مدينة جربة التونسية
تتميّز جزيرة جربة بموقعها في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة لتونس، وبالتحديد في خليج قابس، حيث تبلغ مساحتها الإجماليّة بحوالي 514 كم2، بالإضافة إلى أنّها من الجزر الكبرى في الجهة الشماليّة لأفريقيا، ويبلغ طول شريطها الساحلي بحوالي 125 كيلومتراً، وأطلق عليها لقب جزيرة الأحلام.
تتصل مدينة جربة بقارّة أفريقيا من خلال طريق له امتداد على مسافة تقدر بحوالي 7 كيلومترات، حيث تم بناء هذا الطريق في العهد الروماني، فيصل الزائر من خلاله لمدينة جرجيس، بالإضافة إلى إمكانيّة المرور من مدينة أجيم وحتى الوصول إلى الجرف.
الأهمية
مدينة جرف من المدن ذات التراث الثقافي الغنيّ، حيث تحتوي على العديد من المعالم التراثيّة المهمّة، كالمساجد التي تم تشييدها لكل عائلة، بالإضافة إلى تشييد البروج المتخصّصة للرقابة، والتي يطلق عليها أربطة، والتي تتميّز بامتدادها على العديد من الشواطئ التابعة لها، وتحتوي أيضاً على صف ثانٍ مكوّن من عدة مساجد، وهي تمثل كقلاع محصنة، ولها علاقة بالرباطات من خلال إصدار الدخان في ساعات الليل والنهار، بالإضافة إلى أنّها من المعاقل الخاصّة بالأباضية في المغرب العربي.
المشكلات
على الرغم من المميّزات التي تتمتّع بها مدينة جربة، إلا أنّها تعاني من مشكلة قلّة المياه، حيث تم استعمال هذا النقص كأداة في العديد من الحروب التي قامت بها، فحفظت المياه بواسطة الجرابة، من أجل تجميعها في عدة مساحات، ثم نقلت من خلال قنوات، وجمعت في فساقٍ مخصصة لتخزين المياه، لكي تحافظ على عذوبتها، ويوجد الكثير من هذه الفساقي أسفل المساجد، التي تستعمل من قبل السكان في السنوات التي تتعرّض لها البلاد للقحط وقلّة الأمطار.
هناك العديد من المعطيات الفيزيائيّة والطبيعيّة التي تُظهر الفقر الذي تعاني منه مدينة جربة من الناحية الماديّة، وصعوبة الطبيعة وقسوتها، وذلك بسبب قلّة التربة الغنيّة فيها، بالإضافة إلى الصعوبة في سقاية هذه التربة، نتيجة لسيطرة المياه ذات الملوحة العالية عليها.
كما أنها من المدن قليلة الأمطار، حيث يصل معدلها السنوي لحوالي 200 مم، وهي أمطار لا تسقط بانتظام ومتقلبة بشكل مستمر من فصل إلى آخر ومن عام إلى عام، أمّا فيما يتعلق بمياهها الجوفيّة فهي شحيحة وقليلة العذوبة، وبالتحديد في الجهة الشماليّة الشرقيّة للمدينة.
المناخ
يسود مدينة جربة مناخ البحر الأبيض المتوسط الدافئ، بالإضافة إلى الحرارة المتوسطة والتي تصل لحوالي 40 درجة مئوية، وتتعرّض الحرارة للانخفاض في حالات نادرة من فصل الشتاء، لتصل معدلاتها لحوالي 10 درجات مئوية، مع مراعاة الحذر عند زيارة هذه المدينة في فصل الصيف، وذلك للارتفاع الكبير في درجة حرارتها، والتي تؤدّي إلى التعرّض للحروق من أشعة الشمس القويّة.