦] وفي الحقيقة قد يؤثر التهاب اللثّة على الأسنان مُسبّباً التسوّس خاصّةً في حال عدم اللجوء لعلاج هذا الالتهاب، ويمكن أن يتطوّر التهاب اللثة أيضاً إلى التهاب دواعم الأسنان (بالإنجليزيّة: Periodontitis)،[١] وهو أحد الأشكال المُتقدّمة من التهاب اللثة.[٧]


ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ هُناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب اللثّة، يُمكن بيان بعض منها فيما يأتي:[٨]

  • عدم استخدام الفرشاة أو خيوط الأسنان لتنظيف الأسنان بانتظام.
  • المُعاناة من داء السكريّ (بالإنجليزيّة: Diabetes).
  • الحمل.
  • التدخين، أو مضغ التبغ.
  • وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالتهاب اللثّة.
  • استخدام بعض الأدوية، مثل: الستيرويدات (بالإنجليزيّة: Steroids)، أو الأدوية المُستخدمة لعلاج السرطان، أو حبوب منع الحمل، أو الأدوية المُستخدمة لعلاج نوبات الصرع.


أعراض وعلامات التهاب اللثّة

في الحقيقة تتميّز اللثّة الصحيّة والسليمة بلون ورديّ، وتكون ثابتة ومُتماسكة حول الأسنان، ولا ينبغي أن تنزف أو تتقيّح أنسجة اللثّة السليمة خاصّةً عند تنظيف الأسنان بواسطة الفرشاة أو خيط الأسنان،[٩] وبشكلٍ عام قد لا يُصاحب الحالات البسيطة من التهاب اللثّة أي أعراض أو شعور بالانزعاج،[٥] على عكس الحالات الشديدة منها حيثُ قد يُصاحبها العديد من الأعراض والعلامات نذكرها فيما يأتي:[١]

  • انبعاث رائحة كريهة للفم.
  • مُلاحظة نزف اللثّة بسهولة؛ خاصّةً عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو خيط الأسنان.
  • الشعور بألم عند لمس اللثّة.
  • مُلاحظة حدوث انحسار اللّثة (بالإنجليزية: Gingival recession).
  • تغيّر لون اللثّة إلى اللون الأحمر الداكن، أو الأرجوانيّ.
  • المُعاناة من تورّم أو انتفاخ اللثّة.
  • ليونة اللثّة.[٥]


تشخيص التهاب اللثّة

يقوم مبدأ تشخيص التهاب اللثّة عادةً على إجراء تشخيص سريري للمريض من قِبل طبيب الأسنان، حيثُ يتمّ أخذ التاريخ الطبيّ، وتاريخ الأسنان، بالإضافة لإجراء فحص شامل للفم،[١٠] وتجدر الإشارة إلى أنّ تشخيص التهاب اللثة عادةً ما يتمّ وفقاً لعدة أمور يُمكن بيان كل منها فيما يلي:[١١]

  • قياس مقدارعمق الجيوب للفراغات الموجودة بين اللثّة والأسنان، في عدة مناطق من الفم، ويتمّ ذلك من خلال استخدام أداة تُعرف بمسبار الأسنان (بالإنجليزيّة: Dental probe)، حيثُ يقوم الطبيب بإدخال هذه الأداة بجانب السن تحديداً تحت خط اللثة، ومن الجدير ذكره أنّ عمق الجيب للأسنان السليمة يتراوح عادةً ما بين 1- 3 مم، وفي حال كان عمق الجيب يزيد عن 4 مم، فقد يدل ذلك على الإصابة بأمراض اللثّة.
  • الكشف عن علامات الإصابة باللويحة السنيّة والالتهابات، وذلك من خلال فحص الأسنان، واللثّة، واللسان، والفم.
  • إجراء اختبار التصوير بالأشعة السينيّة (بالإنجليزية: X-Ray) للأسنان، في المناطق التي تحتوي على جيوب عميقة، وذلك للتحقّق من أي فقدان للعظام في تلك المنطقة.
  • قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات أخرى في حال لم يكن هُناك سبب واضح لالتهاب اللثة، مثل إجراء تقييم طبي للتأكد من الإصابة بحالة صحيّة كامنة، أمّا في الحالات الشديدة من أمراض اللثّة فقد يتمّ تحويل المريض لأخصائيّ أخصائي أمراض اللثة (بالإنجليزيّة: Periodontist)


علاج التهاب اللثّة

يُمكن علاج التهاب اللثّة من خلال العناية المنزليّة الجيدة للأسنان، وذلك في حال تمّ اكتشاف التهاب اللثّة في وقت مُبكر، وكان الالتهاب بسيطاً.[١٢]


نصائح منزليّة للعناية بالأسنان

هُناك العديد من الإرشادات التي يُنصح باتباعها وذلك للسيطرة على التهاب اللثَّة وعلاجه في المنزل، يُمكن بيانها فيما يأتي:[٥]

  • تنظيف الأسنان بواسطة فرشاة الأسنان مرتين على الأقل خلال اليوم.
  • الحفاظ على المضمضة بغسول الفم المُطهّر بشكلٍ مُنتظم.
  • تنظيف الأسنان باستخدام الخيط مرة واحدة على الأقل خلال اليوم.
  • قد يوصي طبيب الأسنان باستخدام فرشاة وغسول فم مناسبين.
  • استخدام الفرشاة الكهربائيّة.


العناية الطبيّة بالأسنان

في الحقيقة قد يوصي أطباء الأسنان بالإضافة إلى تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط في المنزل، باتباع بعض السلوكيات التي تساعد على الحفاظ على صحة اللثّة، نذكرها فيما يلي:[٧]

  • زيارة طبيب الأسنان المُختص بصورة مُنتظمة مرتين في السنة وذلك من أجل الحصول على تنظيف احترافي للأسنان، أمّا في الحالات المُتقدمة من أمراض اللثّة فقد يكون المريض بحاجة إلى عدد مرّات أكثر لزيارة الطبيب خلال السنة الواحدة،[٧] وبشكلٍ عام يتمثّل تنظيف الأسنان الاحترافي بإجراء ما يُعرف بتقليح الأسنان وكشط الجذر (بالإنجليزيّة: Scaling and Root planing)، إذ يقوم مبدأ هذا الإجراء على إزالة جميع آثار اللويّحات، والمنتجات البكتيرية، والجير، بحيث تنطوي عمليّة التقليح على إزالة الجير والبكتيريا من أسطح الأسنان وتحت اللثَّة، أمّا بالنسبة لكشط الجذور فيتمثّل بإزالة المُنتجات البكتيريَّة التي تنتج عادةً بسبب الإصابة بالالتهاب، كما يعمل على تنعيم أسطح الجذور، بالإضافة إلى منع تراكم الجير والبكتيريا، مما يُساهم في الحصول على نسبة العلاج المطلوبة،[١٣] وبشكلٍ عام يُنصح عادةً بالعناية بنظافة الفم بعد إجراء تنظيف الأسنان الاحترافي، إذ سيقوم طبيب الأسنان أو الأخصائيّ، بشرح كيفية تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بالطريقة الصحيحة.[٧]
  • علاج اعوجاج الأسنان، لتسهيل تنظيفها والحفاظ عليها.
  • اللجوء لعلاج أي أمراض أو حالات صحيّة أخرى لها صلة بحدوث التهاب اللثّة.
  • استبدال أجهزة تقويم الأسنان، أو أي أدوات طبية مستخدمة لعلاج الأسنان.
  • في الحالات الشديدة من التهاب اللثّة يُنصح عادةً بإجراء عمليّة جراحيّة.[١٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Gingivitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  2. Sally Robertson, B.Sc. (23-8-2018), "Gingivitis Symptoms"، www.news-medical.net, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  3. Majdy M. Idrees, BDS, MSc, Saleh N. Azzeghaiby, BDS, PhD, Mohammad M. Hammad, BDS, PhD, and Omar B. Kujan, MSc, PhD, "Prevalence and severity of plaque-induced gingivitis in a Saudi adult population"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  4. John W. Stamm, "Epidemiology of gingivitis"، onlinelibrary.wiley.com, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج Tim Newman (5-1-2018), "Causes and treatment of gingivitis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Gingivitis", www.mountsinai.org, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Gingivitis", pennstatehershey.adam.com, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  8. "Understanding Gingivitis", www.fairview.org, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  9. Rebecca S Wilder, BSDH, MSAntonio J Moretti, DDS, MS, "Overview of gingivitis and periodontitis in adults"، www.uptodate.com, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  10. Steven B. Horne, DDS (24-7-2020), "Gingivitis"، www.emedicinehealth.com, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  11. "Gingivitis", www.nchmd.org, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  12. "Gingivitis", www.drugs.com, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  13. "Gingivitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 14-8-2020. Edited.
  14. Dr. Samuel Kwon (10-10-2019), "Anything You Need to Know About Gingivitis"، skfamilydental.net, Retrieved 14-8-2020. Edited.
941 مشاهدة