تعرّض الأطفال للاعتداء
يواجه معظم الآباء مشكلة تعرُّض طفلهم للضرب من أقرانهم، ومن غير المقبول أن يطلب الأب من طفله أن يردّ على الضرب بالضرب والعنف، وذلك لأنّه يجب ألّا يُعلّم الطفل منطق الغاب وأنّ الغلبة للقوي، بل على الآباء تعويد أبنائهم على العفو عند المقدرة، لكن بدون أن يصبح الطفل لقمة سهلة أو سائغة لأقرانه، وأوّل ما يمكن التفكير به من جهة الآباء في هذا الخصوص، أن يعلّموا أبناءهم الثقة بالنفس وأن يكوّنوا عن أنفسهم أفكاراً إيجابيّة، فالطفل الذي يشعر بالنّقص وقلة الثقة بالنفس، قلّما يستطيع ردّ الإساءة والدّفاع عن نفسه، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ لا يكون الطفل متعالياً ومتكبّراً، أو أن يتعامل مع أصدقائه باحتقار.
كيفيّة تعليم الابن الدّفاع عن نفسه
يرجع العامل الأوّل في تنمية قدرات الطفل وبناء شخصيّته إلى الأسرة والتربية، فيجب أن يكون الجوّ العامّ في البيت جواً مليئاً بالحوار والهدوء والمناقشة والقدرة على إبداء الرأي فيه، كما يجب على الآباء أن يشجّعوا أبناءهم على تكوين صداقات، والانفتاح على العالم الخارجيّ، وذلك لأنّ الطفل الذي يتأخّر في الالتحاق بالأقران لا يتمكّن من التّفاهم معهم، كما يمكن أن يتعرّض للرضوخ لهم، والسيطرة عليه، لأنّهم أقدم منه في هذا المجال.
نصائح للأمّهات
- لا توبّخي الطفل إذا تعرّض للضرب من أحد من أصدقائه، ولا تصرخي عليه أو تعنّفيه، بل افهمي منه ما حصل وأشعريه بالأمان، وأنك إلى جانبه، ولن تتركيه وأنك ستقدّمين له المساعدة، وأعطيه الشعور بأنّك واثقة منه، وأنّه قادر على حلّ مشاكله بنفسه بطريقة مناسبة، لكن لا تدللي الطفل أبداً.
- لا مانع من تعليم الطفل بعض ألعاب الدّفاع عن النفس مثل الكارتيه والتيكواندو، فهذا من شأنه أن يزيد من ثقته بنفسه، ويقوّي شخصيته ويجعل الآخرين ينظرون إليه بمظهر القوي.
- شجّعيه أن يخبرك بكلّ ما يحصل معه حتى لو كان هو الطرف الأضعف، لأنّه إن أخفى الاعتداء الذي يتعرّض له سيزيد الأمر سوءاً وسيصبح من الصعب لاحقاً حلّ الموضوع.
- حاولي أن يبقى في الأماكن المفتوحة والمكشوفة، هذا سيكون أكثر أماناً له.
- علّمي الطفل أن يحلّ مشاكله الصغيرة لوحده، وذلك حتى يتعلّم فن التعامل مع الآخرين، والتفاوض وردّ العدوان، لكن في المشاكل الكبيرة والعدوان المؤذي لا بدّ من تدخّل الكبار لحلّ المشاكل.
- لا تعلّمي الطفل أن يرد الضرب بالضّرب، لأنّه سيصبح عدوانيّاً، وفي هذه الحالة لن تتمكّني أنت من السيطرة عليه، لأنّه لم يعد يحترم أيّ قانون أو نظام، وقد ينعكس هذا عليه في تعامله معك أو مع إخوته في المنزل.