أشعار مكتوبة عن الصداقة

كتابة - آخر تحديث: ٩:١٥ ، ٢٨ فبراير ٢٠١٩
أشعار مكتوبة عن الصداقة

ألا إنما الإخوان عند الحقائق

قول أبو العتاهية في الصديق الحقيقي:[١]

ألا إنّما الإخوانُ عِندَ الحَقائق

ولا خيرَ في ودِّ الصديقِ المُماذِقِ

لَعَمرُكَ ما شيءٌ مِنَ العَيشِ كلّهِ

أقرَّ لعيني من صديقٍ موافقِ

وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِ ودُّهُ

فإنّي بهِ في وُدّهِ غَيرُ وَاثِقِ

أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّ دينُهُ

وَأُفرِشُهُ ما يَشتَهي مِن خَلائِقِ

وَأرغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّ دَنِيّة ٍ

وَأعلَمُ أنّ اللّهَ ما عِشتُ رَازِقي

صَفيَّ منَ الإخوانِ كُلُّ مُوافِقٍ

صبورٍ على ما نابَهُ من بوائِقِ


هي فرقة من صاحب لك ماجد

من شعر أبو تمام في الصديق:[٢]

هيَ فُرقَة ٌ من صَاحبٍ لكَ ماجِدِ

فغداً إذابة ُ كلَّ دمعًٍ جامدِ

فافزَع إلى ذخر الشؤون وغَربِه

فالدَّمعُ يُذهب بَعضَ جَهد الجَاهدِ

وإذا فَقَدتَ أخاً ولَم تَفقِد لَهُ

دَمعاً ولاصبراً فَلَستَ بفاقد

أعليَّ يا بنَ الجهم إنكَ دفتَ لي

سماً وخمراً في الزلالِ الباردِ

لاتَبعَدَن أَبَداً ولا تَبعُد فما

أخلاقك الخضرُ الربا بأباعدِ

إن يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا

نغدُو وَنَسري في إِخَاءٍ تَالدِ

أو يختلف ماءُ الوصالِ فماؤنا

عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ

أو يفتَرق نَسَبٌ يُؤَلف بَيننا

أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ

لو كنتَ طرفاً كنتَ غيرَ مدافعٍ

للأَشقَرِ الجَعدِي أو للذَّائذِ

أو قدمتكَ السنَّ خلتُ بأنهُ

من لَفظكَ اشتُقَّت بَلاغَة ُ خالدِ

أو كنتُ يَوماً بالنُّجوم مُصَدقاً

لَزَعَمتُ أنَّكَ أنتَ بِكرُ عُطارِدِ

صعبٌ فإن سومحتَ كنتَ مسامحاً

سلساً جريركَ في يمينِ القائدِ

ألبستَ فوقَ بياضِ مجدكَ نعمة ً

بَيضاءَ حَلَّت في سَواد الحَاسدِ

وَمَوَدَّة ً لا زَهَّدَت في رَاغبٍ

يوما ولا هي رغبت في زاهدِ

غَنَّاءُ لَيسَ بِمُنكَرٍ أن يَغتَدي

في رَوضها الرَّاعي أمام الرَّائد

ما أدَّعي لكَ جانباً من سُؤدُدٍ

إلاَّ وأَنتَ علَيه أَعدَلُ شاهد


لا يحسب الجود من رب النخيل جدا

قصيدة أبو علاء المعري في الصداقة:[٣]

لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً

حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ

ما أغدرَ الإنس كم خَشفٍ تربَّبَهُم

فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب

هذي الحياةُ أجاءتنا بمعرفةٍ

إلى الطّعامِ وسَترٍ بالجلابيبِ

لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً

لذعَ الهَواجِر أو وقَعَ الشّآبيب

فاهجر صديقك إن خِفتَ الفساد به

إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب

والكفُّ تُقطعُ إن خيفَ الهلاكُ بها

على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب

طُرقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة

والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب

ترجو انفساحاً وكم للماءِ من جهةٍ

إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب

أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً

على القلوب بتبغيضٍ وتحبيب

وكلُّ حيٍّ إذا كانت لهُ أُذُنٌ

لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب

عجبتُ للرّوم لم يَهدِ الزمانُ لها

حتفاً هداهُ إلى سابورَ أو بيب

إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية

فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب


ما عز من لم يصحب الخذما

إيليا أبو ماضي وقصيدته في الصديق:[٤]

ما عزّ من لم يصحب الخذما

فأحطم دواتك واكسر القلما

وارحم صباك الغضّ إنّهم

لا يحملون وتحمل الألما

كم ذا تناديهم وقد هجعوا

أحسبت أنّك تسمع الرّمما

ما قام في آذانهم صمم

وكأنّ في آذانهم صمما

القوم حاجتهم إلى همم

أو أنت مّمن يخلق الهمما؟

تاللّه لو كنت ((ابن ساعدة))

أدبا ((وحاتم طيء)) كرما

وبذذت ((جالينوس)) حكمته

والعلم ((رسططا ليس)) والشّيما

وسبقت ((كولمبوس)) مكتشفا

وشأوت ((آديسون)) معتزما

فسلبت هذا البحر لؤلؤه

وحبوتهم إيّاه منتظما

وكشفت أسرار الوجود لهم

وجعلت كلّ مبعّد أمما

ما كنت فيهم غير متّهم

إني وجدت الحرّ متّهما

هانوا على الدّنيا فلا نعما

عرفتهم الدّنيا ولا نقما

فكأنّما في غيرها خلقوا

وكأنّما قد آثروا العدما

أو ما تراهم كلّما انتسبوا

نصلوا فلا عربا ولا عجنا

ليسوا ذوي خطر وقد زعموا

والغرب ذو خطلر وما زعما

متخاذلين على جهالتهم

إنّ القويّ يهون منقسما

فالبحر يعظم وهو مجتمع

وتراه أهون ما يرى ديما

والسّور ما ينفكّ ممتنعا

فإذا يناكر بعضه نهدما

والشّعب ليس بناهض أبدا

ما دام فيه الخلف محتكما

يا للأديب وما يكابده

في أمّة كلّ لا تشبه الأمما

إن باح لم تسلم كرامته

والإثم كلّ إن كتما

يبكي فتضحك منه لاهية

والجهل إن يبك الحجى ابتسما

جاءت وما شعر الوجود بها

ولسوف تمضي وهو ما علما

ضعفت فلا عجب إذا اهتضمت

اللّيث لولا بأسه اهتضما

فلقد رأيت الكون سنّته

كالبحر يأكل حوته البلما

لا يرحم المقدام ذا خور

أو يرحم الضّرغامه الغنما

يا صاحبي وهواك يجذبني

حتّى لأحسب بيننا رحما

ما ضرّنا والودّ ملتئم

أن لا يكون الشّمل ملتئما

النّاس تقرأ ما تسطّره

حبرا ويقرأه أخوك دما

فاستبق نفسا غير مرجعها

عضّ الأناسل بعدما ندما

ما أنت مبدلهم خلائقهم

حتّى تكون الأرض وهي سما

زارتك لم تهتك معانيها

غرّاء يهتك نورها الظّلما

سبقت يدي فيها هواجسهم

ونطقت لما استصحبوا البكما

فإذا تقاس إلى روائعهم

كانت روائعهم لها خدما

كالرّاح لم أر قبل سامعها

سكران جدّ السّكر محتشما

يخد القفار بها أخو لجب

ينسي القفار الأنيق الرسما

أقبسته شوقي فأضلعه

كأضالعي مملوءة ضرما

إنّ الكواكب في منازلها

لو شئت لاستنزلتها كلما


صديق ليس ينفع يوم بؤس

الشافعي في قصيدته عن الصديق الحقيقي:[٥]

صَدِيقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَوم بؤس

قَرِيبٌ مِن عَدو في القياسِ

وَمَا يَبقَى الصَّديق بكُلِّ عَصرٍ

ولا الإخوانُ إلا للتآسي

عمرت الدَّهر ملتمساً بجهدي

أخا ثقةٍ فألهاني التماسي

تنكرتِ البلادُ ومن عليها

كَأنَّ أُنَاسَهَا لَيسُوا بِنَاس


المراجع

  1. أبو العتاهية، "ألا إنما الإخوان عند الحقائق"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-27.
  2. أبو تمام "هي فرقة من صاحب لك ماجد" www.diwandb.com اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-20.
  3. أبو علاء المعري "لا يحسب الجود من رب النخيل جدا" www.poetsgate.com اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-20.
  4. إيليا أبو ماضي "الى الصديق" www.adab.com اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-20.
  5. ديوان الإمام الشافعي القاهرة: مكتبة ابن سينا صفحة 81.
1,473 مشاهدة