الضّحك
ندرك جميعاََ أنّ المشاعر السّلبيّة كالغضب، والقلق، والعزلة، تزيد فرص إصابتنا بالعديد من الأمراض، في المقابل فإنّ الضّحك يساعد على تحسين الحالة الصّحيّة والنّفسية للفرد، لكن الحقيقة المحزنة أنّ هناك كثير من النّاس لا يضحكون بما فيه الكفاية، إذ تشير إحدى الدّراسات إلى أنّ الأطفال الأصحاء قد يضحكون 400 مرة في اليوم، بينما يضحك البالغون 15 مرة في اليوم فقط - أو أكثر قليلاََ بحسب دراسة اخرى- ونأمل بعد قراءة هذا المقال والتّعرّف على الفوائد الصحيّة للضحك أن يقتنع الكثير من النّاس بأهمية الضّحك ويحرصون على أن يكون الضّحك جزءاََ من روتين حياتهم اليومي، ويحيطون أنفسهم بالأصدقاء والأحباء الذين يضيفون لحياتهم الضّحك والسّعادة، وربما يبدأون بتحديد ساعة أو أكثر لمشاهدة الأفلام الفكاهيّة التي تجعلهم يضحكون من القلب.[١]
فوائد الضحك للقلب
تشير نتائج دراسة أجراها أطباء القلب في المركز الطّبي لجامعة ميريلاند (UMM) في بالتيمور إلى أنّ المرضى المصابين بأمراض القلب يضحكون أقل بنسبة 40% مقارنةً بالنّاس الأصحاء من نفس العمر، مما يعني أنّ الضحك له تأثير إيجابي على صحة القلب[٢] ومن فوائد الضّحك للقلب ما يلي:
- تشير نتائج دراسة أجريت في جامعة تكساس، أوستن على متطوعين يتمتعون بصحة جيدة أن مشاهدة فيلم فكاهي لمدة 30 دقيقة أدت إلى زيادة مرونة الشّرايين وتحسّن تدفّق الدّم داخلها بشكل فوري، واستمرار هذا التّأثير لمدة 24 ساعة، ويمكن تفسير هذه الظّاهرة بأن الضّحك يحفّز الدماغ على إفراز الإندورفين، الذي يرتبط بمستقبلات خاصة في بطانة الأوعية الدّموية ويحفزها على إطلاق أكسيد النّيتريك الذي يساعد على توسيع االشّرايين ويزيد مرونتها مما يحسّن من تدفق الدّم بداخلها.[٣]
- يمنع أكسيد النيتريك الذي يطلق بسبب الضحك ترّسب الكوليسترول على جدران الشّرايين وهو ما يُعرف بلويحات الكوليسترول، ويكون تأثير الضحك مماثلاََ لتأثير الأدوية المخفضّة للكولسترول مثل السّتاتين (بالإنجليزيّة: statin) إلا أنّ الضّحك تلقائي وله تأثير فوري.[٤]
- يساعد على خفض هرمونات التّوتر التي تسبب انقباض أوعية الدّم ومن هذه الهرمونات الكورتيزول، والإبينيفرين.[٤]
- يزيد عدد الخلايا المنتجة للأجسام المضادة، مما يؤدي إلى نظام مناعي أقوى وحماية أكبر للقلب.[٤]
- يرفع معدّل ضربات القلب كما يحدث عند ممارسة التّمارين الرّياضيّة، إلا أنّ تأثير الضّحك على معدل ضربات القلب أسرع بكثير من تأثير ممارسة التّمارين الرّياضيّة، وذلك وفقاََ لملاحظة أوردها أحد رواد أبحاث الضّحك يقول فيها أنّه احتاج لممارسة التّمارين باستخدام آلة التّجديف لمدة عشر دقائق ليرفع معدل ضربات قلبه إلى المستوى الذي بلغه خلال دقيقة واحدة من الضّحك النّابع من القلب.[٥]
فوائد الضّحك الأخرى
للضحك فوائد أخرى نذكر منها:
- حرق السّعرات الحراريّة: أثبتت دراسة صغيرة قام بها باحث من جامعة فاندربيلت أنّ الضّحك لمدة تتراوح بين 10-15 دقيقة أدى إلى حرق 50 سعرة حراريّة، وهو ما يساوي السّعرات الحراريّة التي تحتوي عليها قطعة من الشّوكولاتة.[٥]
- تعزيز جهاز المناعة: تشير بعض الدّراسات أنّ الفكاهة والضّحك تزيد إنتاج الأجسام المضادة التي تحارب العدوى في الجسم وتعزز مستويات الخلايا المناعيّة.[٥]، كما أنّ الضحك يزيد تدفق السّائل اللمفاوي المار خلال العقد اللمفاوية مما يساعد الجسم على التّخلّص من السّموم، ويزيد من عدد الخلايا اللمفاويّة التي تدور في الدّم لحماية الجسم من الأمراض، كما أنّ الضحك يقلل من الالتهاب، وذلك بحسب دراسة يابانيّة أُجريت على 41 شخصاً مصاباََ بالتهاب المفاصل الرّوماتويدي وقد أثبتت الدّراسة أنّ الضحك قلل من مستويات السّيتوكينات المسببة للالتهاب في أجسامهم.[٢].
- خفض مستوى السّكر في الدّم: تشير دراسة واحدة أنّ الضّحك يمكن أن يقلل من مستوى السّكر في الدّم بعد الأكل.[٥]
- المساعدة على النّوم: يُعتقد أنّ الضّحك يساعد المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة على النّوم الخالي من الألم.[٥]
- محاربة التّوتر: يساعد الضّحك على محاربة التّوتر وذلك لأنّه:[١]
- يقلل من إنتاج هرمونات التّوتر مثل الكورتيزول، والأدرينالين، والدّوبامين، وهرمون النّمو، ومن جهة أخرى فهو يزيد من مستوى هرمونات تعزيز الصّحة مثل الإندورفين.
- يساعد على استرخاء العضلات مثل عضلات البطن، والحجاب الحاجز، والأكتاف.
- يساعد الإنسان على تجاوز المشاعر السّلبيّة مثل الغضب، والإجهاد، والشّعور بالذّنب وعدم التّركيز عليها.
- يغيّر من نظرة الإنسان للأمور، فيرى بعض الأمور التي تزعجه أو ترهقه كتحديات يجب تجاوزها بدلاََ من النّظر إليها كتهديد
- يزيد من انسجام الإنسان مع الآخرين، ويحسّن من نوعيّة التّفاعل الاجتماعي معهم.
- تسكين الألم: وفقاََ لفريق من خبراء الألم السّويسريين يمكن للفكاهة والضّحك أن تزيد من قدرة المصابين بأمراض مزمنة على تحمّل الألم، وذلك لأّن الضحك يحفّز إفراز الإندورفين ويخفف من توتر العضلات من ناحية، ومن ناحية أخرى فهو يشتّت انتباه المريض ويلهيه عن الألم الذي يشعر به، ولإثبات ذلك قام البروفيسور الدّكتور ويليبالد روخ (بالإنجليزيّة: Willibald Ruch) من جامعة زيوريخ بتجربة أظهرت أن النّاس الذين يضحكون أثناء مشاهدة فيلم ضاحك تمكنوّا من إبقاء أيديهم في الماء المثلّج لفترة أطول من أولئك الذين لم يكونوا يضحكون، وقد استمرت قدرتهم على تحمّل المياه المثلجّة بعد 20 دقيقة من توقفهم عن الضّحك.[٢]
تأثير الضحك على الدّماغ
تفيد دراسة أُجريت للتعرّف على تأثير الضّحك على الإنسان، أنّ الضّحك الصّادق النابع من القلب ينشّطّ الأجزاء الآتية من الدّماغ:[٦]
- المهاد الجانبي (بالإنجليزيّة: Lateral hypothalamus): وهو الجزء الذي يقوم بتعزيز سلوكي اليقظة والتّغذية، والحد من الإحساس بالألم، ووظائف الجهاز الهضمي، وضغط الدّم.
- الوصاد الجداري (بالإنجليزيّة: parietal operculum): وهو الجزء المسؤول جزئياََ عن الإحساس باللمس، والحرارة.
- اللوزة الدّماغيّة، أو اللوزة العصبيّة (بالإنجليزيّة: Amygdala): وهو جزء من الدّماغ له دور في ردود الفعل العاطفيّة، ومعالجة الذّكريات، واتخاذ القرارات.
- المخيخ الأيمن (بالإنجليزيّة: Right cerebellum): وهو الجزء المسؤول عن اللغة، والانتباه البصري.
المراجع
- ^ أ ب Elizabeth Scott, (1-4-2018), "The Health Benefits of Laughter Share Flip Email"، www.verywellmind.com, Retrieved 1-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Therese Borchard, "Good-for-You Guffaws: 5 Health Benefits of Laughter"، www.everydayhealth.com, Retrieved 1-11-2018. Edited.
- ↑ Patrick Skerrett (29-10-2015), "Laugh and be thankful—it’s good for the heart"، www.health.harvard.edu, Retrieved 2-11-1018. Edited.
- ^ أ ب ت " Ways That Laughter Can Give You a Healthier Heart", health.clevelandclinic.org,15-8-2016، Retrieved 2-11-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج R. Griffin, "Give Your Body a Boost -- With Laughter"، /www.webmd.com, Retrieved 1-11-2018. Edited.
- ↑ Tim Newman (18-1-2017), "Ancient and healthy: The science of laughter"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1-11-2018. Edited.