الدعوة إلى الله
لقد أنزل الله تعالى الدينَ الإسلاميّ للنّاس، وتكفّل بحفظه إلى يوم الدين، وما زال الآلاف من البشر يدخلون في الدين ويعودون إلى الطريق السليم، حتى بعد وفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، وذلك بفضل بعض الدعاة الذين يعبّرون عن الدين الإسلاميّ بشكله الصحيح ويرِّغبون الناس فيه.
صفات الداعي إلى الله تعالى
- الإخلاص؛ فأولى الصفات التي لا بُدَّ من أنْ يتّصِفَ بها الداعي هي إخلاص العمل لله تعالى، وتوجيه النية في ترغيب النّاس في الدين وهدايتهم إلى الطريق السليم وحمايتهم من النار طمعاً في ثواب الله تعالى، فيخسر الداعي دعوته إذا خالط الرياء نيّته، أو إذا صار همّه الأول ذياع صيته واشتهاره بين الناس، فيُحبِطُ اللهُ تعالى عمل ذلك الداعي، قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة:5].
- الصدق مع الله؛ ويعني ذلك أن تكون همةُ الداعي عاليةً وعزيمتُه صادقةً ونيته صالحةً، قال تعالى (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:23-24]، والذي يَصدُق مع الله فإنّ ثمارَ عملِهِ تظهَرُ أمامَه بشكلٍ واضحٍ ويبارك له الله تعالى في عمله، ويقع كلامه في قلوب الناس لأنّ ما يَخرجُ من القلب يدخُلُ إلى القلب مباشرةً، ومن يَخرُجُ كلامه من اللسان لا يتجاوز الآذان، أي أنّه لا يُؤثِّر في النفس ولا يُغيّرُ فيها شيئاً.
- الاتّصاف بصفات النبي صلى الله عليه وسلّم وتقليده، فهو القدوة الحسنة التي يدعو الداعي إلى الاقتداء بها، لذلك الأولى أن يقتدي به هو عليه السلام أولاً لتكون دعوتُه صادقةً.
- اتّخاذ الوسائل التي تفيد في الدعوة مثل العلم؛ فلا بُدَّ من أن يكون الداعي عالماً في أمور الدين وفي كلِّ ما يتحدّث به لأنه مسؤولٌ أمام الله عن كل ما يَصدر منه، ومسؤولٌ أمام الذين يدعوهم، كما أنّ العِلم يجعل للداعي قدرةً على مجادلة الذين يشككون في الدين وقد يُحضِرون الحجج معهم لإثبات رأيهم، فإذا كان الداعي لا علم لديه فإنه سينسحب وربما يخطئ في القول.
- الرفق واللين والقول الحسن واتباع الأساليب المختلفة؛ فالدعوة إلى الله تحتاج من الداعي الذكاء واختيار الأسلوب المناسب، فمن الناس من يتأثَّر بالقول الحسن والترغيب بنعيم الله والجنة، والبعض الآخر يخاف من عذاب الله وعقابه.
- الصبر على الدعوة؛ لأنّ الداعي قد يجد إساءةً من البعض أو مقاومةً فلذلك لا بُدَّ من أن يكون صبوراً وغير متسرِّعٍ لرؤية النتائج.