مدينة بغداد القديمة

كتابة - آخر تحديث: ١١:٢٥ ، ٣ نوفمبر ٢٠١٦
مدينة بغداد القديمة

مدينة بغداد القديمة

تُعتبر العاصمة العراقيّة بغداد من أعظم مدن التاريخ وأكبرها، فهي مدينة السّحر وحكايات ألف ليلة وليلة، ويعود بناؤها لألف ومئتين وأربع وخمسين سنة مضت، لها عدّة تسميات منها دار السلام، ومدينة المنصور، والمدينة المدورة، والزوراء، بنيت على يد الخليفة العبّاسي أبي جعفر المنصور، وكلّفه بناؤها مبالغ طائلة، في حين جعل لها أربعة أبواب وهي: باب خراسان، وباب الشّام، وباب الكوفة، وباب البصرة، إلا أنّ عصر مدينة بغداد الذّهبي كان في أيّام الخليفة هارون الرّشيد، حيث كانت تُلقّب بعاصمة العالم القديم، كونها قبلةً لطلّاب العلم والمعرفة.


الموقع والمساحة

تقع مدينة بغداد القديمة في وسط العراق، في الجّهة الشّمالية لبابل القديمة، وفي الجّهة الشّمالية الغربيّة لمدينة المدائن والتي كانت تُعرف "بقطيسفون" الإغريقيّة الواقعة على ضفتيّ نهر دجلة.

تبلغ مساحة المدينة حوالي مئتين وأربعة ملايين ومئتي ألف متر مربع، وترتفع عن مستوى سطح البحر مسافة تُقدّر بحوالي أربعة وثلاثين متراً فقط.


بغداد القديمة في زمن الرشيد

اهتم هارون الرشيد بمدينة بغداد بشكلٍ كبير، حيثُ أسّس فيها بيت الحكمة الذي كان يزخر بمختلف أنواع المؤلّفات وأمّهات الكتب التي حرص على جلبها من كافة البلدان، والتي تعود للعديد من الثّقافات حيث كانت تُعقد في بعض غرف هذا البيت المحاضرات العلميّة منها والثّقافية، ويحتوي هذا البيت على غرفٍ أُخرى كانت معدّة لأعمال التّرجمة والنّسخ والتجليد، وأهم ما تمّ ترجمته إلى اللّغة العربيّة كان كتاب الأصول في الهندسة والعدد لإقليدس، والّذي يُعتبر مِن أشهر كتب البحث العلمي على الإطلاق، إضافةً إلى هذا فقد أنشأ الرشيد أوّل مصنع للورق البغدادي الفاخر، والذي كان يحتلّ شهرة واسعة، كما بنى القصور الفارهة والمساجد، واستعمل القناديل في إنارة شوارع المدينة ليلاً. وقد تمّ تدمير المدينة لأكثر من مرة كلياً على يد قادة المغول هولاكو، وجنكيز خان، وتيمورلنك.


أهمّ معالم المدينة الأثريّة

  • المساجد: فهي تزخر بآلاف المساجد والحسينيّات ذات التصميم الفني الفارسي، كجامع الخلفاء، وجامع مرجان، وحسين باشا، والمساجد التي تحتوي على مراقد، كالحضرة الكاظميّة، ومسجد الإمام الأعظم الذي يحوي مرقد الإمام أبي حنيفة النّعمان.
  • المدرسة المستنصريّة: الّتي بناها المستنصر بالله، وقد كانت تُعتبر من أهم منابع العلم في بغداد في ذلك الوقت، وكانت تتوسطّها نافورة تشتهر بساعتها المثيرة للدّهشة، كونها تحدد مواقيت الصّلاة.
بالإضافة إلى العديد من المتاحف التي تحفل بالمقتنيات واللقى الأثرية، ومنها المتحف البغدادي لتماثيل الشمع الذي يؤرشف تراث المدينة وعاداتها وتقاليدها.
904 مشاهدة