محتويات
المسجد الأقصى
يعدّ المسجد الأقصى ثاني مسجد بُني على الأرض، وقد عاش حوله معظم الأنبياء والمرسلين عليهم السّلام؛ منهم: إبراهيم وسليمان وزكريّا وعيسى وداوود والسّيدة مريم العذراء، وأُسري بالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- إليه، والمسجد الأقصى هو كلّ ما دار حوله السور، ويقع في أقصى الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة لمدينة القدس القديمة، ويشمل قبة الصّخرة والجامع القبليّ وعدداً كبيراً من المعالم التي يقارب عددها 200 مَعْلم من القِباب والأقواس والمدارس والسّاحات والمتاحف وغير ذلك من المعالم.[١]
وذكر العلماء أنّ من بنى المسجد الأقصى هم الملائكة أو آدم عليه السّلام، ورجّح بعضهم أنّه آدم عليه السّلام، وقالوا أنّه تمّ بناء المسجد الأقصى بعد أن بُني المسجد الحرام بأربعين عاماً، ويدلّ على ذلك حديث الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه أبو ذر الغفاريّ -رضي الله عنه- حيث قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرضِ أوَّلُ؟ قال: المسجدُ الحرامُ، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى، قلتُ: كم بينهما؟ قال أربعون سنةً، وأينما أدركَتْك الصلاةُ فصَلِّ فهو مسجدٌ)،[٢] وجرت على المسجد الأقصى عدّة عمليات لإعادة تعميره، وكان أوّل مَن قام بعملية تعمير له النبيّ إبراهيم عليه السّلام، ثمّ أبناءه إسحاق ويعقوب عليهما السّلام، ثمّ تمّ تجديده على يد النبيّ سليمان عليه السّلام؛ حيث قام بإعادة ترميم المسجد الأقصى في حدود العام الألف قبل الميلاد، ثمّ جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما فتح المسلمون المسجد الأقصى؛ فبنى الجامع القبليّ وجعله نوّاة المسجد الأقصى، ثمّ جاءت الخلافة الأمويّة التي قامت ببناء قبة الصّخرة المشّرفة.[١]
أهميّة المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين
إنّ للمسجد الأقصى في الإسلام أفضالٌ عظيمةٌ، وله في نفوس المسلمين منزلةً رفيعةً ومكانةً عظيمةً؛ حيث أشارت آيات القرآن الكريم وأحاديث السّنة النبويّة الشّريفة إلى عدّة ميّزات للمسجد الأقصى في الشّريعة الإسلاميّة، وبيان ذلك فيما يأتي:[٣]
- يعدّ المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى؛ حيث استمرّ المسلمون بالصّلاة نحو المسجد الأقصى قبل أن يأمر الله -تعالى- بتحويل القبلة إلى الكعّبة المشّرفة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .
- المسجد الأقصى ثاني مسجد وُضع على الأرض بعد الكعّبة المشرّفة في مكّة المكرّمة.
- أخبر الله -عزّ وجلّ- أنّ المسجد الأقصى مبارك، وأنّ ما حوله أيضاً مبارك ببركته.
- أُسري بالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الأقصى، وكان ذلك في رحلة الإسراء والمعراج حيث أُسري بالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
- بشّر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بفتح المسجد الأقصى.
- يعدّ المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي تشدّ الرّحال إليها؛ وأجمع علماء الشّريعة الإسلاميّة على اسّتحباب زيارته والصّلاة فيه، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحَرامِ، ومسجدِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومسجدِ الأقصى).[٤]
- أجر الصّلاة في المسجد الأقصى مُضاعف كما أخبر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
- أخبر الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ نبي الله سليمان -عليه السّلام- سأل الله بعد أن انتهى من بناء المسجد الأقصى فقال: (إنَّ سليمانَ بنَ داودَ لمَّا بنى بيتَ المقدسِ سألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- خلالاً ثلاثةً سألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- حُكماً يصادِفُ حُكمَهُ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- حينَ فرغَ من بناءِ المسجدِ أن لا يأتيَهُ أحدٌ لا ينهزُهُ إلَّا الصَّلاةُ فيهِ أن يخرجَهُ من خطيئتِهِ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ).[٥]
- يعدّ المسجد الأقصى أرض المحشر والمنّشر كما أخبر بذلك الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
واجب المسلمين تجاه المسجد الأقصى
إنّ للمسجد الأقصى أهميّة كبيرة في الإسلام، وبيّن العلماء واجب المسلمين تجاه المسجد الأقصى، ومنها:[٦][٧]
- تذكير النّاس بالمسجد الأقصى وبفضله ومكانته في الإسلام؛ ليسعوا ويجاهدوا في الحفاظ عليه وفي حمايته والدّفاع عنه.
- العمل على تكثيف وتوحيد الجهود من أجل حماية المسجد الأقصى وتحريره والذَوْد عن مقدّسات المسلمين.
- السعيّ الجاد والدؤوب في نصرة المسجد الأقصى ونصرة أهله والمرابطين بجميع الوسائل والأساليب الممكنة.
- الحرص على زيارة المسجد الأقصى والصّلاة فيه لِمن أمكنهم ذلك.
- الدّفاع عن المسجد الأقصى بالمال؛ بحيث يبذل المسّلم ماله في أبواب وطُرق تحرير المسجد الأقصى والدّفاع عنه.
- تكثيف الدّعاء والتضرّع لله -تعالى- بأن يحمي هذا المسجد المبارك ويردّه لأيدي المسلمين.
- الدّفاع عن المسجد الأقصى بالقلم واللسان، أي بالكتابة والدّفاع بالأقوال.
سبب تسمية المسجد الأقصى
سُمّي المسجد الأقصى بهذا الاسم لبُعد مسافته عن المسجد الحرام في مكّة المكّرمة، فهو قَصيّ عنه؛ أي بعيد، وهذا الاسم ذُكر في مطلع سورة الإسراء، حيث قال الله عزّ وجلّ: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ)،[٨] ومن أسمائه أيضاً: بيت المقّدس الذي يعني في اللغة البيت المطهّر أو المنزّه، وقد ذكره الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه حين قال: (لما كذبتنِي قريشٌ، قمتُ في الحجرِ فجلّا الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقتُ أُخبرهُم عن آياتهِ وأنا أنظرُ إليهِ)،[٩] ومن أسمائه كذلك الأرض المباركة؛ لِما ورد في أوّل آية من سورة الإسراء من أنّ الله -تعالى- بارك حول المسجد الأقصى.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت "المسجد الأقصى"، www.islamstory.com، 2014-2-18، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاريّ، الصفحة أو الرقم: 520، صحيح.
- ↑ "فضائل المسجد الأقصى"، ar.islamway.net، 2014-10-29، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 692، صحيح.
- ↑ محمد أبو صعيليك (2007-3-5)، "واجب الأمة نحو الأقصى "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10. بتصرّف.
- ↑ أ.د سلمان بن نصر الداية (2017-7-18)، "واجب المسلم تجاه المسجد الأقصى"، www.aqsaonline.org، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-10.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 1.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 170، صحيح.