الصيام
الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، بعد شهادة أنّ لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والمذكور في الحديث الشريف في أركان الإسلام هو صوم شهر رمضان المبارك، فقد خص الله تعالى الصيام له نفسه يأجُر عليه العبد كيفما يشاء، فالصيام هو الإمتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.
فالرسول صلى الله عليه وسلم أجاز الصيام في بعض الأيام غير أيام شهر رمضان المبارك، وذلك من أجل نيل المزيد من الأجر والثواب ومنها ما كان لحكمة معينة، وكان صلى الله عيه وسلم يكثر من صيام التطوع لله عز وجل كأيام الإثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر وستة أيام من شوال، ونحن نتبع سنته صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله وأقواله، ومن هذه السنن الطيبة التي أمرنا بها هو صيام يوم عاشوراء، فما هو يوم عاشوراء؟ ومالحكمة من صيام هذا اليوم؟
ما هو يوم عاشوراء
هو اليوم العاشر من شهر محرم القمري، وفيه نجى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون الحاكم الطاغية الذي كان يريد قتل سيدنا موسى عليه السلام.
حكم صيام يوم عاشوراء
فحكم صيام عاشوراء مندوب، كما روى معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صام ومن شاء فليفطر. متفق عليه، وقد وردتنا الاحاديث الكثيرة التي توضع عظمة صيام هذا اليوم، فقد كان الرسول يخصع بالأجر العظيم على باقي أيام السنة ما عدا أيام شهر رمضان المبارك، فصيام هذا اليوم على الأغلب يكفر ذنوب السنة التي قبله وهي الذنوب الصغيرة. وكان هذا اليوم يفرض فيه الصوم في الجاهلية وعندما قدِم الإسلام، ولكن بعد ان فرض الصيام في شهر رمضان أصبح صيام هذا اليوم من النوافل وليس من الفرائض، فمن شاء صامه ومن شاء أفطره.
الحكمة من صيام يوم عاشوراء
عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، وكان سيدنا موسى عليه السلام يصومه، لذلك فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم صيامه لأن اليهود كانوا يصومونه تعظيماً لسيدنا موسى عليه السلام، فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم أننا المسلمون أحق بتعظيم رسول الله موسى عليه السلام من اليهود، فأحب صيامه، روى ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه. متفق عليه
وكان قد امر الرسول بمخافة أهل الكتاب في صيام يوم قبله او يوم بعده، ولكنه صلى الله عليه وسلم توفي رحمه الله قبل أن يستطيع ان ينفذ هذا الأمرن ولكننا نحن المسلمون نتبع سنته صلى الله عليه وسلم فعلينا صيام التاسع والعاشر من محرم.