علي بن أبي طالب
يعتبر علي رضي الله عنه من كبار الصحابة ومن أكثرهم قرباً إلى نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، فهو أول من آمن به من الصبيان، كما أنّه زوج ابنته فاطمة رضي الله عنها، ووالد سيديّ شباب أهل الجنة الحسين والحسين رضي الله عنهما سبطي النبي الكريم وذريته الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا .
أبرز صفات علي رضي الله عنه
اتصف رضي الله عنه بكثيرٍ من الصفات والأخلاق الحسنة، وكانت له فضائل كثيرة حتّى قيل أنّه ما وردت عن أحدٍ من الصحابة فضائل كما وردت عن علي رضي الله عنه، فقد حفلت كتب السير والمغازي ببطولاته وإنجازاته التي قلّ نظيرها، ومن أبرز صفاته:
- الشجاعة والبطولة: فقد اشتهر عن علي رضي الله عنه أنّه كان شجاعاً شجاعةً فائقة النظير، وقد روت عنه كتب السير والمغازي كثيراً من المواقف التي دلت على ذلك، ومنها منازلته لأعداء الإسلام في أكثر من موقعةٍ وهزيمتهم، ففي خيبر نازل رضي الله عنه مرحب اليهودي وقتله، وفي غزوة الخندق نازل عمرو بن عبد ود المشهور بالقوة والشجاعة في قريش فأرداه قتيلاً، وكذلك كان له صولاتٌ وجولات في بدرٍ الكبرى وغيرها من المشاهد .
- التضحية بالنفس: فقد كان رضي الله عنه مثالً في التضحية بالنفس من أجل الدين والغاية النبيلة، ومن الأمثلة على هذا الخلق الكريم يوم نام في فراش النبي عليه الصلاة والسلام حينما أراد الكفار قتله مفتدياً رسول الله بنفسه.
- الزهد في متاع الدنيا: فقد كان رضي الله عنه زاهداً ورعاً لا يتطلع إلى متاع الدنيا وزينتها الزائلة، ولا يغره ذلك كله، وقد كان مقرّ خلافته في الكوفة متواضعاً بسيطاً بخلاف ما جرت عليه الأمور من بعده، حيث بدأ الخلفاء باتخاذ القصور الفارهة والحجّاب والحرس.
- حسن التوكل على الله: فقد كان رضي الله عنه مثالاً في التوكل على الله في أموره كلها، حتّى أنّه وعلى الرغم من المخاطر الكثيرة التي كانت تحدق به من قبل أعداء الدين إلّا أنّه لم يتخذ حاجباً أو حارساً، وقد تربص به عبد الرحمن بن ملجم الخارجي لعنه الله وهو ذاهب إلى صلاة الفجر وقتله غيلةً وغدراً ولم يكن ثمة حرسٌ حوله حينئذ.
- الكرم وسخاء النفس: فقد كان يحب البذل والإنفاق في سبيل الله، وقد روي أنّه تصدق يوماً في سبيل الله وهو راكعٌ يصلي، فنزلت فيه قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: 55].