تعريف تقوى الله

كتابة - آخر تحديث: ١٨:١٧ ، ١٤ نوفمبر ٢٠١٨
تعريف تقوى الله

تعريف التقوى

إنّ التّقوى أمرٌ مهمّ في حياة الإنسان، ولقد أوصى الله -تعالى- عباده بتقواه، وبيّن ذلك في عددٍ من الآيات الكريمة، في القرآن الكريم، حيث قال: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)،[١] وحثّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أيضاً على التزام التّقوى، وكذلك الأنبياء والرسل عليهم السلام، دعوا أقوامهم إليها، ومنهم: هود، ونوحٌ، وشعيب، وصالحٌ.[٢] وبيّن العلماء المقصود بالتقوى لغةً واصطلاحاً، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • التقوى لغةً: هي اسمٌ مشتقٌّ من الفعل وقى، ومصدر ذلك الفعل هو الاتقاء، وتعني الحفظ، فهي تدلّ بمعناها على ما يمكّن الإنسان من أن يحفظ نفسه ويحميها.[٣]
  • التقوى اصطلاحاً: هي أن يقوم المسلم بطاعة وعبادة الله تعالى، على أكمل وجهٍ، وذلك باتّباع أوامره، ابتغاء الأجر والثواب العظيم، واتقاء لعذاب الله -تعالى- وغضبه، وأن يترك الإنسان ما يُغضب الله تعالى، من المعاصي والذنوب، وذلك باجتناب ما نهى عنه عباده، وأمرهم باجتنابه.[٤]


أثر التقوى على حياة الإنسان

إنّ لتقوى الإنسان في الحياة آثارٌ إيجابيةٌ، يعود أثرها على الإنسان نفسه، وفيما يأتي بيان بعضها:[٥]

  • يفوز المسلم بحبّ الله -تعالى- له.
  • يشعر المسلم بوجود الله -تعالى- معه في كلّ الأحوال.
  • الاستفادة من قراءة القرآن الكريم، ومن هديه.
  • بُعد الشيطان عنه، وحفظ نفس الإنسان منه.
  • شعور المسلم بالسعادة والسرور، وذهاب الغم والحزن والهم عنه.
  • تيسير الله -تعالى- للمسلم المتقي أموره، وتفريج كربه وحزنه.
  • التقوى سببٌ في بلوغ جنات النعيم، والدرجات العالية فيها، وعدم دخول النار.


أثر التقوى على المجتمع

ومن آثار وثمار التقوى على المجتمع الإنساني، ما يأتي:[٥]

  • شعور أفراد المجتمع بالأمان، والاطمئنان، والاستقرار.
  • سعادة أفراد المجتمع.
  • يعيش الأفراد في المجتمع عيشةً هنيةً طيبةً.
  • قوة أفراد المجتمع وهيبتهم، أمام من يقف في وجههم من الأعداء.


الوسائل المُعينة على تقوى الله

كي يصل الإنسان إلى مرتبة التقوى، فإنّ عليه أن يتبع بعض الوسائل والطرق، التي توصله إلى تلك المرتبة العظيمة، وفيما يأتي بيان البعض منها:[٥][٦]

  • أن يسعى المسلم لكسب محبّة الله تعالى، وتلك المحبّة تتحقّق من خلال القراءة الشافية الوافية للقرآن الكريم، والتقرب إلى الله تعالى؛ بالإكثار من النوافل، وشكر الله -تعالى- على نعمه على عباده، والمداومة على ذكر الله -تعالى- في كلّ الأحوال والأوقات، واستشعار ذلك، وأن يحرص المسلم على صحبة الصادقين من الناس، ومن فيهم خصال الخير، ومحاولة المسلم الابتعاد عن كلّ ما يمكنه أن يؤدّي إلى بُعده عن خالقه.
  • أن يعلم المسلم أنّ الله -تعالى- عالمٌ به، وبكلّ ما يفعله، ومطّلعٌ عليه، فيحرص على استحضار مراقبة الله -تعالى- له في كلّ مكانٍ وزمانٍ، ممّا يؤدي إلى حرصه على الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، والإكثار من الأعمال الصالحة، التي تُرضي الله تعالى عنه.
  • أن يكون الإنسان على علمٍ بأنّ الذنوب والمعاصي، واتباع الشهوات، لا نتيجةً لها، إلّا فساد القلب وقسوته، والشعور بالكدر، والهم، والتعب في الحياة.
  • أن يجاهد المسلم نفسه للابتعاد عن الذنوب والمعاصي.
  • أن يستعيذ المسلم من الشيطان الرجيم، ويحرص على معرفة الطرق التي يدخل بها الشيطان إلى الإنسان، ليوسوس له، ويكون على حذرٍ دائمٍ منه، وممّا يُعينه على ذلك: المداومة على قراءة المعوذات، وخواتيم سورة البقرة، والإكثار من ذكر الله تعالى، وأن يحرص المسلم على المداومة على الصلاة.
  • أن يسعى المسلم لنيل العلم دائماً، والحرص عليه.


صفات الإنسان التقي

لكلّ خاصيّةٍ في الإنسان ما يميزها، وخاصية التقوى تميزها عددٌ من الصفات، وفيما يأتي بيان بعضها:[٥]

  • أن يؤمن بأركان الإسلام والإيمان.
  • أن يكون صادقاً مع الله تعالى، ومع من حوله من الناس.
  • أن يحبّ لأخيه ما يحبّه لنفسه.
  • أن يدفع الضرر والأذى، عمّن بحاجةٍ لذلك
  • أن يكون عادلاً.
  • أن يتحلّى بالحِلم والأناة، عند التعامل مع من حوله.
  • أن يحرص على الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، ويستغفر الله تعالى، ويتوب إليه، في حال ارتكابه لذنبٍ أو معصيةٍ.
  • أن يصبر في محطات الحياة جميعها، وعند الابتلاءات التي تحلّ به.
  • أن يسعى لأمر الناس بالخير، الذي يرضاه الله تعالى، وينهاهم عمّا نهى الله -تعالى- عنه.
  • أن يتجنب الشيطان، ووساوسه.


مراتب التقوى

على الإنسان اتقاء الكثير من الأمور في حياته، كي يصل لرضا الله تعالى، ومحبّته، ورتّبت الأمور الواجب اتقاؤها على مراتبٍ، بحسب أهميتها، وفيما يأتي بيان تلك المراتب:[٦]

  • المرتبة الأولى: أن يتّقي الإنسان الكفر بالله تعالى.
  • المرتبة الثانية: أن يتقي الإنسان التعبّد بما لم يأمر الله تعالى به، وأن يتقي الأمور الجديدة المخالفة للإسلام، التي نهى الله -تعالى- عنها، ونهى عنها رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وهي ما يسمّى بالبدع.
  • المرتبة الثالثة: أن يتقي الإنسان ما كَبُر من الذنوب وعَظُم، وهي الكبائر.
  • المرتبة الرابعة: أن يتقي الإنسان ما صَغُر من الذنوب، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إياكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ، فإنَّما مَثلُ محقَّراتِ الذُّنوبِ؛ كمَثلِ قَومٍ نزَلوا بطنَ وادٍ، فجاء ذا بِعودٍ، وجاء ذا بِعودٍ، حتَّى جَمعوا ما أنضَجوا بهِ خبزَهم، وإنَّ محقَّراتِ الذُّنوبِ متَى يُؤخَذْ بِها صاحبُها تُهْلِكْهُ).[٧]
  • المرتبة الخامسة: أن يتقي الإنسان ما هو مباحٌ من الأفعال؛ لأنّ الإنسان إذا دخل بعمقٍ في المباحات، قد يُجرّ إلى ما نُهي عنه من الأفعال.


المراجع

  1. سورة النساء، آية: 131.
  2. "التقوى خير زاد"، www.islamweb.net، 19-3-2009، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018. بتصرّف.
  3. د.خاطر الشافعي (12-3-2014)، "التقوى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018. بتصرّف.
  4. الشيخ عبد الله القصيّر (4-9-2013)، "التقوى والحرص على ما ينفع"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018.بتصرف
  5. ^ أ ب ت ث عبد السلام الشمراني، "التقوى وثمارها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018.بتصرف
  6. ^ أ ب دينا نصير (23-3-2015)، "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018.بتصرف
  7. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 2471، صحيح.
1,971 مشاهدة