قصص الأنبياء والمرسلين
ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز قصصاً عن الأنبياء والمرسلين، الذين بعثهم لدعوة أقوامهم لتوحيد الله وترك عبادة الأصنام والأوثان، وفيها العبر الكثيرة والدروس المستفادة، ومن بين تلك القصص القرآنية قصّة سيدنا موسى عليه السلام ولقاؤه مع الخضر، فما هي مناسبة هذه القصة؟ وأين المكان الذي التقى فيه سيّدنا موسى عليه السلام مع الخضر؟
قصة سيدنا موسى مع الخضر
خطب سيّدنا موسى عليه السلام يوماً في قومه بني إسرائيل يعظهم ويعلمهم دينهم، وإذا برجل من قومه يسأله سؤالاً عن أعلم شخص يعيش على الأرض، فنظر موسى عليه السلام إلى نفسه لأنّه نبي الله الذي فضله على العالمين باصطفائه لرسالته ونبوته، وقد ظنّ عليه السلام أن هذه المكانة وهذا القدر الذي أعطاه الله إياه يؤهله ليكون أعلم أهل الأرض.
بيّن الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام أنّ ثمة من هو أعلم منه، فجعل له موعداً حتى يلاقي هذا الرجل الذي علمه الله من لدنه علماً، حيث أمره الله سبحانه أن يحمل حوتاً وأن يجعله في مكان ما، فإذا خرج الحوت من نفس المكان فسيجد هذا الرجل، ولبى سيدنا موسى عليه السلام أمر الله وسار في رحلته للبحث عن الرجل العالم مصطحباً معه فتاه يوشع بن نون؛ حيث حملا معهما حوتهما، وفي أثناء رحلتهما ومسيرهما مرّا على صخرة فاستراحا عندها، وعندما استيقظا من نومهما شدا الرحال للاستمرار في رحلتهما، وفي أثناء ذلك أدركهما الجوع فتذكر فتى موسى عليه السلام نسيانهما للحوت عند الصخرة، فعلم موسى عليه السلام أن المكان الذي يبغونه هو الصخرة، فارتدا على آثارهما إلى الصخرة حيث يكون مجمع البحرين وهناك سيكون الرجل العالم الصالح.
عندما التقى موسى عليه السلام بالخضر - منذ أكثر من 3200 سنة تقريباً - وهو الرجل العالم طلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فوافق الخضر على ذلك شريطة أن لا يسأله موسى عليه السلام عن أي شيء في مسيرهما حتى يحدثه هو بذلك، فحدثت ثلاثة أحداث تعجب موسى من أمرها، فسأل عنها الخضر مخالفاً اتفاقه معه، وهذه الأحداث هي خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار للقوم الذين لم يستضيفوا موسى عليه السلام والخضر.