محتويات
النبي صالح عليه السلام
بعث الله عز وجل الكثير من الرسل والأنبياء لدعوة الناس وهدايتهم لعبادته وحدة لا شريك له، والابتعاد عن عبادة ما لا ينفعهم ولا يضرّهم من غيره تعالى، وكان النبيّ صالح عليه السلام أحد الأنبياء المرسلين، وقد أرسله الله تعالى إلى قومٍ يُسمّى قوم ثمود، وجاء ذكرهم بالقرآن الكريم في عدّة مواطن، فقال تعالى: " "كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ* إني لكم رسول أمين* فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين"، صدق الله العظيم.
قوم صالح
يسمّى قوم النبي صالح بقوم ثمود، ويعود نسب قوم نوح إلى قبيلة عربية ممتدّة من سام بن نوح، وسمّيت ثمود بهذا الاسم نسبةً إلى أحد أجداد هذه القبيلة وهو ثموج بن عامر بن إرم بن سام بن نوح، وقد أنعم الله عز وجل على قوم نوح بالنعم الكثيرة، وأوسع عليهم الرزق، وكانوا يشتهرون ببناء الأبنية العملاقة والكبيرة، والنحت في الصخور، وكانوا يمتازون بالعملقة؛ فكانت أجسادهم ضخمة وقوية جداً.
إرسال النبي صالح لقوم ثمود
كان قوم ثمود يعبدون الأصنام ويُشركون بالله عزّ وجل، فبعث إليهم النبي صالح لهدايتهم ودعوتهم إلى طريق الصواب، ولكن أصرّ القوم على الكفر وكذّبوا النبي صالح ولم يتّبعوه، وأيّد الله عز وجل صالح عليه السلام بالمعجزات لتكون دليلاً على صدقه، وكانت المعجزة هي ناقة خرجت من الصخر، تكلّم الناس، وتخرج اللبن من أحشائها بغزارة، فكان يكفي آلاف من الناس، وعلى الرغم من عظمة المعجزة وتفوّقها على ما كانوا يحترفون به وهو النحت بالحجر، إلّا أنه قد آمن القليل مع النبي صالح وكفر الكثير، وعقروا الناقة.
العذاب الذي حلَّ بقوم ثمود
حذّر النبي صالح قومه من أن يمسوا الناقة، ويلحقوا بها الأذى، ولكنّهم عصوا أمر الله ونصح نبيّه وعقروا الناقة، وحذّرهم النبي من العذاب الذي سيقع بهم خلال الثلاثة أيام القادمة إلّا أنهم أصرّوا على تكذيبه والاستهزاء به إلى أن حلّ بهم عذاب الله، فبعد الأيام الثلاثة أتى فجر اليوم الرابع وانشقّت فيه السماء وخرجت منها صيحة جبّارة واحدة قتلت قوم صالح الكافرين جمعيهم قبل انتهائها، وقال الله تعالى في كتابه الكريم:(وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ). وقال:(وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ). صدق الله العظيم.