محتويات
شهر رمضان
يعتبر شهر رمضان المبارك من أعظم الشهور في السنة، ويهدف الجميع فيه إلى الإكثار من العبادات للتقرّب إلى الله عز وجل، وهو يأتي بعد شهر شعبان ضمن الأشهر الهجرية، ويتمّ ترقّب حضوره بفارغ الصبر في جميع أنحاء العالم الإسلاميّ، فهو الشهر الذي أُنزِل فيه القرآن الكريم. صيام رمضان يعني التوقّف عن تناول الطّعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، والمُحرّمات، وعندما يأمر الله تعالى عبده بأمر أو بعبادة فيكون ذلك أمراً فرضاً على كلّ مسلم.
فوائد شهر رمضان
تتعدّد فوائد شهر رمضان بين فوائد روحانية واجتماعية وصحّية كما يأتي:[١]
فوائد روحانيّة
- التقرّب إلى الله عز وجل، وهذه من أعظم فوائد الشهر، فيحصل الصائم على عدد كبير من الحسنات التي تكون له كنوع من الإدخار للآخرة، ليدخل بها للجنة.
- الالتزام الدينيّ والابتعاد عن التلفّظ بالألفاظ البذيئة وغير الأخلاقية، فيكون الشهر بمثابة درس من الدروس التهذيبيّة للفرد.
- يبني الصيام في النفس مَلَكَة التقوى، والتي تُعدّ من أهم الأمور الذي يجب على المسلم أن يتوصّل إليها مع الصيام.
- يربّي النّفس على الصبر والتحكّم بالشّهوات والرّغبات، وضبط النفس.
- يزيد من الإقبال على الأعمال الصالحة، والذّكر، والدعاء والاستغفار، فبالابتعاد عن الشّهوات يلجأ الإنسان إلى الله تعالى ليُثبّته على طريق الصلاح.
فوائد اجتماعيّة
- زيادة الترابط الأسريّ بين أفراد العائلة الواحدة، فتكون وجبة الإفطار الجامعة بين مختلف أفراد الأسرة، فيتحدّثون مع بعضهم ويتقرّبون من بعضهم بشكل أفضل على عكس أيام السنة الباقية، كما أنّ صلات الرحم تزداد بشكل ملحوظ ممّا يزيد من المحبة والمودة بين المسلمين.
- الشعور بمعاناة الفقراء والمحتاجين، ممّا يُشجّع الغني على مساعدة أخيه الفقير، لذلك تكثر الصَّدَقات والزكاة على الأموال في الشهر الفضيل.
- يعوّد المسلم على الالتزام بجدول واحد مُحدّد واضح، فيكون الالتزام بالمواقيت الواضحة لرمضان بمثابتة تدريب للتغيير والالتزام لما بعده.
- ينشر الشعور بالعدل والمساواة، فيشعر الغني بحاجة الفقير ومعاناته، ويتساوى الجميع في نفس الروتين وتحمّل الجوع والعطش.
- يُقدّر الغني نِعَم الله عليه، ويعرف بما فضّله الله تعالى على غيره من العباد، فيشكره، ويتقرّب إليه بالخير والصّلاح.
فوائد صحّية
- تخليص الجسم من السموم التي تكون متراكمة بين أنسجته، فعند الامتناع عن تناول الطعام لعدد ساعات طويلة يؤدّي ذلك إلى ارتفاع كمية حرق الدهون وإخراجها مع البراز، أو مع البول.
- مساعدة الجهاز الهضمي على القيام بوجباته ووظائفه على أكمل وجه، فعند الصيام لعدة ساعات طويلة يسترخي ويستريح الجهاز، ليكون بعد ذلك قادر على هضم الطعام بشكل جيد.
- التخلّص من الوزن الزائد، فهو فرصة جيدة للتخلّص من ما يُقارب الخمسة كيلو غرام من أول الشهر إلى نهايته، فعدد ساعات الطعام تتقلص إلى النصف أو أكثر.
- الشعور بالراحة النفسية، فقلة الطعام لعدد ساعات معينة تقي الجسم من الاكتئاب والأمراض العصبية، فهو منظّم لكافّة أجهزة الجسم، كما أنّ قراءة القرآن، والصلوات الخمس، وصلاة التراويح لها دور كبير في ذلك.
وجوب صيام شهر رمضان
يجب الصيام على المسلم في إذا توفّرت فيه الشروط الآتية:[٢]
- الإسلام: فلا يُقبل الصيام من غير المسلمين، لأنّ الصيام بحدّ ذاته أحد الفروض الإسلامية، وعلى الفرد أن يكون مُسلماً لتُقبل هذه الفريضة منه.
- البلوغ: يجب أن يكون الشخص بالغاً، إذ لا يتوجّب الصيام على الأطفال، فالتكاليف الشرعية لا تكون إلا من يكون قادراً على تحمّل نتاج أعماله، وهو أمر لا ينطبق على غير البالغ العاقل، يقول الرسول عليه السلام في الحديث الشريف: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ عن النائمِ حتى يستيقظَ وعن الْمُبْتَلى حتى يبرأَ وفي رواية وعن المجنونِ وفي لفظ المعتوهِ حتى يعقلَ أو يُفيقَ وعن الصبيِّ حتى يَكبُرَ وفي رواية حتى يحتَلِمَ).[٣]
- تكون علامات بلوغ الطفل بإحدى الحالات الآتية أو جميعها معاً: إتمام خمس عشرة سنة من عمره، خروج المني بالاحتلام أو ما يُشبهه، ظهور شعر العانة، ويُضاف للأُنثى حضور دم الحيض الشهري.
- تمام العقل: يسقط الصيام عن كلّ من لم يكتمل عقله، كالمجنون، والمريض به، وقيل الرجل الكبير الذي أُصيب بالخَرَف.
- القدرة على الصيام: فلا يتوجّب الصيام على المريض أو العاجز عجزاً دائماً عن الصيام، كالكبير الذي هدّ جسده العمر، والمريض الذي لا شفاء من مرضه، ويجي على الأفراد في هذه الحالة التّعويض بدل الصيام؛ فيكون إمّا بإطعام مسكين واحد عن كلّ يوم إفطار من أيام رمضان.
حكم ترك الصيام ممن فُرِضَ عليهم
من أفطر متعمّداً مع استيفائه لكل شروط الصيام فقد ارتكب كبيرة من الكبائر الإسلامية، وقد ورد العقاب في حديث الرسول عليه السّلام: (بَينا أنا نائمٌ أتاني رجلانِ، فأخذا بِضَبْعَيَّ فأتَيا بي جبلًا وعْرًا، فقالا: اصعدْ. فقلتُ: إنِّي لا أُطيقُهُ. فقال: إنَّا سَنُسَهِّلُهُ لكَ. فصعدتُ، حتَّى إذا كنتُ في سَواءِ الجبلِ إذا بأصواتٍ شديدةٍ. قلتُ: ما هذهِ الأصواتُ؟ قالوا: هذا عُوَاءُ أهلِ النَّارِ. ثمَّ انْطُلِقَ بي فإذا أنا بقَومٍ مُعلَقِينَ بعراقيبِهِم، مُشَقَّقَةٌ أشداقُهُم، تسيلُ أشداقُهُم دمًا. قال: قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ قال: الَّذينَ يُفطِرونَ قبلَ تَحلَّةِ صَومِهِم).[٤]
ومن أفطر في رمضان عامداً فعليه التّوبة النّصوحة، متبوعة بقضاء ما أفطر من رمضان، ويُضاف عليها الكفّارة المُغلّظة لمن أفطر بسبب الجماع؛ والكفّارة المغغلّظة تكون أولابعتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يقدر فإطعام ستين مسكيناً.[٢]
المراجع
- ↑ "رمضان.. فضائله، أركانه، فوائده، سننه ومكروهاته"، طريق الإسلام. بتصرّف.
- ^ أ ب الشيخ عبدالرحمن بن فهد الودعان الدوسري (10-7-2013)، "وجوب صيام رمضان وعلى من يجب"، شبكة الألوكة الشرعيّة. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4\2.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 2393.