محتويات
المسجد
تعتبر المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى على الأرض، لذلك جاءت الشّريعة الإسلاميّة لتولي المساجد اهتماماً خاصًّا، كما ندب النّبي صلّى الله عليه وسلّم المسلمين إلى بناء بيوت لله بقوله من بنى لله بيتاً في الأرض بنى الله تعالى له بيتاً في الجنّة، وقد كان أوّل عمل يفعله النّبي الكريم بعد الهجرة النّبويّة المشرّفة أن يبني المسجد حتّى يصلّي فيه النّاس، وهذا يدلّ على أهميّة المساجد في الإسلام وأهميّة الدور الذي تقوم به، يؤمَّر المسلم باحترام المساجد باعتبارها مكان عبادة فلا يرفث فيها ولا يفسق ولا يرفع صوته ولا ينشغل فيها باللهو، وينبغي على المسلمين تجنيب مساجدهم مجانينهم وصغارهم ممن لا يعقلون أو لم يبلغوا الدّرجة التي يعقلون بها حتّى يبقى للمسجد احترامه وهيبته، كما نهى الإسلام عن المبالغة في زخرفة المساجد وتزينها، وإنّ أهميّة المساجد في الإسلام لا تقتصر على كونها أماكن عبادة وصلاة وإنّما تتعدّد وظائف المسجد في الإسلام ونذكر منها:
أهمية المسجد في الإسلام
مكان للذكر
المساجد كأماكن للذّكر والتّعليم الشّرعي، فقد كان دأب الصّالحين والعلماء أن يجتمعوا في المساجد من أجل الذّكر وتلاوة القرآن وتدارس العلم الشّرعي، وإنّ اختيار المساجد من أجل إعطاء دروس الشّريعة نابع من كونها بيوت الله تعالى التي تحفّها الملائكة بأجنحتها وحيث تتنزّل فيها السّكينة من ربّ العالمين.
مكان للتكافل بين المسلمين
وقد كان فقراء المسلمين أيّام النّبي عليه الصّلاة والسّلام يبيتون في مسجد رسول الله وكانوا يسمّون بأهل الصّفة، وهذا يعبّر عن الوظيفة الإجتماعيّة للمسجد في الإسلام وأنه مكان للتّكافل بين المسلمين والتّراحم من خلال جمع الزكاة والصّدقات وتنظيم توزيعها على الفقراء والمساكين .
مكان للتعبد
أكّد الإسلام على معنى عمارة المساجد بالذّكر وإقامة الصّلوات وتلاوة القرآن، كما أكد على دور المساجد في حياة المسلمين، واعتبر الإسلام منع المساجد من أداء دورها هو نوع من التّخريب لها، قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) [البقرة: 114]
مكان يُنزل الرحمات
المسجد موضع تنزل به الرحمات، واستجابة للدعوات، ومنسكاً للأعمال الصالحة لقول الله تبارك وتعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39]، لذلك أثنى الله تعالى على الذين يعمرون المسجد بالطاعات وبشرهم بالثواب العظيم قال تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور:36-38].