لوط عليه السلام
لوط عليه السلام هو أحد الأنبياء والرسل الكرام الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى إلى البشر لهدايتهم إلى عبادة الله وحده والعمل بالفضائل والأخلاق الحميدة بعيداً عن الفواحش والأخلاق المذمومة، وقد ورد ذكر اسم هذا النبي الكريم في القرآن الكريم سبعةً وعشرين مرةً في العديد من السور القرآنية، مثل: الأعراف، وهود، والشعراء والنمل، وفي هذا المقال سنذكر قصة قوم لوط كما وردت في القرآن.
صفات قوم لوط
أرسل الله سبحانه وتعالي نبي الله لوط إلى قوم يعيشون في مكاٍنٍ يعرف بإسم سدوم، والتي تعرف باسم بحيرة لوط في الوقت الحالي؛ وذلك لهدايتهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده، وقد عُرف عنهم بأنهم قومٌ طاغون وظالمون، كما عرف عنهم اعتداؤهم على الغرباء ومارستهم للرذيلة مع الرجال دون النساء، حيث يُعتبر قوم لوط هم أول من ابتدعوا هذه الرذيلة فلم يعرفها أحدٌ من قبل، وقد دعاهم نبي الله لوط إلى ترك هذه الفواحش والمنكرات والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى فلم يؤمن معه إلى قومٌ قليلٌ من أهل بيته، إلّا أنّ امرأته لم تؤمن بدعوته.
أساليب دعوة لوط لقومه
دعا نبي الله لوط عليه السلام قومه بكافة الوسائل والطرق والأساليب المختلفة لهدايتهم إلى الطريق القويم، ومن هذه الطرق: اتباع أسلوب الترغيب والتحدث إليهم عن الجنة ونعيمها، ثمّ اتباع أسلوب التخويف والترهيب من عذاب نار جنهم، وبالرغم من كلّ الأساليب المتبعة إلّا أنّ قوم لوط لم يستجيبوا إلى دعوته واستمروا في عمل الفواحش والمنكرات، بالإضافة إلى قيامهم بتكذيب دعوته والتكذيب بيوم القيامة وبعذاب الله سبحانه وتعالى، وقد هددوا نبي الله بالطرد إن لم يتوقف عن دعوته.
عذاب الله لقوم لوط
دعا نبي الله لوط الله سبحانه وتعالى أن ينصره على قومه فاستجاب الله دعوته وأرسل لهم ملائكته ليقلبوا عليهم القرية ويجعلوا عاليها سافلها، وعندما همّ الملائكة لتنفيذ هذا الأمر الرباني مروا على المكان الذي يقطن فيه نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد جاؤوا على هيئة رجال تميزوا بحسن الوجه والمنظر، وبشروه بغلامٍ حليم وهو إسحق ومن ورائه يعقوب، وأخبروه أنّهم ذاهبون لتنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى بإهلاك قرية لوط عليه السلام، وحينها أخبرهم أنّ في هذه القرية لوط ابن أخيه، فأخبروه أنّهم أعلم بمن فيها وأنّ الله سينجيه وأهله إلّا امرأته لأنّها كافرة ولم تؤمن.
ذهب الملائكة إلى نبي الله لوط وقد جاؤوا على هيئة شبابٍ حسان الوجوه فرحب بهم وخاف عليهم من بطش قومه، وقد وصل خبر الشبان الحسان إلى قومه؛ فما كان منهم إلّا أن أقبلوا على نبي الله لوط يطالبونه بهؤلاء الشبان حتّى يقوموا بعمل الفاحشة معهم دون استحياءٍ، حينها أخبرت الملائكة نبي الله لوط بحقيقتهم وأمروه بالخروج من القرية؛ لأنّهم سينزلوا أشدّ العقاب بهؤلاء الظالمين، حيث أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم صيحةً من السماء وأمطر عليهم حجارةً من سجيل حولت هذه القرية إلى خرابٍ ودمار.