تاريخ قرطبة
على الرغم من أنّ أصل اسم قرطبةَ يُعتبَر أمراً مُختلَفاً فيه، إلّا أنّ (كوردوبا) هو أوّلَ اسم تمّ توثيقه لها في التاريخ، وهو اسم أطلقه الرومان عليها في القرن الثاني قَبل الميلاد بعد فَتحهم لها، وبالعودة إلى أوّل استقرار للبشر فيها يتبيّن أنّ أوّلَ من سكنها هم القرطاجيّون، ثمّ تمّ غزوها من قِبل الرومان في العام مئتين وستّة قَبل الميلاد، ومن ثمّ احتلّها البيزنطيّون إلى أن استقرَّت بيد القوط الغربيّين مع نهاية القرن السادس الميلاديّ، أمّا في العام 711م فقد دخلها المسلمون فاتحين، واستمرَّت قرطبةُ تحت حُكمهم حتى سقطت في يد الصليبيّين عام ألف ومئتين وستّة وثلاثين.[١]
قُرطبة قَبل الفَتح الإسلاميّ
أسّسَ الرومانُ قرطبةَ لتكون مُستوطنةً شماليّ نهر الوادي الكبير، ثمّ تحوَّلت لتكون عاصمةَ ولاية بيتيكا الواقعة في جنوب إسبانيا، حيث مكثت مدّةً طويلةً تصلُ إلى أكثر من سبعة قرون تحت الحُكم الرومانيّ، علماً بأنّ هناك الكثير من الشواهد الأثريّة التي تدلُّ على تلك الفترة، ثمّ تعرَّضت قرطبةُ الرومانيّة لكثير من غزوات القبائل الجرمانيّة إلى أن استقرَّ زمامُ أمرها بيد القوط الغربيّين بعد سِجالٍ شديدٍ بينهم، وبين الروم.[٢]
قُرطبة الإسلاميّة
فُتِحت قُرطبة عام 711م على يد القائد المسلم طارق بن زياد، حيث أصبحت قرطبة منذ هذا التاريخ من أهمّ المَعالِم الحضاريّة الإسلاميّة، علماً بأنّها برزت بشكل واضح في عهد مُؤسِّس الدولة الأمويّة في الأندلس (عبدالرحمن الداخل) المُلقَّب بصقر قريش، كما أنّها بلغت أوج ازدهارها، وتقدُّمها في عهد عبدالرحمن الناصر، وولده الحكم المُستنصِر؛ إذ أصبحت قرطبة عاصمة لدولته الجديدة، بالإضافة إلى أنّها كانت مَقرّاً له باعتباره خليفة للمسلمين في العالَم الغربيّ،[٣] إلّا أنّه بعد ظهور ملوك الطوائف، وسقوط خلافة الدولة الأمويّة في الأندلس، ساءَ حال قرطبة، وحال المسلمين فيها؛ حيث تنازع عليها حاكم طُليطِلة، وحاكم إشبيليّة، وذلك بعد انهيار حُكم المُوحِّدين، ممّا مَكَّنَ ملك قشتالة (فرديناند الثالث) من الاستيلاء عليها بعد أن بَقِيت مُدّة طويلة تصل إلى 5 قرون تحت حُكم المُسلمين.[١]
المراجع
- ^ أ ب "قرطبة"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.
- ↑ إيناس محمد البهيجي، تاريخ الأندلس، عمان - الأردن: مركز الكتاب الأكاديمي، صفحة 98. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني (3-6-2012)، "قرطبة .. الموقع الجغرافي والتاريخ"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2019. بتصرّف.