الكتابة الإبداعية
تتميز الكتابة في المجالات الفنية والأدبية بتغليب السرد والوصف على الحوار، فالرواية هي أهمّ الأعمال الأدبية السردية، وكذلك القصة القصيرة، ويمكن استثناء المسرح بسبب طبيعته التي تعتمد على الحوار لعدم وجود قابلية كبيرة لتغيير المشاهد والديكور، وهكذا فإن الكاتب يجد أنّ التحدي الأكبر هو الكتابة دون الوقوع في فخ كتابة حوار كبير يضعف العمل، ولكن التركيز مع تلك التفصيلة تفقد الكاتب القدرة على كتابة الحوار الجيد الذي يعتبر من الأساسيات للعمل الإبداعيّ، ولذلك فإنّ معرفة أساسيات كتابة الحوار هامّة للغاية لإنجاح العمل.
طريقة كتابة حوار
ما قبل الكتابة
- هي مرحلة البحث والدارسة وتدوين الملاحظات اللازمة لكتابة الحوار بشكل صحيح ومتقن، على الكاتب أن يبدأ بقراءة العديد من الأساليب الحوارية المختلفة في كل من المسرح والسينما والتليفزيون، كذلك الحوارات المكتوبة في الروايات الشهيرة، وفي حالة عدم القدرة على الحصول على السيناريوهات المكتوبة يمكن مشاهدة الأفلام والمسرحيات مع التركيز على طريقة سير الحوار وأهم نقاط القوة والضعف فيه.
- دراسة الشخصيات أطراف الحوار، من حيث الحالة النفسية والبيئة الاجتماعية والسن، فأسلوب الحديث لطبيب في الأربعين من عمره يختلف بالطبع عن شاب مازال في المرحلة الثانوية، ومن خلال تلك الدراسة يمكن للكاتب أن يصنع لكل شخصية أسلوباً حوارياً خاصاً بها.
- في تلك المرحلة على الكاتب الاستعانة بالخبرة العملية من خلال الاحتكاك مع شخصيات حقيقية شبيهة بالشخصيات المكتوبة، ومحاولة استبيان الخطوط العريضة لأسلوب الحديث واختيار الألفاظ.
مرحلة الكتابة
- النقطة الأكثر أهمية في كتابة الحوار هي الابتعاد عن التكلف والمبالغة، فليس من الطبيعي أن تستخدم شخصيات متباينة لغة حوار رسمية أو ذات مستوىً لغويٍّ عالٍ كالكتابات الروائيّة القديمة، حيث إنّ القارئ الحديث يصاب بالملل سريعاً.
- أثناء الكتابة يفضّل الابتعاد عن كثرة وصف الحالة النفسية للمتحدث، كالقول مثلاً: صاح غاضباً، أو جلس حزيناً.. وجعل لغة الحوار تدل على الحالة النفسية للشخصية ومدى تطورها، بتقديم معلومات لا يمكن للقارئ أو المشاهد الوصول إليها من خلال الوصف أو الأحداث، كما يجب تجنّب الحوارات خارج سياق القصة، حيث يجب أن يكون لكل مشهد حواري أو جملة دلالة تضيف إلى السيناريو أو المسرحية.
- بعد الانتهاء من الكتابة الأولى يجب إعادة قراءتها بصوت مسموع والعمل على حذف الجمل أو الكلمات الزائدة وإضافة أخرى مناسبة لتقوية الحوار، كما يجب الاهتمام بعلامات الترقيم للغاية؛ لأنّ الوقفات والسكتات التي يمكن أن يؤديها الممثل تعتمد على علامات الترقيم، هذا إلى جانب منع الملل عن القارئ.