محتويات
المُستَجِدّات الفقهيّة في الصيام
تُوجد العديد من القضايا الفقهيّة المُعاصرة التي ظهرت نتيجةً للتطوُّر العلميّ الحاصل في الوقت الحاضر، وتُسمّى هذه القضايا بالمُستجدّات؛ وهي المسائل التي ليس لها حُكم مُفصَّل في الكُتب الفقهيّة القديمة،[١] ومن هذه المسائل صَبغ الشَّعر أثناء الصيام، وفي المقال الآتي بيان حُكم صَبغ الشَّعر أثناء الصيام، وفي غيره من الأوقات.
حُكم صَبغ الشَّعر أثناء الصيام
اتّفق العُلماء على أنّ صَبغ الشَّعر أثناء الصيام ليس من المُفطِّرات،[٢] واستدلّوا بأنّ الصَّبغ ليس من الأكل ولا من الشرب الذي يُفطّر الصائم، ولا يدخل في معناهما أصلاً،[٣] فيجوز للمرأة صَبغ شَعرها في أيّ وقتٍ من الأوقات خلال نهار رمضان.[٤]
حُكم صَبغ الشَّعر في غير الصيام
فرّق الفُقهاء في حُكمهم في ما يتعلَّق بصَبغ الشَّعر؛ بين الصَّبغ بالسواد، وغيره، وبيان ذلك فيما يأتي:
- الصبغ بغير السواد: ذهب الفُقهاء إلى استحباب صَبغ الشَّعر والشَّيب وتغيير لونه بالحنّاء؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أحسنَ ما غيَّرتُم به الشيبَ الحناءُ والكتمُ)،[٥] كما ورد عن أبي بكر الصدِّيق، وعمر بن الخطّاب -رضي الله عنهما- أنّهما اختضبا بالحنّاء، ويجوز استعمال أيّ نوع من أنواع الصَّبغ وليس فقط ما ذُكِر في الحديث،[٦] وجاء عن لجنة الفتوى الدائمة جواز صَبغ الشَّعر بغير السواد، واستعمال موادّ تنعيم الشَّعر، بشرط عدم وجود ضرر قد ينتج بسبب استعمالها، وصناعتها من موادّ طاهرة غير نَجِسة.[٧]
- الصَّبغ بالسواد: اختلف الفُقهاء في حُكم صَبغ الشَّعر بالسواد، على عدّة أقوال:[٨]
- القول الأول: ذهب الجمهور من المالكية، والحنابلة، والحنفية باستثناء أبي يوسف إلى التفريق بين حالة الحرب وعَدمها؛ فرأوا كراهة صَبغ الشَّعر بالسواد في غير الحرب، أمّا في حالة الحرب فيجوز الصَّبغ بالإجماع، وهو من الأُمور المُستحَبّة في الحرب؛ فقد أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أبا قُحافة لَمّا رآه عام الفتح وعلى رأسه الشَّيب أن يُغيّر ذلك الشيب.
- القول الثاني: يرى الشافعيّة حُرمة صَبغ الشَّعر بالسواد لغير المُجاهد، واستدلّوا بحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يَكونُ قومٌ يخضِبونَ في آخرِ الزَّمانِ بالسَّوادِ كحواصلِ الحمامِ لا يَريحونَ رائحةَ الجنَّةِ)،[٩] والأمر عندهم في التحريم على حدٍّ سواء للرجل، والمرأة، أمّا أبو يوسف من الحنفيّة فيرى الجواز ولو في غير الحرب.
- القول الثالث: ذهب أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني إلى جواز صَبغ الشَّعر بالسواد في غير الحرب دون كراهة؛ فقد رُوي عن أبي يوسف قوله: "كما يعجبني أن تتزيّن لي، يعجبها أن أتزيَّن لها"، كما قال: "والأصح أنه لا بأس به في الحرب وغيره"، وأجاز الصَّبغ بالسواد في غير الحرب بعض التابعين، ومنهم: ابن سيرين، وأبو سلمة، وإبراهيم النخعي، ونافع بن جُبير، وغيرهم، وقد نُسِبَ هذا الرأي إلى بعض الصحابة كذلك.[١٠][١١]
المراجع
- ↑ جابر عيد جمعان العازمي (2006)، أحكام المُستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ "حكم صبغ الشعر في رمضان "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "استعمال صبغة الشعر لا يؤثر في الصيام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ نوح علي سلمان، "ما حكم صبغ الشعر في رمضان بالنسبة للمرأة؟"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 5097، صحيح.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 279-280، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ "حكم صبغ الشعر باللون الأحمر والأصفر"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.
- ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 280-281، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيتمي المكي، في الزواجر، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1/158 ، صحيح.
- ↑ "هل هناك إجماع على حرمة صبغ الشعر بالسواد؟"، www.islamqa.info، 21-11-2018، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صالح الأسمري، "حكم صبغ الشعر بالسواد"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-5-2020. بتصرّف.