آدم عليه السلام
هو أوّل نبيّ بعثه الله تعالى، وأوّل إنسان تمّ خلقه، ولا يمكن تقدير عدد السنوات التي عاشها سيدنا آدم بدقّة، فهناك من ذكر بأنّه عاش تسعمئة وثلاثين سنة، ولم يجزم بهذا العدد، وتتعدد الروايات حول مكان دفن سيدنا آدم، وقد أخفى الله تعالى على الناس مكان قبور الأنبياء باستثناء قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أجل حماية العقيدة، وإحدى الروايات تقول بأنّ رأس سيدنا آدم يقع عند مسجد إبراهيم عليه السلام، وقدماه عند بيت المقدس، ولا يوجد أدلة تؤكد هذه الرواية، وسنعرفكم في هذا المقال على آدم عليه السلام في الإسلام، وآدم في المسيحية، وأبناء آدم عليه السلام.
آدم في الإسلام
يُعتبر آدم في الإسلام أول مخلوق خلقه الله تعالى من البشر على الأرض، فقد نفخ الله فيه من روحه، وأمر الملائكة بأن يسجدوا تقديراً، وتحية له، وليس بغرض العبادة، فقام جميعهم بالسجود له ما عدا إبليس، فلم يرضَ بأن يسجد له، مُبرّراً ذلك بأن سيدنا آدم خُلق من طين، وهو من نار، أفيسجد من خُلق من نار لمن خُلق من طين، فقد عدّ إبليس نفسه أفضل منه، وأعلى منه مكانة، هنا غضب الله تعالى عليه، ولعنه، فطلب إبليس من الله أن ينظره ليوم القيامة، فأذن الله بذلك، وتوعّد الله بملء النار بمن يتبعه.
أغوى إبليس آدم عليه السلام، وزوجه عندما سكنا الجنة، ووسوس لهما بأن يتناولا ثمرة من الشجرة التي نهاهم الله عن الأكل منها، فعصى آدم ربّه نتيجة لوسوسة الشيطان له، وأدّى ذلك إلى طرد الله لهما من الجنة، وإنزالهما إلى الأرض.
ابنا آدم
ورد ذكر قصة ابني آدم في القرآن الكريم، فقد قدّم كلّ منهما قرباناً إلى الله تعالى، فتقبّل الله قربان أحدهما، ولم يتقبل من الآخر، فهدد الأخير أخاه بالقتل، فما كان منه إلا أن ردّ عليه كما جاء في قوله تعالى: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)[المائدة: 28]، وفعلاً قام بقتل أخيه، ولم يعلم ما يفعله، فلم يكن الدفن معروفاً آنذاك، فبعث الله غراباً يحفر حفرة ليرشد ابن آدم، وعندما رآه ندم على فعلته، وتحسّر على ما فعله بأخيه.