عيد الحب
يحتفل العديد من سكان العالم في الواحد والعشرين من شهر مارس بعيد الحب، فيزداد إقبال الأشخاص في هذا اليوم على شراء مختلف أنواع الهدايا والورود؛ ليقدّمونها إلى أحبّائهم تعبيراً عن حبهم وامتنانهم لهم، وقد يتساءل كثيرون عن أصل هذه المناسبة وسبب اختيار هذا التاريخ للاحتفال بها لذا فسيكون ذلك محور حديثنا في هذه المقالة.
قصة عيد الحب
نقص الجنود في الحروب
تتحدث الأسطورة أنّ قصة حدثت في القرن الثالث الميلادي، وبالتحديد في عصر الإمبراطورية الرومانية، حيث كان الإمبراطور كلوديوس الثاني هو الحاكم للامبراطورية، وكان يواجه الإمبراطورية في تلك الفترة تحدّيان هما: انتشار مرض الطاعون والجدري بين الناس، حيث تسببا في القضاء على حياة أكثر من خمسة آلاف شخص بشكل يومي، ومن ضمنهم الجنود، أمّا الخطر الآخر فقد تمثّل في تعرّض الامبراطوية لهجمات القوط، وقد كان لنقص عدد الجنود في ظل الحروب القائمة على القوط أثر بالغ في التغلب عليهم، فكان على الامبراطور إيجاد حل لنقص الجنود، ونظراً إلى الاعتقاد الذي كان سائداً آنذاك بأنّ الجنود العازبين هم أقوى وأشد تحملاً من الجنود المتزوّجين؛ فقد أمر الإمبراطور الروماني بحظر الزواج بين الجنود حتى لا ينشغلوا بأمر أُسَرِهم.
شهدت هذه الفترة أيضاً اضطرابات داخلية عقب اغتيال الإمبراطور السابق غالينيوس، فكان الحل الأمثل بالنسبة للإمبراطور الحالي ليتخلص من هذه الاضطرابات، ويضمن ولاء جميع الجهات له، بأن جعل للامبراطور الذي اغتيل إلهاً يعبد إلى جانب الآلهة الرومانية الأخرى، ومما يجدر ذكره أنّه تم إجبار المواطنين على عبادة الآلهة الرومانية، وكان يعتبر من يرفضها عدواً للدولة، وكذلك الحال مع المسيحيين الذين اضْطُهِدوا ليتركوا دينهم، وإلّا فإنّ القتل يكون مصير من يعترض على ذلك.
تزويج القديس فالنتين للجنود سراً
كان القديس فالنتين وهو محور قصة عيد الحب أحد القديسين المسيحيين، ولأنه تم تدمير واحراق الكتب المقدسة المسيحية، فإنه لم يعرف الكثير عن القديس فالنتين، فكان إمّا كاهناً في روما، أو أسقفاً في تيرني بوسط إيطاليا، وقد كرّس حياته لنشر المسيحية بين الناس وهو ما أدى بالنهاية لقتله على يد الامبراطور كلوديوس كما ذكرت المراجع التاريخية لأنه لم يقبل مناقشة الإمبراطور في الآهة الرومانية وأصر على مسيحيته والابتعاد عن الوثنية.
لم يرض القديس فالنتين بقرار الإمبراطور بمنع زواج الجنود، ولهذا فقد زوجهم سراً بعيداً عن أعين الحكومة حتى تم اكتشاف أمره، ثمّ سُجِن بعد ذلك وطلب منه التخلي عن المسيحية مقابل إطلاق سراحه، الأمر الذي لم يقبل به القديس فالنتين، وهو ما أدّى إلى الحكم عليه بالإعدام.
تتحدث إحدى الروايات التاريخية أن فالنتين قبيل إعدامه قد قدّم معجزة لإقناع الإمبراطور كلوديس بالمسيحية، حيث دعى لابنته الكفيفة بالشفاء، فشفيت من العمى، في حين تذكر روايات أخرى أنّ الابنة الكفيفة هي ابنة سجّان فالنتين، ورغم ذلك لم ينجُ فالنتينو من حكم الإعدام، وتم إعدامه في الرابع عشر من شهر فبراير لعام 269 للميلاد؛ وبعد ذلك عيّن البابا غلاسيوس هذا اليوم يوماً للقديس فالنتين عام 496 للميلاد.
في القرن الرابع عشر للميلاد بدأت قصة القديس فالنتيتو بالانتشار، وأضيف عليها الصبغة العاطفية، ولم تتعدى كونها روايات شعبية متداولة بين الناس وغير مؤرخة، حيث أضافت الرواية الشعبية قصة حب القديس لابنة الامبراطور كلوديس الثاني، أو ابنة السجّان وفقاً لروايات أخرى، وأنّه كتب لها بطاقة حب يعتقد أنها أول بطاقة حب كتبت في التاريخ.