خلق الله الانسان في هذه الحياة ، ومهد له كل سبل العيش الرغيد ، من أجل أن ينعم الانسان بحياته ، ويسبح الله على كل النعم ، فالله سبحانه وتعالى عندما خلق الانسان ، أمر الملائكة أن تسجد له ، وجعله خليفة له على الأرض ، وطلب منه أن يهيم في الدنيا ، و يفعل ما يحلو له ، ولك ذكره بشيء واحد ، وهو الثواب والعقاب ، فان فعلت ماتؤمر به ، نلت رضا الله ومحبته ، وجبته العليا ، أما ان عصيته وخالفت أمره ، فأنت مطرود من رحمته ، ولا شافع لك عند الله أحد .
كيف أعرف ارادة الله :
في كثير من الأحيان نواجه بعض الصعوبات ، في تحديد الوجهة التي نتوجه اليها ، وفي مواجهة بعض الأمور ، فالمؤمن حقا يعلم ما يريد الله سبحانه ، ويسير على هداه ، ولكن غالبية البشر لا يعلمون ما يفعلون ، وعند أول أمر يتخبطون ، فكيف لهم أن يعرفوا ارادة الله في أمور حياتهم ؟
أولاً :
أمن بقضاء الله وقدره ، وادعو الله في السراء والضراء ، فالله لن يضر عبدا قال ربي الله ، ولن يخذله في دعائه ، وسيستجيب له ، وهو القادر على فعل ذلك ، أما ان دعوت الله لأمر وجدته مستحب على قلبك ، ولم يستجب لك ، فاعلم أن ارادة الله لم تشاء أن يكون من نصيبك .
ثانياً :
إن واجهك أمر استعصى عليك ، ولم تعرف ما يجب عليك فعله ، فقم وتوضا ، وصل لله استخارة ، واتركه يدبر لك الأمر ، فان كان فيه من الخير لك ، سيهدي الله قلبك ، وسيريحك ، أما ان كان فيه شر لك فسيصرفه الله عنك ، وسيكفيك بلاه .
ثالثاً :
استعوض الله في كل أمور حياتك التي فقدتها ، وادع ربك أن يحفظ عليك قلبك ، ولسانك ، ولا تستهين بطلب العوض من الله ، لآن عوضه سيكون خيرا عليك من أوله إلى أخره .
رابعاً :
توكل على الله ، ولا تبالي ، واترك الله يرتب لك حياتك ، وامشي ببركة الاستغفار ، وارض بما قسم الله لك ، لأنه يعلم جيدا أن هذا ماسيكفيك حقا ، بلا زيادة او نقصان .
خامساً :
كن على يقين أن المصيبة التي تصيبك ، إنما هي لتطهر قلبك ، وتبعد عنك ذنوبك ، وتعزز الايمان في قلبك ، فما سيصيبنا في الحياة ، انما هو مكتوب علينا منذ أن ولدتنا أمهاتنا .
وفي الختام ، فان هذا كله مقدر ومكتوب على الإنسان ، وسواء رضي أو لا ، فان الله هو المعطي والمدبر ، والخالق ، والقادر على كل شيء .