محتويات
العلم في الإسلام
إنّ أول آية نزلت على النبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلم- بدأت بكلمة "اقرأ"، وهذا دليلٌ واضح على أهميّة العلم في الإسلام، ورغم أن علوم الشريعة الإسلامية هي أسمى العلوم التي قد يدرسُها المُسلم، إلا أنّ للعلوم الحياتيّة الأخرى أهميّة بيّنها القُرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة، فقد خُلق الإنسان لإعمار هذا الكون، ولا يُمكنُ إعماره إلا من خلال العلم، وقد رفعَ الله سبحانه وتعالى من درجة العلماء، حيثُ لهم فضلٌ كبير على مجتمعهم إذ لا يُمكن التخلّي عن الطبّ لعلاج الأمراض، وغيره الكثير من العلوم التي تُفيد الإنسان في حياته.
علوم اهتمّ بها علماءُ المسلمين
من العلوم التي اهتمّ الإسلام بها علمُ الحساب، الذي من خلاله يستطيع المسلمون حساب المعاملات التجاريّة والوصايا وكذلك الميراث، ومع مرور السنين بدأ المُسلمون بملاحظة الظواهر الطبيعيّة وقد دمجوا بين العلوم المختلفة للوصول إلى علوم الكيمياء والفيزياء وعلم الجبر، وقد كان العلماء المُسلمون دائمي البحث والتجربة، وكان لهم فضلٌ كبير في العديد من الفروع العلميّة التي لا مجالَ لحصرها، ونذكرُ منها علوم الفلك، وعلوم اللغة العربيّة، وغيرها من العلوم التي أدت في النهاية إلى الصناعات التي يستخدمُها الإنسان في حياته، مثل صناعة الورق التي حلّت محل أوراق الشجر التي كان يُكتب عليها في السابق.
كيفيّة اهتمام الإسلام بالعلم
بدأ الاهتمامُ بالعلم منذ عهد سيّدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي جعل المساجدَ دوراً للعلم يتم فيها حفظ القُرآن، ثمّ تطورت لتعليم الكتابة والقراءة، قد استمر الخلفاء الراشدون ومَن بعدهم بالاهتمام بدور العلم وجعلها تتطوّرُ شيئاً فشيئاً حتّى أصبح هناك عددٌ كبير من العلماء الدين لم يتركوا أمراً علميّاً إلا وبحثوا به وطوّروه.
من أشهر العلماء العالم الفيزيائيّ ابن الهيثم، والخوارزميّ صاحب النظريّات التي لا زالتْ تدرّس حتّى اليوم في مادة الرياضيات والطبيب ابن سينا الذي استطاع تطويرَ الطب ليُصبح هناك نقلة نوعية لم يسبق لها مثيلٌ، على الرغم من بساطة الإمكانيّات التي كانت متوفّرة في زمانه.
العلم والحضارة الإسلاميّة
لم يستهنْ المُسلمون في السابق في أهميّة العلم، لذلك فإنّ الحضارة الإسلاميّة امتدت لقرونٍ عديدة عرفت خلالها هذه الحضارة شتى أنواع الصناعات، والتطورات العلمية في حين كانت الدُول الأوروبيّة لا زالت تعيش وسط الجهل والرجعيّة الفكريّة، وبعد أن التفتَ الأوروبيون لإنجازات المُسلمين بدأوا يتعلمون منهم، وهناك مصطلحات طبية ومصطلحات في الرياضيّات لا زالت تُستخدم بأسمائها التي ابتكرها علماء المُسلمين.
إنّ جميع ما سبق يدُلّ على كيفية اهتمام الإسلام بالعلم، وأنّ العلم لم يتوقّف عندَ حدٍّ مُعيّن ولم يقتصر على علوم الشريعة، وهذا دليل على أن الحُكام المُسلمين شجّعوا العلماء على الاهتمام بالعلم بكافة أشكاله، وقد كان العالم ينتقل من بلد لآخر لإثبات نظريّاته ولتطوير المجال الذي يهتم فيه، وبعد انهيار الحضارة الإسلامية أصبحنا نرى الغرب في أفضل حال، حيث أخذوا منّا العلم حتى أصبحت دولهم هي الدول العظمى التي تتحكم بالعالم كلّه، فعند العودة للتاريخِ نجدُ أنّ للمُسلمين الفضلَ بما هم عليه الآن.