خالد بن الوليد
من منا لم يسمع عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقد شهدت ساحات الوغى صولاته وجولاته، كما سجل التاريخ انتصاراته الكثيرة وظلت تكتيكاته العسكرية تدرس إلى وقت قريب في المساقات العسكرية في أعرق جامعات أوروبا، فمن هو هذا الصحابي الجليل وما هي سيرته ؟ وكيف كانت وفاته ؟
نشأته
نشأ خالد بن الوليد رضي الله عنه في مكة المكرمة حيث كان أبوه من أبرز وجهاء القوم وهو الوليد بن المغيرة، وقد كان الوليد من أشد الناس عداوة للرسول عليه الصلاة والسلام ومحاربة له، وقد شحن ابنه خالد مبكرا على كره هذا الدين وسعى لإشراكه في المعارك التي حصلت بعد ذلك مع المسلمين وكان منها معركة أحد حيث تولى فيها خالد قيادة أحد ألوية المشركين الرئيسية، وقد أهله لذلك شجاعته وفروسيته النادرة، وحينما نزل الرماة المسلمون الذين كانوا يحمون ظهور المسلمين عن الجبل وعصوا أمر الرسول عليه الصلاة والسلام استغلّ خالد بن الوليد ذلك فأطبق بجيشه على جيوش المسلمين وحاصرهم.
إسلامه وجهاده
بعد غزوة الحديبية انشرح صدر خالد بن الوليد للإسلام بعدما أدرك أنّه هو الدين الحق فأتى إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام مسلماً راغباً بالدخول في دين الله تعالى، وقد كانت أوّل مشاركة عسكرية لخالد بن الوليد مع جيوش المسلمين في معركة مؤتة حيث تولى حمل الراية بعدما قتل حملة الراية الثلاث زيد، وجعفر، وعبد الله، وقد لقّبه النبي عليه الصلاة والسلام بسيف الله المسلول عندما كان على المنبر يصف للناس أحداث المعركة وكأنهم يرونها عياناً حيث قال: ثمّ أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله على يده، وقد كان هذا السيف هو خالد بن الوليد.
لم يتخلف خالد بن الوليد رضي الله عنه عن مشهد مع النبي عليه الصلاة والسلام منذ أسلم، فقد شارك في غزوة خيبر وفي فتح مكة، وبعد وفاة النبي الكريم وتولي أبو بكر الصديق الخلافة شارك خالد بن الوليد في قيادة كثير من المعارك ضد المرتدين وأبلى فيها بلاء عظيماً، ثم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه شارك في فتوح الشام قبل أن يقرر الخليفة أن يعهد بالراية إلى أبي عبيدة بن الجراح لاعتقاده أن المسلمون قد بدؤوا يفتنون بشخصية خالد وحتى لا يظنوا أنّ النصر بسبب قيادته للجيوش فتضعف عقيدتهم بالله تعالى.
وفاته
وافت خالد بن الوليد المنية وهو على فراشه مرددا جملته الشهيرة: (ما في جسدي موضع شبر إلا وفيه طعنة سيف أو رمية رمح أو ضربة خنجر، وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء ).