دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية

كتابة - آخر تحديث: ١٤:٢٤ ، ١٤ يونيو ٢٠١٦
دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية

التنشئة الاجتماعية

هي عبارةٌ عن إعدادِ الأفراد وتأهيلهم عن طريق ربطهم مع المجتمع وجعلهم جزءاً لا يتجزّأ منه ومكوناً من المكونات البشرية فيه، وتعرف أيضاً بأنّها العملية التي يكتسب فيها الإنسان مجموعةً من المهارات الاجتماعية، التي تَعتمد على الخبرة المعرفية والإدراكية المرتبطة بكلِ مرحلةٍ من مراحله العمرية، وتُساعده على التكيف مع البيئة المحيطة بهِ، وتحقيق المعنى الحقيقي للتواصل الاجتماعي بينه وبين الأشخاص الآخرين المحيطين به.


دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية

تعتبر وسائل الإعلام من أهمّ المؤثرات والموجّهات التي تُساهم في توجيه سلوكِ الأفراد ضمنَ بيئةٍ مُعينة، وتجعلهم يكتسبون مجموعةً من المعارف والمعلومات حول شيءٍ ما، لذلك ساهمتْ هذه الوسائل في التّأثير في التنشئة الاجتماعية بشكلٍ واضحٍ ومباشر، خصوصاً مع التطورات الحديثة التي شهدتها أغلبُ قطاعاتِ الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، وهذا ما ظهرَ واضحاً في مواكبتها لتكنولوجيا المعلومات الحديثة في التوجيه الفكري للأفراد.


اهتم كلٌ من علم الاجتماع، وعلم النّفس بدراسةِ دور وتأثير وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية للأفراد، حيث تُؤدي هذه الوسائل إلى توجيه السلوك الفكري عند كل شخص، وجعله يَحصل على معارفَ جديدة قد يَتعرّف عليها للمرة الأولى في حياته، لذلك إنَّ وجود وسائل الإعلام كجزءٍ من حياة الأفراد اليومية ساهم بشكلٍ مباشرٍ في التأثير عليهم مهما كانت مراحلهم العمرية، ويظهر تأثيرها واضحاً على طريقة تفاعلهم مع البيئة الاجتماعية التي يَعيشون فيها.


توجد العديد من أنواعِ وَسائل الإعلام المؤثّرة في فكر وسلوك الأفراد داخل العائلة الواحدة والمرتبطة بمجتمعهم، ومن أهمّ هذه الوسائل:


المطبوعات

هي كافةُ وسائل الإعلام الورقية كالصُّحف اليومية، والمجالات الأسبوعية والشهرية، ويرتبط تأثيرها بمراحلَ عمرية صغيرة، فعادةً ينجذب الأطفال إلى الصور الملونة الموجودة في هذه المطبوعات، وخصوصاً في المرحلة العمرية المرتبطة باكتشاف الأشياء من خلال التعرف عليها، والتي تكون قبل مرحلة تعلم القراءة والكتابة.


عندما يبدأ الإنسان بتعلم القراءة يَصير قادراً على تصفح هذه المطبوعات بأنواعها، فقد يبدأ من الصحيفة اليومية والتي تُساهم في تنشئتهِ اجتماعياً عن طريق جعله يتأثر في المجتمع المحلي الذي يوجد فيه، ثمّ يتعرَّف على الأخبار الأخرى حول المجتمعات العالمية، أما المَجلات وخصوصاً الموجهة للأطفال فتساهم بطريقةٍ إيجابيةٍ في التنشئةِ الاجتماعيةِ من خلال دورها في تطويرِ القدرة اللغوية عند الطفل، وتعليمه القراءة بأسلوبٍ صحيحٍ ومناسبٍ لمرحلتهِ العمرية.


الإذاعة

هي كافةُ وسائل الإعلام المسموعة، والتي تؤثر على الإنسان بشكلٍ أسرع من الوسائل الورقية، وذلك بسبب القدرة على الحصول عليها مجاناً، وفي أي مكانٍ يوجد فيه الإنسان سواءً في المنزل، أو الحافلة، أو السيارة وتسعى مُعظم الإذاعات إلى التأثير المباشر على التنشئة الاجتماعية للأفراد، عن طريق العمل على تزويدهم بكافةِ المعلوماتِ حول العديد من الموضوعات اليومية المُحيطة بهم، وهكذا تُساهم في التحكم بأفكارهم بطريقةٍ مناسبة.


التلفاز

هو من سائل الإعلام المرئية والذي يُعدّ أهمّ مؤثرٍ بين مؤثراتِ الإعلام المقروءة، والمسموعة، وذلك لوجودهِ في كل منزلٍ في العالم، ويعمل على التأثير المباشر على الفكر البشري من خلال تزويد الأفراد بالمعلومات عن طريق الاعتماد على الصوت، والصورة، والكتابة في توصيلها لهم، ومن هنا يبدأ تأثيره على التنشئة الاجتماعية، وخصوصاً في مرحلة الطفولة، والتي ترتبط باهتمام الأطفال بمشاهدة الرّسوم الكرتونية المتحركة على شاشة التلفاز، والتي تعمل على تعليمهم العديد من المهارات الجديدة، والتي لم يكونوا على علمٍ مُسبقٍ بها.


من الواجب على الوالدين اختيار الرّسوم الكرتونية التي تَتَناسب مع المرحلة العمرية لأبنائهم، حتى تُساعد في تنشئتهم تنشئةً اجتماعيةً سليمة.

1,159 مشاهدة