محتويات
حرب 1948
بدأت أحداث حرب 1948م بالاندلاع في الخامس عشر من شهر مايو سنة 1948م، واستغرقت مدة زمنية وصلت إلى تسعة أشهر وثلاثة أسابيع ويوميّن، فقد حطّت الحرب أوزارها في العاشر من شهر مارس سنة 1949م. وتُعتبر هذه الحرب الدامية بأنّها الأولى من نوعها بين العرب وإسرائيل، حيث دارت بعد انتهاء الانتداب البريطاني على الدولة الفلسطينية، والإعلان الرسمي لقيام الدولة الإسرائيلية، ونظراً لما تسببت به من خسائر دامية فقط عُرفت بالنكبة.
الدول العربية المشاركة في الحرب 1948
لم تأت تسمية حرب 1948 بالحرب العربية الإسرائيلية من فراغ؛ إنّما يعزى ذلك إلى مشاركةِ عددٍ من أقوى الدول العربية في صدِ العدوان عن فلسطين، حيث تدخلّت كلٌ من: الجمهورية المصرية العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والعراق، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، إذ تكاتفت معاً للوقوف في وجه الميليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين، ويذكر بأنّها تكونّت من عددٍ ضخم من المتطوعين اليهود القادمين من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.
أحداث حرب 1948
تحركت جحافل الجيوش المصرية والعراقية والأردنية والسعودية واللبنانية والسورية نحو الأراضي الفلسطينية للهجوم على المستعمرات الصهيونية في فلسطين، فشنّت القوات المصرية هجوماً على تجمعات كفار داروم ونيريم الصهيونية في صحراء النقب. أما دور الجيوش الأردنية فكان الأهم والأقوى بين الجبهات جميعها، حيث تدفقت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني إلى فلسطين عابرةً نهر الأردن في السادس عشر من شهر مايو من ذلك العام، وتم إمدادهم بأربع ألوية في وقت متقدم من الحرب، وعددٍ من كتائب المشاة، وجاءت الأهمية التي حظي بها الجيش الأردني من التدريب عالي المستوى الذي حظي به الجنود على يد خمسين ضابط بريطاني في الجيش العربي الأردني، فكان الأفضل تكتيكياً في الوقت الذي تسلل فيه الضعف إلى صفوف الجيوش العربية الأخرى، فأقدم على خطوة المناورات التكتيكية، وخاض ثلاث معارك شرسة، وهي: معركة باب الواد، واللطرون، وجنين.
أما دور الجيوش اللبنانية فتمثل بسيطرتها على الجبهة الشمالية، حيث قريتي المالكية وقدس في الجزء الجنوبي من لبنان في الجليل الأعلى، وواصلت المعركة أحداثها إلى حين تدخل مجلس الأمن التابع للأمم الدولية، فأقّر بضرورة وقف إطلاق النار في العاشر من شهر يونيو سنة 1948م، كما تضمن القرار ضرورة حظر تزويد بالأسلحة لأيٍ من أطراف الصراع.
عدد جيوش الدول المشاركة بحرب 1948
- قدّمت مِصر جحفلاً من الجيوش بلغ عدده نحو 10 آلاف جندي بقيادة اللواء أحمد علي الواوي، وقُسمّ هذا العدد إلى خمس ألوية مُشاة، ولواء آلي واحد، وزوّدت هذه الجيوش بـ 16 مدفعاً عيار 25، ولواء مجهز بثمانِية مدافع عيار 6، ولواء مجهز بمدفع متوسط.
- أما الأردن، فقد قدّمت نحو 4500 جندي ضمن أربعة أفواج تحت قيادة كلوب باشا، وكانت القيادة الميدانية بيد العميد نورمان لاش في نابلس، ومُددّت الجيوش ببطاريتين مدفعية لكل منهما أربع مدافع عيار 25 رطل.
- في التاسع والعشرين من شهر إبريل، توافدت جيوش العراقية البالغ عددها 2500 جندي إلى منطقة شرق الأردن بقيادة العميد الزبيدي، وتتألف القوات من فوج مشاة ميكانيكي، وفوجا مشاة، وكتيبة مدرعة، وكتيبة مدفعية ميدان، وبطارية مدفعية مضادة للطائرات.
- مدّت سوريا الجيوش بـ 1876 جندياً سورياً بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم، وتتألف من لواء مشاة من كتيبتين: كتية مشاة ميكانيكية، وكتيبة مدفعية من عيار 75مم.
- حشدت لبنان جيوشها في مطلع شهر مايو من سنة 1948م نحو أرض المعركة، فزوّدتهم بكتيبتي مشاة، و4 عربات مدرعة، وأربع دبابات خفيفية ومجموعة مستشفى ميداني.
- تحركت الجيوش السعودية بأمرٍ من الملك عبد العزيز آل سعود بعد اشتداد المعركة، فأرسل فرقة سعودية للجهاد خلال 24 ساعة إلى فلسطين، فأنطلقت الدفعة الأولى على متن الطائرات، بينما امتطت بقية السرايا البواخر للتوجه إلى فلسطين، وتولى قيادتها العقيد سعيد بيك الكردي.