محتويات
علاقة الإنسان بالبيئة
يعيش الانسان ضمن بيئة ووسط حيوي، لا غنى له عنه، بل هو ضروري لوجوده، فهو من مقوّمات هذا الوجود، فالهواء والماء والتراب، والأشجار والغابات، كلّها عناصر ضروريّة للإنسان من ناحية، ومن ناحية أخرى ضروريّة لضمان التوازن البيئي، حيث لا تصح الحياة ولا تستقيم دونه، فعلاقة الإنسان بالبيئة هي علاقة ضروريّة اقتضتها الحياة وما يلزمها من مقوّمات.
مرت علاقة الإنسان بالبيئة عبر العصور بمراحل متعددة، كلُّ مرحلة منها ترسم شكلاً معيّناً لعلاقة الإنسان بالبيئة، يعكسها وعيه وثقافته، وخبراته المتراكمة في الحياة.
مراحل تطوّر علاقة الإنسان بالبيئة
المرحلتان الأولى والثانية
كان تعامل الإنسان بالبيئة تعاملاً بسيطاً هادئاً، لم يؤثّر خلاله على مكوِّنات البيئة، كما انتقل الإنسان من مرحلة الاعتماد شبه الكامل على النبات إلى مرحلة صيد الحيوانات، حيث ابتكر وطوّر العديد من أساليب الصيد، وتتسم مرحلة الانتقال بتأثير ملموس للإنسان على البيئة أكثر من ذي قبل، وإن بقي محدوداً.
المرحلة الثالثة
اتسمت هذه المرحلة بنوع من الاستقرار، لاعتماد الإنسان بشكلٍ كبيرٍ على الزراعة، حيث استغل الإنسان مياه الأنهار في الزراعة، فأنشأ السدود والقنوات المختلفة، مطوّراً من أساليبه في الحرث والزراعة والري، بدأ تأثيره على البيئة يبدو واضحاً وملموساً.
المرحلة الرابعة
وهي مرحلة الثورة الصناعيَّة ومظاهرها المتعددة، حيث اعتمد الإنسان على التكنولوجيا بشكلٍ كبيرٍ، ممَّا مكّنه من تحويل الموارد الطبيعيّة إلى سلع متنوِّعة ومتعددة، كاستفادته من أشجار الغابات، والمنتجات الزراعيَّة كالقطن، والثروة الحيوانيَّة، وصاحب ذلك كلّه، مفرزات لهذا النوع من التعامل، كظهور وانتشار النفايات الغريبة عن المكوِّنات الطبيعيّة للبيئة، والغازات الصناعيّة، والمبيدات الكيميائيّة، ممّا شكل عجزاً في استيعابها في الدورات الطبيعيّة، ممَّا أدى إلى ظهور مخاطر بيئيَّة حقيقيّة، تمثّلت في التلوُّث البيئي وما ينتج عنه من أضرار صحيَّة.
المرحلة الخامسة
وهي المرحلة الحاليّة، وتتمثل بظهور الآثار السلبيَّة الجسيمة للنشاط الإنساني في البيئة، حيث خيَّمت مشاكل التلوُّث البيئي على المشهد، وأصبح همُّ الإنسان وشغله الشاغل، هو كيف يعالج هذه الآثار، ويحدُّ من تأثيراتها السلبيَّة على الحياة، فأصبحت تعقد بين الفترة والأخرى على مستوى العالم، الاجتماعات والندوات، والمعاهدات.
رؤية واقعيّة
إنّ علاقة الإنسان بالبيئة، وطرق تأثيره عليها واستفادته منها هي علاقة حتميّة ولازمة، ومع ذلك هناك الكثير ممَّا يستطيع الإنسان القيام به سواء كان ذلك على شكل أفراد أم جماعات، أم حتى دول، فحسن التصرُّف والاستفادة من الموارد البيئيَّة أمر واجب، كزراعة الأشجار الحرجيَّة، ذات التأثير الإيجابي على البيئة، وعدم الاعتداء عليها بالقطع والتخريب، والمحافظة على نظافة الشواطئ عند الاستجمام، والمحافظة على مياه البحار بعدم إلقاء النفايات والمياه العادمة بها، وكذلك النظافة العامّة المصاحبة لنشاط الإنسان اليومي المتكرر، في بيته ومجتمعه ومؤسساته، فهذه أمور تحدُّ من التلوُّث البيئي إلى حدٍ ما.