من مواصفات الحوار البناء

كتابة - آخر تحديث: ٢٠:٣٢ ، ١٦ أكتوبر ٢٠١٦
من مواصفات الحوار البناء

الحوار البنّاء

يُعتبر الحوار البنّاء واحداً من أهمّ أساليب التواصل اللفظي بين البشر وأكثرها حضارةً وتطوّراً؛ حيث يهدف هذا النّوع من الحوار إلى إيصال الأفكار والتّعبير عن وجهات النظر بصورةٍ حضاريّةٍ سلسة بعيدةً كلّ البُعد عن الفرض والسيطرة والهجوميّة، ويُعرف على أنّه عملية التفاعل المَعرفي والسّلوكي والانفعالي بين الشّخص والأشخاص المحيطين فيه، ويتمّ ذلك في وجود عناصر الاتّصال الأساسية التي تتمثّل في كلٍّ من المرسل والمستقبل والرسالة والهدف وأداة الاتصال أو الحوار.


ظهر الحوار البنّاء تزامناً مع النهضة الثقافيّة التي حاربت كافّة أشكال الجهويّة والأساليب التقليديّة غير الهادفة، والتي تُعيق عمليات الاتصال المختلفة، وتحول دون تحقيق الأهداف المرجوّة منها. فيما يلي سنسلّط الضوء على أهم المواصفات والخصائص التي يتّصف بها الحوار البناء.


مواصفات الحوار البناء

  • يتّسم في اختيار الوقت المناسب للحديث؛ بحيث يطرح المُرسل فكرته وينتظر الردّ في الوقت المناسب من المستقبل.
  • يتّصف باختيار الألفاظ المناسبة، والتعبير عن وجهات النظر بأسلوبٍ حضاري، وبمعزل عن استخدام أي مصطلحات نابية.
  • يتمّ التحدث فيه بنبرة صوت مناسبة، وبعيدة كلّ البعد عن نبرة التوبيخ، بحيث يكون متوسّطاً من حيث الارتفاع.
  • يبتعد تماماً عن العصبيّة والحدة في الحديث، ويتجنّب إظهار علامات الاستياء والتهكّم والسخرية.
  • يتّسم بالمرونة والاحترام؛ حيث يتقبّل فيه الطرف الأول أفكار الطرف الآخر بكل صدر رحب، ويحرص على عدم مقاطعته أثناء الحديث، ويتجنّب الاستهزاء بآرائه ولا يحاول تغييرها، ولا يتعدّى عليه في حال وجّه نقداً بناءً لأي فكرة يؤمن بها الطرف المرسل.
  • يمتاز بالصدق العميق، ويتجنّب تأليف الأحداث والحجج والبراهين بهدف إثبات صحة القول، مع الحرص على الاستشهاد بوقائع مقنعة من التاريخ والتجربة لإثبات ذلك.
  • بعيد تماماً عن المجاملة.
  • يتّصف بالواقعية إلى حدٍّ كبير؛ حيث يستهدف الوضع الحاضر في كافة الجوانب، ويناقشها ويحاول إصلاحها، ولا يهتمّ بأخطاء الماضي، بل يستفيد منها للارتقاء بالحاضر وبناء مستقبل أفضل.
  • يمتاز بالإيجابيّة والتفاؤل.
  • يُعدّ هادفاً من الدرجة الأولى؛ حيث تظهر نتائجه الإيجابيّة بعد انتهاء جلسة أو عدد جلسات من الحوار.
  • يحاور العقل، ولا ينظر كثيراً إلى العاطفة.
  • يسوده الشعور بالمسؤولية.
  • يمتاز بسلامة العرض وجودة الخطابة والإلقاء.
  • يتصف بالتفاهم.


إنّ هذا النوع من الحوار يُعدّ حاضراً بصورة أكبر في المُجتمعات المتقدّمة من المجتمعات النامية، كونه يدخل كأساس في العمليّة التعليميّة في المراحل الأكاديمية المختلفة، حيث يتمّ اعتماد أسلوب التفكير الناقد العميق بدلاً من أسلوب التلقين والحفظ وسرد المعلومات، فينتج عقولاً تحترم بعضها البعض وتؤمن بثقافة الرأي والرأي والآخر، وينبذ كافة أشكال التسلط.

1,004 مشاهدة