دولة غرينادا
غرينادا من المدن الأندلسيّة المشهورة التي أنشأها المسلمون آنذاك، وهي تقع حالياً في جزر الهند الغربيّة في البحر الكاريبي، وتبعد عن ساحل فنزويلا الشمالي مسافة 140 كيلومتراً، وهي مكوّنة من عدد من الجزر الصغيرة، من أبرزها جزيرة كارياكو التي تبعد عن الجزيرة الرئيسيّة مسافة 27 كيلومتراً من الجهة الشماليّة الشرقيّة. ويصل عدد سكان غرينادا إلى أكثر من 95000 نسمة، أمّا عن مساحتها فهي تبلغ 344 كم2.
التضاريس والمناخ
تتميز تضاريس غرينادا بسحرها وجمال ربوعها وجبالها الخضراء، وشواطئها الصافية الزرقاء، الأمر الذي جعل منها منطقة جذب لأعداد هائلة من السيّاح والزوار.
أما مناخ غرينادا فهو مناخ مداري، حار ورطب في الصيف ومعتدل جاف في الشتاء، وبشكل عام درجات الحرارة شبه مستقرة في البلاد، فلا تتجاوز ال 31.4°، ولا تنخفض عن 24°، أي أنّ المتوسط فيها 26 درجة مئويّة، أمّا بالنسبة لمعدل الأمطار الساقطة سنوياً، فهي ما بين 750 ملم و1400 ملم.
التسميّة
كانت غرناطة تُدعى قديماً (إلبيرا)، وذلك حتى منتصف القرن الثامن الميلادي، لكن بعد خضولها للحكم الإسلامي سمّوها بغرناطة، إلى أن استولى عليها الإسبانيون، وأصبحوا يطلقون عليها اسم (غرينادا).
السكّان
تصل نسبة السكّان من الأصل الإفريقي إلى 80% من النسبة الكليّة، بالإضافة إلى 12% من الهنود الحمر، والذين هاجروا للجزيرة عام 1855م، والبقيّة أقليات متنوعة من الهنود الأفريقيين، والأوروبيين، وهم بشكل عام يتحدثون اللغة الإنجليزيّة، وهي اللغة الرسميّة للدولة، لكن هناك فئة لا تتجاوز ال 20% يتحدثون اللغة الكريوليّة؛ بسبب اختلاطهم بالمستعمرات الفرنسيّة، وهناك لغات أخرى للأفارقة الذين تم استقطابهم للجزيرة.
معالم غرينادا الأثريّة
تتميز غرينادا بمعالمها التاريخيّة، وأبنيتها العريقة التي تم بناؤها على يد المسلمين، ومن أبرزها:
- قصر الحمراء: وهو من أكثر الأبنية أهميّةً في إسبانيا، ومن أعظم القصور الثقافيّة التي تجمع بين حضارة اليهود، والمسلمين، والمسيحيين، تم بناؤه على يد بني الأحمر في القرني الثالث والرابع عشر الميلادي، إثر فترة حكم يوسف الأول، ومحمد الخامس، وفيه جنة العريف، وهي حدائق رائعة المنظر، تتميز بموقعها وتصميمها الفريد من نوعه، بالإضافة إلى الأزهار والنباتات النادرة الموجودة فيها، وعدد من النوافير الجميلة. في كل عام يقصد الآلاف من السياح قصر الحمراء، للاستمتاع بمشاهدته، ومعالمه النادرة.
- الكاتدرائيّة: بنيت هذه الكاتدرائيّة فوق مسجد غرناطة الذي تم بناؤه على يد بني الأحمر، وهي ضخمة جداً ورائعة البناء، تم تشييدها على الطراز القوطي، وهو الطراز المعماري الذي يغلب على جميع الأبنية الأندلسيّة، كما تم دمج الطراز الباروكي معها في العام 1706م على يد ألونسو كانو.
- الكنيسة الملكيّة: وهي كنيسة تم بناؤها على أنقاض مسجد غرناقة؛ وفيها تم دفن الملكين الكاثوليكيين وأبنائهما جوانا، وفيليب الأول.