احسن الى الناس تستعبد قلوبهم

كتابة - آخر تحديث: ٢:٥٢ ، ٢٠ مايو ٢٠١٤
احسن الى الناس تستعبد قلوبهم

البستي (أبو الفتح): أبو الفتح علي. أديب وشاعر فارسي الأصل. شهر بنونيته الحكمية. توفي سنة 1010م. من الشعراء المطبوعين ومن شعره قوله:

قلبي رهين بنيسابور عند أخ ، ما مثله حين تستقرى البلاد أخ

له صحائف أخلاق مهذبة ، من الحجى والعلى والظرف تنتسخ

وله قوله:

ما إن سمعت بنوّار له ثمر ، في الوقت يمنع سمع المرء والبصرا

حتى أتاني كتاب منك مبتسم ، عن كل معنى ولفظ يشبه الدرر

ومن جيد شعره قوله، وهو من المعاني المبتكرة:

ألم تر أن المرء طول حياته ، معنّى بأمر ما يزال يعالجه

كدود غدا للقزّ ينسج دائباً ، ويهلك غمّاً وسط ما هو ناسجه

ومن اشهر قصائده :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم قصيدة للشاعر أبو الفتح البستي

زيـادة الـمرء فـي دُنياه نقصانُ *** وربحه غير محضِ الخير خسرانُ

أحسن إلى الناسِ تَستعبد قلوبهم *** فطالما استعبدَ الإنسان إحسان

يا خادمَ الجسم كم تَسْعى لخدمتَهِ *** أتطلب الربحَ مما فيه خسران ؟

أقـبل على النفس واستكمل فضائلها *** فأنت بـالنفس لا بـالجسم إنسان

وكـن عـلى الدهر مِعْواناً لذي أملٍ *** يرجو نداك فـإن الـحرّ مِعْوان

واشـدد يـديك بـحبلِ الله معتصما *** فـإنه الـركن إن خـانتك أركـان

مـن يَـتّقِ الله يُـحمد فـي عواقبهِ *** ويـكفهِ شـرّ من عَزُّوا ومن هانوا

مـن اسـتعانَ بـغير الله في طلبٍ *** فــإن نـاصرَه عَـجزٌ وخـذلان

مـن كـان لـلخير مَناعاً فليسَ له *** عـلـى الـحقيقة خـلان وأخـدان

مـن جـادَ بالمال جاد الناس قاطبة *** إلـيـه، والـمال للإنسان فـتّان

مَـنْ سـالم الناس يَسلم من غوائلهم *** وعـاشَ وهـو قرير العين حذلان

مـن يزرع الشرّ يحصدْ في عواقبه *** نـدامة، ولـحصدِ الـزّرع إبـان

مـن اسـتنامَ إلى الأشرار نام وفي *** رِدائــه مـنـهمُ صـلٌ وثـعبان

كـن ريّـق الـبشرِ إن الحرّ همته *** صـحيفةٌ وعـليها الـبشرُ عـنوان

ورافـق الـرّفق في كل الأمور فلم *** يـندم رفـيق ولـم يـذممه إنسان

ولا يـغـرّنك حـظ جـره خـرق فـالخُرق *** هـدمٌ ورفقُ المرء بنيان

أحـسن إذا كـان إمـكان ومـقدرة *** فـلن يـدومَ عـلى الإحسان إمكان

فـالروض يـزدان بالأنوار فاغمهِ *** والـحر بـالعدلِ والإحـسان يزدان

صـنْ حـر وجهك لا تهتك غلالته *** فـكل حـر لـحر الـوجه صوّان

دع الـتكاسل فـي الخيرات تطلبُها *** فـليس يـسعد بـالخيرات كـسلان

لا ظـلّ للمرء يعرى من نهى وتقى *** وإن أظـلـتـهُ أوراقٌ وأفــنـان

والـناس أعـوانُ مـن والتهُ دولته *** وهــم عـليه إذا عـادته أعـوان

(سحبانُ) من غير مال باقلُ حصر *** و(بـاقلٌ) فـي ثَـراءِ المال سحبان

لا تـودِع الـسر وشّـاء بـه مذلاً *** فـما رعـى غنماً في الدّو سرحان

لا تـستشير غـير ندبٍ حازم *** يقظ قـد اسـتوى فـيه إسرار وإعلان

فـلـلتدابير فـرسان إذا ركـضوا *** فـيها أبـرُّوا كـما للحرب فرسان

ولـلأمـور مـواقـيتٌ مُـقـدرةٌ *** وكــل أمـر لـه حـدٌ ومـيزان

فـلا تـكن عـجلاً في الأمر تطلبه *** فـليس يُـحمد قـبل النضج بحران

كـفى من العيش ما قد سدّ من عوز *** فـفـيه لـلـحُر قـنيان وغـنيان

وذو الـقناعةِ راض مـن مـعيشته *** وصاحبُ الحرص إن أثرى فغضبان

حـسب الـفتى عـقله خلاً يُعاشره *** إذا تـحـاماه إخــوان وخُــلاّن

إذا نَـبـا بـكـريمٍ مـوطنٌ فـله *** وراءه فـي بـسيط الأرض أوطان

يـا ظـالماً فـرحاً بـالعزّ ساعده *** إن كـنت فـي سنةٍ فالدهر يقظان

يـا أيـها الـعالم المرضيّ سيرته *** أبـشرْ فـأنت بـغير الـماء ريّان

ويا أخا الجهل لو أصبحت في لجج *** فـأنت مـا بـينها لا شـكّ ظمآن

لا تـحسبن سـروراً دائـماً أبـداً *** مـن سـرّه زمـنٌ سـاءته أزمان

وكـلّ كـسر فـإن الـدين يجبره *** ومـا لـكسر قـناةِ الـدين جبران

1,522 مشاهدة