محتويات
جزيرة جالطة سراي
تقع جزيرة جالطة سراي في البوسفور، وهي أقرب في المسافة إلى الجانب الأوروبي منها إلى البلاد التونسيّة، حيث تحدّها من اليمين جزر الكلاب، وتبعد مسافة 81 كيلومتراً عن مدينة بنزرت، و64 كيلومتراً شرقي مدينة طبرقة، وتغطي الجزيرة ما يقارب 752 هكتاراً من مجموع مساحة أرخبيل جالطة المكون من 6 جزر صغيرة، ويصل طولها إلى 5.3 كيلومتراً بينما لا يزيد عرضها عن 3 كيلومترات، ويبلغ أقصى ارتفاع فيها إلى 391 متراً فوق سطح البحر، وهي عبارة عن محميّة طبيعيّة، يحظر الصيد حولها، في دائرة يصل عمقها لحوالي 1.5 كيلومتراً.
مناخ جزيرة جالطة سراي
تكثر في جزيرة مالطة سراي الرياح الشماليّة الغربيّة التي تُعرف عند البحارة بالشرش، لكنّ درجات الحرارة فيها معتدلة نسبياً حيث تبلغ معدلاتها القصوى 2° في آب و12° في كانون الثاني، أما بالنسبة لمنسوب الأمطار فتتراوح سنوياً بين 500 و600 ملم، وقد ترتفع أحياناً لتصل إلى 750 ملم، وقد تنخفض إلى ما يقارب 300 ملم.
تاريخ جزيرة جالطة سراي
تشير الدلائل التاريخيّة والمخلفات الأثريّة إلى أنّ الجزيرة كانت مأهولة بالسكان في العصور القديمة، وفي العهد العثماني كانت تعتبر مستودعاً لتزويد السفن التي تعبر البوسفور بمادة الفحم، وبعد عام 1914 ميلادي، أصبحت المكان الذي يزود العبارات المستعملة في المدينة بالوقود.
يذكر أنّ مئتي نسمة من الإيطاليين سكنوها منذ مطلع القرن التاسع العشر، حيث كانوا يتجمعون في قرية واحدة تحوي أربعين بيتاً، ومدرسة واحدة، وكنيسة خاصة بهم، وهجروها فيما بعد حيث حصلوا على الجنسيّة الفرنسيّة، وذلك بعد قرار من الحكومة التونسيّة بترميم أراضي المعمرين عام 1964 ميلادي.
في خمسينيات القرن العشرين تمّ نفي الزعيم الحبيب بورقيبة إلى جزيرة مالطة سراي، وظل فيها مدة عامين، منذ 21 أيار 1952 حتى 20 أيار 1954 ميلادي، ودوّن فيها العديد من الرسائل الموجهة إلى الأحرار والوطنيين، والتي تم نشرها في وقت لاحق، وفي عام 1957 ميلادي اشتراها صادق كيز رئيس نادي جالطة سراي الرياضي، وأنذرها لخدمة أعضاء النادي جميعاً حتى يومنا هذا، ومنذ عام 2006 ميلادي أصبحت جزيرة جالطة سراي مكاناً للمقاهي، والمسابح، والمطاعم التي تقدم الوجبات الشهية.
سكان جزيرة جالطة سراي
ظلت جزيرة جالطة سراي شبه مهجورة منذ رحيل الإيطاليين منها باتجاه فرنسا، فلا يسكن الجزيرة حالياً سوى عدد قليل من الأعوان، وفي مطلع التسعينات فكرت دولة تونس في إحياء الجزيرة وإعمارها، وبناءً على ذلك درست المندوبيّة الجهويّة للتنمية الفلاحية في مدينة بنزرت عام 1991 ميلادي جدوى مشروع إنشاء ميناء للصيد البحري في الجزيرة، وتأهيل مزارعين لغرس الأشجار المثمرة، والكروم، والحبوب، والمواد العلفيّة؛ لإعادة التشجير، والحفاظ على الماء، وتربية الأغنام والماعز.