قبل اكتشاف النفط كان الفحم بنوعَيه الحجري والنباتي مصدر الطاقة الوحيد في العالم حتى باتتِ الثورة الصناعية وزيادة الطلب على الطاقة تم اكتشاف البترول الذي حلّ محل الفحم بسبب المشاكل والصعوبات التي ترافق الفحم من استخراجه وحتى أثناء استعماله والتلوث الذي يسببه .
ما هو الفحم الحجري؟
أصل الفحم الحجري هو مواد عضوية وأحياء بحرية ماتت ودُفنت في الأرض وبفعل الضغط والحرارة انخفضت فيه نسبة الأكسجين وزادت نسبة ثاني أكسيد الكربون وتصلّب ،وللوصول إلى طبقات الفحم يلزم الحفر لأعماقٍ كبيرةٍ ويتعرض العاملون بهذا المجال إلى مخاطر كبيرة . بينما استخراج النفط ليس له مخاطر ولا يلزمه الحفر إلا بأنابيب خاصة تصل إلى مكامن وجوده وغالباً ما يتدفق بشكل تلقائي ويسهل نقله بأنابيب إلى مواقع التكرير كما يسهُل نقله إلى الأسواق بواسطة الصهاريج والتلوث الذي يُحدثه قليل جداً إذا ما قورن بالفحم.
تكوّن الفحم النباتي
وفكرة عمل الفحم النباتي قائمه على أساس عدم تكوين اشتعال كامل في كومةِ الحطب بعزلها عن الهواء ويتم ذلك بتقطيع كمية من الأخشاب بطول مترين للقطعة وأن تكون من الأغصان الكبيرة وترتّب فوق بعضها على شكل هرم تاركين فوهة في الوسط تنتهي بفتحة تصل إلى قاع الهرم . يتم طمر الأحطاب بورق الشجر أو التبن لمنع دخول الأتربة بين قطع الخشب وبعدها تطمر بالتراب الناعم بشكل جيد بسماكة 3 سم بحيث يتم عزلها عن الهواء وتوضع بداخل الكومة كمية من النيران و الجمر من الفوهة وننتظر لمدة نصف ساعة حتى نتأكد من أن النار قد بدأتِ الاشتعال بالأحطاب ، و بعد ذك تغلق هذه الفوهة بقطع أخشاب وورق شجر وتراب فوقها ونراقبها تخوفاً من ظهور فوهات مشتعلة من الجوانب وإذا ظهرت لنا نغلقها بالحطب وورق الشجر والتراب . يستمر الحال على هذا الوضع لمدة أسبوعين على الأقل فيكون الحطب قد احترق بدون لهب وتحول لونه إلى الأسود وبقي صلباً. بعد ذلك نبدأ بإخراج قضبان الفحم من الكومة بالتدريج مع الانتباه أن تكون خاليةً من الجمر (الجمر هو القطع المتوقدة) وننتظر حتى تبرد وهكذا تستمر العملية حتى يتم نثر كامل الكومة ، نتأكد من خلوها من أي جزء مشتعل . بعد التأكد من أنّ الفحم قد برد ولا يوجد به أي اشتعال يعبّئ بأكياسٍ كبيرةٍ ويكون جاهزاً للبيع وعادة ما يستخدم الفحم للتدفئة والشواء .
إنّ عمل الفحم النباتي يهدّد الثروة الحرجية ويعرضها للزوال وبهذا تأثير سلبي على البيئة، لأنّ الأشجار رئة الأرض و تعمل على تنقية الجو وذلك بامتصاصها لثاني أكسيد الكربون وإنتاجه الأكسجين من خلال عملية البناء الضوئي .