أين قبر النبي يوسف

كتابة - آخر تحديث: ٤:٤٧ ، ٧ سبتمبر ٢٠١٥
أين قبر النبي يوسف

يوسف عليه السلام

بدأت قصة سيّدنا يوسف عليه السلام بحلم رواه لأبيه النبي يعقوب وهو في حداثة عمره،" يا أبتِ إنّي رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين".


كان عليه السلام مثالاً للعفة، والطهارة، والحكمة، والحنكة السياسية والدينية، إنّه النبي الذي أعطاه الله نصف جمال الأرض. ماتت أمه راحيل وهو في سن الرابعة من عمره عندما وضعت أخاه بينامين، وكان له عشرة أخوة من أبيه كلهم أكبر منه سناً، ولقد أضمروا له العداء لمحبة أبيهم النبي يعقوب ليوسف دونهم، وهذا أثار بقلوبهم نار الغيرة، والحسد، والكره البغيض، فأجمعوا على التخلّص من يوسف وقتله ليصفو لهم قلب أبيهم، وكي يأخذوا الصدارة في قلبه.


قصّة يوسف عليه السلام مع أخوته

في يومٍ من الأيام اجتمع الأخوة عند أبيهم يعقوب يريدون اصطحاب يوسف إلى اللعب، فرفض النبي يعقوب لأنه يعلم ما يكنّه أبناؤه لأخوهم الصغير، ومع إلحاحهم المستمر وافق على إرساله معهم بعد أن أخذ منهم ميثاقاً غليظاً بأن يحفظوه، ويعودوا به سالماً.


في أرض الرعي ضربوه حتى أثخنوه بالجراح، وهمّو بقتله لولا أنّ واحداً منهم ويدعى لاوي أقنعهم بأن يلقوه في البئر حياً، فتأخذه القوافل التي تمر ويقصوه بعيداً عن أراضيهم، ألقوه في بئر مالحة لا أحد يقصدها للشرب، ليموت جوعاً وعطشاً، لكن الله يسّر له قافلة أخرجته من البئر، وحملته القافلة معها الى مصر تاركاً بلاد كنعان.


وصلت القافلة الى مصر، ووضعت يوسف في سوق العبيد لبيعه، فاشتراه عزيز مصر وذهب به إلى قصره، فربّاه واعتنى به، واتّخذه كولد له بسبب رجاحة عقله، وأدبه، وحكمته، وعلومه، لقد كان يوسف الطفل عالماً بكل هذا، ويعلم أنّه يمتحن من الله ليختبر صبره وجلدته على تجربة الله له.


قصة يوسف مع امرأة العزيز

رفض يوسف أن ينحني لآلهة مصر المتعددة، وكان دائم التعبّد والصلة مع الله، وبقيت حاله هكذا حتى كبر يوسف في كنف عزيز مصر، وصار شاباً جميلاً جذاباً، حتى ألقي حبه في قلب زوج عزيز مصر فراودته عن نفسه، وغلقت عليه سبعة أبواب، لكن الله أنجاه منها بعد أن استعصم وقصد الباب راكضاً للخروج، وتبعته هي وقد مزقت قميصه بعد أن هرب منها، ولما فتح يوسف الباب وجد العزيز خلفه، فاتّهمت زوجة العزيز يوسف بالخيانة وحدّثت زوجها بسجنه، فقبل يوسف السجن حتى لا يقع في المعصية.


سُجن يوسف لعشر سنوات، وأخرجه من سجنه حلم لفرعون مصر؛ حيث لم يستطع كهنة المعابد أن يفسروه، وفسره يوسف بما آتاه الله من علم التأويل وتفسير الأحلام، فأعجب به فرعون مصر، واتّخذه مستشاراً له، ومن ثم عينه على خزائن مصر، ومن ثم صار عزيز مصر، وهو من خلص أهل مصر والدول التي حولها من خطر القحط بحنكته، وحكمته، وتوفيق الله له، وجاء أخوته إليه فأخبرهم بنفسه وطلب منهم أن يحضروا أبيه النبي يعقوب إليه، وجاء بنو إسرائيل من كنعان وسكنوا مصر، وتحقّق حلم يوسف بأن سجد له أباه، وخالته زوجة أبيه، وأخوته الأحد عشر أمامه.


قبر النبي يوسف

توفّي النبي يوسف عن عمر مائة وعشر سنين في مصر، ونقلت جثته بناءً على طلبه الى أرض كنعان في فلسطين؛ حيث قومه بنو إسرائيل، ودفن حسب الروايات التي لا نعلم صحّتها في مغارة تُسمّى شخيم؛ وهي من اشتراها أباه النبي يعقوب لتكون قبراً له ولعائلته عليهم السلام جميعاً.

719 مشاهدة