عبادة الله
إنّ أعظم هدف وُجد له الإنسان في هذه الحياة هو عبادة الله، ومن مستلزمات عبادة الله سبحانه التعرّف عليه والذي يكون نتاج محبة الإنسان لخالفه، والذي لا يقتصر على عبادته وفق الشعائر التعبديّة المعروفة بل يتعدى ذلك ليشمل كل جوانب الإنسان في الحياة، سواء نحو خالقه بشكل مباشر، أم نحو البشر كنوع استقامة في السلوك مرتبط بشكل مباشر بتقوى الله، ومحبته وخشيته في الوقت ذاته، وهناك سبل يمكن للإنسان أن يقوم بها ليحقق في نفسه معاني العبودية الحقّة والمحبّة لله سبحانه وما في ذلك من تعرّف حقيقي على الله سبحانه.
كيف تتعرف على الله
- الإخلاص في القول والعمل، بأن يكون الشخص قاصداً بذلك كله وجه الله سبحانه.
- قوة الصلة بكتاب الله سبحانه والسنَّة النبوية، قراءة وفهماً وتدبراً، ففي ذلك خير أنس بالله سبحانه وخير صلة به.
- النظر والتأمل والتفكر في الكون، وما فيه من مظاهر متعددة وعظيمة لقدرة الله عز وجل، وهذه عبادة عظيمة لله سبحانه، وقوة معرفة به وقد وردت العديد من آيات القرآن الكريم التي تحث على ذلك، منها قوله تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ*وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ*وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ*وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) [الغاشية: 17ـ20].
- المحافظة على الفرائض، بأدائها مستوفية شروطها وأركانها، ثمّ الإكثار من النوافل.
- تذوُّق حلاوة الإيمان بالقيام، والأنس بالله سبحانه بقيام الليل وبدعائه وقت السحر، فهذا سبب عظيم لإدراك محبَّة الله وكسبها، وكذلك سبب عظيم لمعرفة الله سبحانه.
- الحرص على حضور مجالس العلم الشرعي قدر المستطاع وحيثما كانت.
- قراءة ومطالعة الكتب الإسلامية التي تبصّر المسلم بواجباته نحو خالقه، وترسم له دوره في الحياة.
- انتقاء صحبة الأخيار الذين بصحبتهم يتذكر الإنسان المسلم خالقه، لشمائل السلوك والصفات الكريمة التي يتصفون بها.
- المحاسبة الدائمة للنفس بالوقوف المستمر على أخطائها ومعاصيها وتقصيرها، ومعالجة ذلك بالتوبة والاستغفار.
ثمار التعرّف على الله
- فهم المسلم لدوره الحقيقي في الحياة.
- كسب محبة الله سبحانه، وهي محبّة مقترنة بمدى إخلاص المسلم بربه، ومدى حسن صلته به.
- بركة الرزق، واستجابة الدعاء، والتوفيق في شؤون الدنيا المختلفة.
- كسب محبّة النّاس له، فمتى أحبَّ الله فرداً قدَّر وكتب محبته في قلوب البشر، وقد تعهد سبحانه بذلك.
- شعور الفرد بالراحة والطمأنينة والسعادة فما أجمل ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله: (لو يعلم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعمة لجالدونا عليها بالسيوف)، وهو يقصد بذلك نعمة ذكر الله والتعرُّف عليه والأنس به.