محتويات
القدس
القدس وتلقب بزهرة المدائن وهي أرض الأديان السّماوية التي تحتضن المسجد الأقصى المبارك الذي يعتبر أولى القبلتين، وأرض الإسراء والمعراج، وثالث الحرمين الشّريفين، وعند ذكر مدينة القدس يشعر المسلم بالانتماء لعظمة هذا المكان الذي شرفه محمد صلّى الله عليه وسلّم وعدا عن ذلك وجود الصّخرة المشرفة التي عرج منها النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى السّماوات العُلى، وما زالت تلك الصّخرة شاهدة على حادثة المعراج ويتذكرها المسلمين في كل عام هجري من شهر رجب.
تاريخ بناء قبة الصّخرة
نقصد بقبة صّخرة ذلك البناء الذي يغطيه قبة ذهبية اللون، وتمّ تسميتها بقبة الصّخرة نسبة إلى الصّخرة التي تحتضنها والتي عرج منها النّبي عليه الصّلاة والسّلام، حيث يرجع تاريخ بناء هذه القبة في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان عام 66 هجرياً واستمر بناؤها لمدّة سبع سنوات أي تمّ الانتهاء من بنائها في عام 72هجرياً، ولكن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما فتح القدس بنى بناءً خشبياً حول الصّخرة المشرفة، وتطوّر البناء والزّخرفة في عهد الخلافة الأموية؛ لأنّ الشّام كانت عاصمتهم والقدس قريبة جداً منها.
شكل قبة الصّخرة
بداية قبة الصخرة هي مصلّى تؤدّى فيه الصّلاة كحال أي مسجد أقيم لذكر الله به، وهذا المصلى عبارة عن بناء ثُمَانيّ الشّكل والأضلاع ، وله أربعة أبواب ويوجد به ثمانية أعمدة تحيط بدائرة التي تحتضن بها الصّخرة المشرفة، ونذكر أنّ الصخرة ترتفع عن الأرض حوالي المتر ونصف المتر، وحجمها يتراوح ما بين الثّلاثة عشرة وثمانية عشرة متر، ويعلوها القبة الدّائرية التي يصل محيط قطرها عشرون متراً، وارتفاعها خمسة وثلاثون متراً، وكما ذكرنا هي مطلية بالذّهب من الخارج وينتصب فوقها هلال ارتفاعه خمسة أمتار.
مكانة الصّخرة المشرفة في الأديان السّماوية
نذكر أنّ الصّخرة المشرفة هي موطئ المعراج الشّريف في الإسلام، وأمّا عند اليهود ومن منطلق أنّ الصّخرة يوجد تحتها كهف ينتهي بمحراب قديم يستطيع الشّخص النّزول إليه باستخدم إحدى عشرة درجة قديمة، ويُطلق على المحراب مصلى الأنبياء وهيكل سليمان المزعوم عند اليهود وما زال اليهود ينقّبون ويبحثون عن هيكلهم حسب ما ذكر في كتبهم الدّينية المحرّفة، وعند المسيحيّة يُطلق عليه معبد الرّب والمكان الذي حصلت به معجزة مريم عليها السّلام حسب ما ذكر لديهم في كتبهم المقدسة.
الفرق ما بين قبة الصّخرة والمسجد الأقصى
لا يدرك البعض منّا الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصّخرة حيث يطلق البعض على البناء الذي يعلوه القبة الذّهبية المسجد الأقصى، ونوضح أنّ المسجد الأقصى هو بيت من بيوت الله وأولى القبلتين، ويغطّي المسجد قبّة فضيّة اللون وصغيرة الحجم مقارنة مع مصلى قبة الصّخرة وساحة المسجد كبيرة، وأمّا الصّخرة المشرفة هي مقام مقدّس يقع قريباً من المسجد الأقصى وقبّتها ذهبيّة اللون كبيرة الحجم، والحرم المقدسيّ هو كلّ ما دار عليه السور وفيه يقع مسجد قبة الصخرة، والمسجد القبليّ ذو القبة الخضراء، وساحاتهما.