أعلى قمة جبل في العالم
عُرفت أعلى قمة جبل في العالم بأنّها قمّة أفرست الواقعة ضمن سلسلة جبال هيملايا الموجودة في القارة الآسيويّة، وبلغت أعداد متسلّقي هذا الجبل أكثر من أربعة عشرة ألف متسلّق، إلاَّ أنّه لم ينجح في الوصول إلى قمّة أفرست سوى أربعة آلاف متسلق فقط، في مغامرةٍ محفوفةٍ بالمخاطر والمتعة.
موقع جبل أفرست
إنّ موقع جبل أفرست هو في الحدود التي تفصل بين كلّ من دولة الصين ودولة النيبال، وتحديداً بين المنطقة المعرفة بالتبت والتي تخضع لحكمٍ ذاتيّ، حيث المقاطعة الصينيّة شيغاتسي، والمنطقة النيباليّة سجارماتا.
يبعد هذا الجبل عن مدينة كاتماندو مسافة تُقدر بمئة وستين كيلو متراً إلى الجهة الشمالية الشرقيّة منها، ويبعد عن مدينة تيمفو مسافة مئتين وستين كيلو متراً إلى الجهة الجنوبيّة منها، أمّا عن مدينة لاسا فإنّه يبعد أربعمئة وخمسين كيلو متراً، ويقع في الجهة الشماليّة من مدينة كلكتا، وأيضاً من خليج البنغال حيث يبعد عنهما مسافة تقدّر بستمئة كيلو متراً.
تسمية إفرست
تعود تسمية جبل إفرست إلى السير جورج أفرست وهو إنكليزي الأصل، حيث اكتشف عام ألف وثمانمئة وستة وخمسين ميلادي هذا الجبل، وأطلق عليه وصفاً كأعلى جبال العالم، حيث كان يعمل في مجال التخطيط في دولة الهند، وقدّر يوم ذاك ارتفاع هذا الجبل بتسعة وعشرين ألف قدم ومترين، إلاَّ أنّ المقاييس الدقيقة والحديثة اليوم قد ذكرت بأنّ ارتفاعه يبلغ تسعة وعشرين ألف قدمٍ وثمانية وعشرين.
طبيعة الجبل
تُعتبر سلسلة جبال هملايا والواقعة فيها قمةّ جبل إفرست جبالاً حديثة جيولوجيّاً، إذ تشكّل من طبقات حجريّة جيريّة، والتي حتّى أيّامنا هذه ما زالت تندفع إلى الأعلى بشكل بطيء، وذلك بفعل التحرّكات التي تطرأ في أسفل الكتلة الأرضيّة لهذه الجبال.
يُلاحظ تغطية جوانب هذه السلسلة طبقات الثلوج الكثيفة، إلاَّ أنّ قممه وأيضاً بعض حوافه نجدها خالية تماماً من هذه الطبقات الثلجيّة، ويعود ذلك لشدّة هبوب الرياح عليها، ويُذكر بأنّ ظروف هذه الجبال المناخيّة، لا تلائم أبداً أيّ حياة عليها إن كانت نباتيّة أو حيوانيّة.
تُعتبر قمّة أفرست أعلى قمّة جبليّة في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر بثمانية آلاف وثمانمئة وثمانية وأربعين متراً، ليتسابق هواة متسلقي الجبال في القرن العشرين، إلى الوصول لأعلى قمم هملايا من الناحية الشماليّة، إلاَّ أنّ معظم المحاولات باءت بالفشل، ولم ينجح أيّ من تلك المحاولات، وعلى وجه الخصوص المحاولات البريطانيّة، وليكون جورج مالوري وأيضاً أندرو إيرفين من أوّل ضحايا هذه المتعة، وذلك في عام ألف وتسعمئة وأربعة وعشرين ميلاديّ، إلاَّ أنّه وفي عام ألف وتسعمئة وخمسين، واستطاع أدموند هيلادري وأيضاً تنزينجنورجاي من الوصول إلى هذه القمّة، ولكن من الجهة الجنوبيّة الشرقيّة لتلال هملايا.