في الثاني من كانون أول من كل عام، تحتفل الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد، الذي يجسد جميع معاني الفخر والاعتزاز، ويُسطر فيه الإمارتيون من جميع الإمارات أعظم الامثلة في الولاء والانتماء للأرض، والتاريخ، والأخوّة، حيث يعتبر اتحاد جميع الإمارات السبعة، نموذجاً يُحتذى به في التقدّم والتطوّر، كما يشكل خطوةً إيجابيّةً على طريق الوحدة والتعاون.
جميعنا نعرف أنّ في الاتحاد قوّة، والرائع جداً أن الإمارات عندما قررت أن تتحد، أرادت أن تصل باتحادها إلى القوّة، وإلى التقدّم والرقي والازدهار، وهذا ما حدث فعلاً، حتى أصبحت الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يُحتذى من جميع الدول، وأصبحت أيضاً في مصافّ دول العالم المتقدّمة في كافّة الأصعدة والمجالات، فهي الآن عامرة بالمباني، والاقتصاد، والأسواق، وأماكن الترفيه، والتعليم، والصحة، فقد أصبحت أيضاً قبلةً للناس من شتى أنحاء العالم، يذهبون إليها للحصول على فرصٍ أفضل للعمل، والعيش، والاستثمار، والتسوق، وحتى للسياحة.
قدّم الاتحاد للإمارات جميع المعاني الإيجابيّة، التي جعلت منها دولةً تتطوّر بطريقةٍ سريعةٍ، والرائع أنّه لا يمكن لأي شخص أن يميّز بين أبناء الإمارات ويفرّق بينهم وينسبهم إلى أيّ إمارة منفصلةٍ، بل جميعهم إمارتيون، بغض النظر إن كانوا من إمارة أبو ظبي، أو إمارة دبي، أو إمارة رأس الخيمة، أو إمارة عجمان، أو غيرها.
يعتبر عيد الاتحاد الإماراتي هو عيد استقلال الإمارات أيضاً، إذ إنّ هذا الاتحاد جاء ثمرة جهود شيوخ الإمارات، إذ إنّ اليوم الذي صادف استقلال الإمارات عن بريطانيا، كان أيضاً يوم اتحاد الإمارات السبعة معاً، وذلك في العام 1971م، وهذه الإمارات هي أبو ظبي وهي عاصمة الاتحاد، بالإضافة إلى دبي، والفجيرة، وأم القيوين، والشارقة، وعجمان، ورأس الخيمة التي انضمّت للاتحاد في العاشر من شباط من العام التالي، أي في العام 1972م، حيث تمّ وضع دستور منظّم للاتحاد، وتمّ تحديد أهدافه.
تُقام في ذكرى قيام الاتحاد من كل عام، الكثير من الاحتفالات التي تعزّز الانتماء والولاء له، كما يحتفل الإمارتيون بهذه المناسبة الغالية بأن يعزّزوا تطوّر وطنهم ويدفعون به نحو التقدّم، فعيد الاتحاد الإماراتي يملي على جميع العالم أعظم دروس التكاتف والتآخي وتوثيق الصلات بحيث تتلاشى المصالح الشخصية مقابل المصلحة الكبرى، وإذ إننا نتمنى من الله العلي العظيم أن يحمي الإمارات العربية المتحدة ويحفظها من كل سوء، وأن يحمي شعبها ويسدّد خطى حكامها لكل الخير والتقدم في ظل اتحادهم المتماسك والحضاري، الذي يشكل قدوةٍ وملهماً لكثير من دول العالم.