محتويات
قصيدة كان ابن داود يقر لأحمد شوقي
كانَ اِبنُ داوُدٍ يُقَر
- رِبُ في مَجالِسِهِ حَمامَه
خَدَمَتهُ عُمراً مِثلَما
- قَد ساءَ صِدقاً وَاِستِقامَه
فَمَضَت إِلى عُمّالِهِ
- يَوماً تُبَلِّغُهُم سَلامَه
وَالكُتبُ تَحتَ جَناحِها
- كُتِبَت لَها فيها الكَرامَه
فَأَرادَتِ الحَمقاءُ تَع
- رِفُ مِن رَسائِلِهِ مَرامَه
عَمَدَت لِأَوَّلِها وَكا
- نَ إِلى خَليفَتِهِ برامَه
فَرَأَتهُ يَأمُرُ فيهِ عا
- مِلَهُ بِتاجٍ لِلحَمامَه
وَيَقولُ وَفّوها الرِعا
- يَةَ في الرَحيلِ وَفي الإِقامَه
وَيُشيرُ في الثاني بِأَن
- تُعطى رِياضاً في تِهامَه
وَأَتَت لِثالِثِها وَلَم
- تَستَحي أَن فضَّت خِتامَه
فَرَأَتهُ يَأمُرُ أَن تَكو
- نَ لَها عَلى الطَيرِ الزَعامَه
- فَبَكَت لِذاكَ تَنَدُّماً
- هَيهاتَ لا تُجدي النَدامَه
وَأَتَت نَبِيَّ اللَهِ وَه
- يَ تَقولُ يا رَبِّ السَلامَه
قالَت فَقَدتُ الكُتبَ يا
- مَولايَ في أَرضِ اليَمامَه
لِتَسَرُّعي لَمّا أَتا
- ني البازُ يَدفَعُني أَمامَه
فَأَجابَ بَل جِئتِ الَّذي
- كادَت تَقومُ لَهُ القِيامَه
لَكِن كَفاكِ عُقوبَةً
- مَن خانَ خانَتهُ الكَرامَه
قصيدة لعمارة اليمني
هل القلب إلا مضغة تتقلب
- له خاطر يرضى مراراً ويغضب
أم النفس إلا وهدة مطمئنة
- تفيض ثغاب الهم منها وتنضب
فلا تلزمن الناس غير طباعهم
- فتتعب من طول العتاب ويتعبوا
فإنك إن كشفتهم ربما انجلى
- رمادهم عن جمرة لم تتلهب
فتاركهم ما تاركوك فإنهم
- إلى الشر مذ كانوا من الخير أقرب
ولا تغترر منهم بحسن بشاشة
- فأكثر إيماض البوارق خلب
واصغ إلى ماقلته تنتفع به
- ولا تطرح نصحي فإني مجرب
فما تنكر الأيام معرفتي بها
- ولا أنني أدرى بهن وأدرب
وإني لأقوام جذيل محكك
- وإني لأقوام عذيق مرجب
عليم بما يرضي المروءة والتقى
- خبير بما آتي وما أتجنب
حلبت أفاويق الزمان براحة
- تدر بها أخلافه حين تحلب
وصاحبت هذا الدهر حتى لقد غدت
- عجائبه من خبرتي تتعجب
ودوخت أقطار البلاد كأنني
- إلى الريح أعزى أو إلى الخضر أنسب
وعاشرت أقواماً يزيدون كثرة
- على الألف أو عد الحصى حين يحسب
فما راقني في روضهم قط مربع
- ولا شافني من ودهم قط مشرب
تراني وإياهم فريقين كلنا
- بما عنده من عزة النفس معجب
فعندهم دنيا وعندي فضيلة
- ولاشك أن الفضل أعلى وأغلب
أناس مضى صدر من العمر عندهم
- أصعد ظني فيهم وأصوب
رجوت بهم نيل الغنى فوجدته
- كما قيل في الأمثال عنقاء مغرب
وكسل عزم المدح بعد نشاطه
- ندى ذمه عندي من المدح أقرب
كأن القوافي حين تسعى لشكرهم
- على الجمر تمشي أو على الشوك تسحب
أفوه بحق كلما رمت ذمهم
- وما غير قول الحق لي قط مذهب
وأصدق إلا أن أريد مديحهم
- فإني على حكم الضرورة أكذب
ولو علموا صدق المدائح فيهم
- لكانت مساعيهم تهش وتطرب
ولكن دروا أن الذي جاء مادحاً
- بغير الذي فيهم يسب ويثلب
وما زال هذا الأمر دأبي ودأبهم
- أغالب لومي فيهم وهو أغلب
إلى أن أدالتني الليالي وأعتبت
- وما خلتها بعد الإساءة تعتب
فهاجرت نحو الصالح الملك هجرة
- غدت سبباً للأمن وهو المسبب
فمن مبلغ سعد العشيرة معشري
- وشعباً بهم صدع النوائب يشعب
بأني قد أصبحت جاراً لأبلج
- مدائحه من ريق المزن أعذب
يشجع آمال العفاة ابتسامه
- وتجبه آساد الشرى حين يغضب
غفرت به ذنب الليالي التي مضت
- وربتما يستوجب العفو مذنب
لئن شغفت غر القوافي بحبه
- فكل امرئ يولي الجميل محبب
وإن عز مثواها وطال بقربه
- فكل مكان ينبت العز طيب
وكم نبت الأوطان يوماً بأهلها
- فأورثها عز الحياة التغرب
وهذا رسول الله فارق مكة
- على جفوة لم ترضها فيه يثرب
ولولا فراق السيف للغمد لم يفز
- له بجميل الذكر حد ومضرب
ولو لزم الطير الفلاة ووحشها
- أماكنها ما صاد ناب ومخلب
وحسبي أن أصبحت جاراً لساحة
- مكارمها بالوافدين ترحب
رأينا بيومي بأسه ونواله
- على ضاع فيه حاتم و المهلب
إذا ما ذكرنا وقعة من حروبه
- فيما يذكر الحيان بكر وتغلب
له معجزات في الشجاعة والندى
- وسر عن الأبصار فيها مغيب
ترى كل رعديد الفؤاد وباخل
- يصدقها ف ينفسه ويكذب
عُلى بهرت آياتها بطلائع
- فهل في العُلى أيضاً نبي مقرب
تيقنت الأفرنج أنك إن ترد
- دمارهم لم ينجهم منك مهرب
وخافتك إن لم تعطها الأمن منعماً
- فجاءتك بالأسد الثرى تتغلب
وأهدوا رجال السلم آلة حربهم
- ومن بعض ما أهدوا مجن ومقضب
وذلك فأل صادق إن عزهم
- بسيفك يا سيف الهدى سوف يسلب
لك الرأي لم تلل ظباه ولم يُفل
- إذا ظلت الآراء تطفو وترسب
وما شئت فاصنع راشداً في سؤالهم
- فرأيك من رأي البرية أصوب
وعندك حزم لا يضيق نطاقه
- وصدر من الدهناء أرخى وأرحب
أقول لمغتر بظاهر بشره
- تيقظ فإن الماء يخفيه طحلب
ولا تركنن للبحر عند سكونه
- وبادر فإن البحر إن هاج يعطب
وقد يبسم الضرغام وهو معبس
- وقد يتلظى البرق والغيث يسكب
تباعد إذا أولاك قرباً ولم يزل
- أخو الحزم من يخشى الملوك ويرهب
فلا تتصوره بصورة صاحب
- فليس أبو شبلين غرثان يصحب
ولا تتسحب واثقاً بحيائه
- فما ذلك إلا واثق يتسحب
مهدت لنا أكناف عز منيعة
- على أنها من مرتقى النجم أعزب
وأسبلت أستار الحجاب مهابة
- وذلك في بعض المواطن أهيب
ولكنك الشمس التي لا محلها
- بدان ولا أنوارها قط تحجب
نراك وستر من جلالك حائل
- فنحن حضور والبصائر غيب
وأكثر ما نلقاك حلماً ورحمة
- إذا كان ذنب للعقوبة يوجب
قصدت ولكن فيك فضل بقية
- يغالبها رأي العفاف فيغلب
تميل إذا ما كان في الأمر شبهة
- إلى كل ما فيه من الله تقرب
فلا زلت للدنيا وللدين عصمة
- وثغرهما من مأثراتك أشنب
من أقوال الشافعي
إِذا المُشكِلاتُ تَصَدَّينَ لي
- كَشَفتُ حَقائِقَها لِلنَظَر
لِسانٌ كَشَقشَقَةِ الأَرحَبي
- ي وَكالحُسامِ اليَمانِيّ الذَكَر
وَلَستُ بِإِمَّعَةٍ في الرِجا
- لِ أُسائِلُ هَذا وَذا ما الخَبَر
وَلَكِنَّني مُدرَهُ الأَصغَرَي
- نِ جَلّابُ خَيرٍ وَفَرّاجُ شَرّ
شعر عن الكرامة لزهير بن أبي سلمى
سَتُرحَلُ بِالمَطِيِّ قَصائِدي
- حَتّى تَحُلَّ عَلى بَني وَرقاءِ
مِدَحاً لَهُم يَتَوارَثونَ ثَنائَها
- رَهنٌ لِآخِرِهِم بِطولِ بَقاءِ
حُلَماءُ في النادي إِذا ما جِئتَهُم
- جُهَلاءُ يَومَ عَجاجَةٍ وَلِقاءِ
مَن سالَموا نالَ الكَرامَةَ كُلَّها
- أَو حارَبوا أَلوى مَعَ العَشّاءِ