الإسكندرية
تعتبر مدينة الإسكندرية المصريّة العاصمة الثانية للجمهورية، وتُلقّب بعروس البحر الأبيض المتوسط، وتَشغل حيّزاً فوق الخط الساحلي المُطل على البحر الأبيض المتوسط بطولٍ يصل إلى سبعين كيلومتراً مربّعاً وصولاً إلى الجزء الشمالي الغربي من دلتا النيل، وتشترك هذه المدينة الساحلية بحدودٍ مع بحيرةِ مريوط من الجزء الجنوبي، ومع البحر المتوسط من الجهة الشمالية، أما من الجهة الشرقية فيحدّها خليج أبو قير ومدينة إدكو.
تُعتبر مدينة الإسكندرية واحدةً من المُدُن التاريخية القديمة التي يعود بناؤها إلى عام 332 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر، ويُشار إلى أنّ مدينة الإسكندرية قد اتّخذتْ تخطيطاً إغريقي الطابع، فكانت المدينةُ تشبه الشطرنج حيث تتألف من شارعين يتقاطعان بزاويةٍ قائمة. تتأثر المدينة بالمناخِ المعتدل السائد في المنطقة، إذ يعتبر مناخ البحر المتوسط مؤثراً في أغلب المناطق القريبة منه فيكون صيفه حاراً وشتاؤه معتدل البرودة وماطرٌ ورطبٌ نسبياً.
الآثار الفرعونية في الإسكندرية
من الجدير ذكره أنّه لدى قدوم الإغريق إلى المدينة تمكّنوا من العثور على ثلاثةِ تماثيل لبطليموس، وقد صُنعت على الطابع الفرعوني بالإضافة إلى ثمانية وعشرين تمثالاً على شكل أبو الهول، وبعض المَسلّات الفرعونية التي قام البطالمة بانتزاعها من المدينة وتهريبِها إلى دولٍ غربية، ويُعزى السبب في اتخاذ هذه التماثيل الشكل الفرعوني نظراً لافتتان المصريين والإغريق بالفنّ الفرعوني، ويُشار إلى أنَّ التماثيل الثمانية والعشرين التي اتخذت شكلَ أبو الهول كانت تمثل كل ملكٍ من ملوكِ الفراعنة، ومن ضمنها تمثالٌ على شكلِ الملكةِ إيزيس المصرية، ومن أبرز الآثار الفرعونية في الإسكندرية:
- معبد الرّأس السوداء: يعود تاريخ بناء هذا المعبد الأثري إلى نهاياتِ القرنِ الثاني ومطلع القرن الثالث الميلادي، ويحتضن المعبد عدداً من التماثيل كايزيس، وأوزوريس، وفاربوكراتيس.
- معبد القيصرون: يَضم هذا المعبد داخله مسلّتين تحملان أسماء ملوكِ الفراعنة وهم: تحتمس الثالث، وسيتي الأول، ورمسيس الثاني، ويُذكر أنّ إحداهما كانت قد نُقلت إلى لندن والأخرى إلى نيويورك عام 1877م.
- عمود السواري: تمّ إنشاؤه على يد بوستموس في القرن الثالث الميلادي، وهو ما تَبقّى من معبد السيرابيوم، ويَتَموضع فوق تلِ باب سدرة، ويمتدّ طوله إلى أكثرِ من سبعٍ وعشرين متراً، وهو عبارةٌ عن عمودٍ صُنِع من حجر الجرانيت الأحمر اللون.
- المنارة الفرعونية: حيث تُشكّل رمزاً للمدينة نظراً لأنّها منارةٌ للثّقافةِ والعلومِ العصريةِ والتي تمّ تشكيلها من قِبَل الفراعنة، ويشار إلى أنَّ التاريخ لم يشهد منارةً شبيهةً لها من حيث العَظمة، إلا أنَّ زلزالاً مُدمّراً قد ألحقَ الضّرر بالمدينة خلال القرنين الثاني عشر والرّابع عشر، فغمرتِ المياه المدينة.