الرِّسالة المحمّدية
بَعَث الله تعالى سيّدنا محمد - صلى الله عليه وسلّم - برسالته السَّماوية إلى البشرية كافةً لإنقاذهم من الظلم والجَهل والظَّلام الذي كانوا يعيشون فيه، فقد كان منهم من لا يعبد أحداً، ومنهم من يُشرِك مع الله تعالى في العبادة الكثير من الأجسام الغريبة والأشياء المادية المحسوسة مثل: الشمس، والأصنام، والأوثان، فكانت قريش تَتَخذ مع الله تعالى الحجارة والأصنام التي تصنعها بنفسها، وعندما تجوع كانت تأكل أصنامها التي صنعتها من التمر.
سبحان الخالق الذي أراد بهذه الأمة الخير فبعث إليهم رسالة الإسلام، وكان سينا محمد - صى الله عليه وسلّم - هو الشخص المختار الذي اصطفاه الله تعالى وشرّفه عن بقية الخلق بأن يُبلِّغ رسالته، لذلك فإن رسالة الإسلام تُسمى بالرسالة المحمدية نسبةً إلى سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلّم -.
خصائص الرِّسالة المحمّدية
امتازت الرسالة المحمدية ببعض الخصائص التي ميّزتها عن بقية الرسالات التي جاء بها من سبقه من الأنبياء، ومنها:
- جاءت رسالته - صلى الله عليه وسلّم - خاتمةً للرّسائل السماوية جميعها، فلا نبي بعده - صلى عليه الله- ، والقرآن الكريم هو المُهيمن على جميع المعجزات والبراهين والأدلة التي جاءت تدعم رسالة أنبيائها، كما أنّه كان المنهج الذي يمشي عليه المسلمون في العالم بينما معجزات الأنبياء السابقين فقد كانت مجرّدةً مثل العصا معجزة سيدنا عيسى - عليه السلام -، كما أنّها انتهت مع موت النبي وبقيت قصةً يتحدّث عنها الناس.
- أما القرآن الكريم فيستطيع استخدامه كلّ من يدخل الإسلام، ولم ينته مفعوله بموت النبي محمد - صلى الله عليه وسلّم- ، قال تعالى في سورة المائدة (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً)سورة المائدة {48}.
- جاءت رسالته - صلى الله عليه وسلّم - شاملةً وعامةً لجميع الناس وكافة البشرية منذ سيدنا آدم - عليه السلام - إلى آخر الزمان، فلم تتخصّص بقومٍ معينٍ كما في الرّسالات الأخرى وإنما بعثها الله لكل الخلق، قال تعالى في سورة سبأ (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيراً)سورة سبأ {28} فمن خصائصها أنّها خالدةً ، كما ميّزه الله تعالى بالشفاعة لعباده يوم القيامة.
- نسخها لما سبق من الرسالات، فكل ما جاء في الرّسالة المحمدية هو الأصح وهو الأنسب والواجب اتباعه، وما جاء به من أمورٍ تعاكس ما سبق فإنّه هو الأصح، على الرّغم من أنّ جميع الرسالات لا تتعارض في أمور العقيدة وإنّما بعض الأمور الأخرى هي التي جاءت الرسالة المحمدية من أجل تصحيحها، ورسالته - صلى الله عليه وسلّم - كاملة.
- سهولة فهمها وتطبيقها ويُسرِها، فالله تعالى خفف عن أمة محمد في الشريعة والعبادات فكانت سهلة الفهم والتطبيق. قال تعالى في سورة الحج ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) سورة الحج {78}.